الثلاثاء 10 نيسان (أبريل) 2012
ملف | 39 عاماً على جريمة فردان ...

شهداء تحوّلوا إلى أماكن ومستشفيات

الثلاثاء 10 نيسان (أبريل) 2012

قدمت الثورة الفلسطينية العديد من الشهداء، من بين هؤلاء ثلاثة من أبرز قادة منظمة التحرير الفلسطينية، وهم الكمالان ناصر وعدوان، وأبو يوسف النجار. هؤلاء استشهدوا منذ 39 عاماً، وتحديداً في مثل يومنا هذا، لكن في ذلك التاريخ كان لأسماء الشهداء الثلاثة وقع قوي في نفوس اللاجئين. أما اليوم، فهناك جيل جديد نشأ لا يعرف عن كمال ناصر وعدوان وأبو يوسف النجار، غير أنها أسماء لمستشفيات ومدارس في مخيمات الداخل الفلسطيني، وفي الشتات.

في مخيم برج البراجنة، قليلون هم الذين يتذكرون هؤلاء الثلاثة، والذين يتذكرونهم جيداً هم الكبار في السن. أما الفئة العمرية الشابة، فتعرف عن الشهداء أسماءهم فقط، لكن ماذا كانوا يفعلون، كيف أو متى اغتيلوا، فأغلب الأجوبة عنها تأتي على النحو الآتي «الله أعلم»، «والله لا أعرف»، أو «سامع عنهم بس ما بعرف إشي عنهم».

مصطفى عودة ابن العشرين عاماً لا يعرف عن هؤلاء الثلاثة شيئاً، رغم أن «والدي في حركة فتح» كما يقول. يعترف عودة بتقصيره عن الاطلاع على تاريخ الثورة الفلسطينية، فبالنسبة اليه «المهم هو اليوم، انظر أين أصبحت الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير». يضيف «أحترم كل الشهداء الذين سقطوا، لكن لا يهمني أن أعرف شيئاً عنهم طالما وصلت بنا الحال إلى ما نحن عليه».

آخرون لا يعرفون شيئاً عن الشهداء الثلاثة بسبب تقصير الأهل. فبالنسبة إلى حسن عمر أول مرة سمع فيها باسم كمال عدوان كانت خلال فترة العدوان على غزة. عمر «المحب للإنترنت»، كما يصف نفسه، «غَوغَل» اسم كمال عدوان بعد كثرة تداول الاسم خلال الحرب على غزة عام 2008، إذ إن اسم عدوان مرتبط بمستشفى في منطقة جباليا في قطاع غزة. فضول عمر دفعه إلى البحث والتعمق لمعرفة من هو الشخص الذي يحمل المستشفى اسمه، لكنّ آخرين قد لا يملكون فضوله. يقول عمر «قرأت وشاهدت أفلاماً وثائقية تتحدث عن حياته». يعتب عمر لأنه لم يسمع من أهله عن الشهداء الثلاثة، ويقول «بادرت أنا بسؤال والدي عنهم». يضيف الشاب حينها «ردّ والدي عليّ بجواب مقتضب بأن هؤلاء الثلاثة اغتالهم ايهود باراك في فردان، لكن من دون ذكر أيّ تفاصيل».

في أحد أزقة مخيم شاتيلا، يجلس رجل ستيني على حافة أمام منزله. يتكئ بيديه على عكازه ويقلب حجارة مسبحته. تسأله عن ناصر وعدوان وابو يوسف النجار. يرفع وجهه، ينظر إليك مباشرة بعينين تلمعان كمن أعاد سؤالك إليه أياماً افتقدها. يجيب أبو محمود عكاوي إنه في تلك الفترة «كنت مع الثورة الفلسطينية، وكنا نسمع بأسماء الشهداء، وخصوصاً ضمير الثورة، كما كان لقب كمال ناصر». يضيف «كنت في العرقوب وعندما وصلنا خبر استشهاد القادة الثلاثة أتذكر أني بكيت كثيراً، رغم أنني لا أعرفهم».

[rouge]-[/rouge][bleu] المصدر : صحيفة «الأخبار» اللبنانية | قاسم س. قاسم.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2182880

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2182880 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40