استبعدت المملكة العربية السعودية شركة «ألستوم» الفرنسية من مشروع قطار الحرمين السريع، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك في أعقاب حملة أوروبية ضاغطة في هذا الاتجاه، لا سيما وأن شركة «ألستوم» ساهمت في عمليات تهويد مدينة القدس.
فقد أعلنت «المؤسسة العامة للخطوط الحديدية» السعودية عن رسوّ عطاء المرحلة الثانية لمشروع قطار الحرمين السريع على «ائتلاف الشعلة» المكون من عدد من الشركات السعودية والإسبانية، ما يعني استبعاد شركة «ألستوم» الفرنسية من العطاء.
يشار بهذا الصدد إلى أنه، أُطلقت حملة أوروبية لمقاطعة شركة «ألستوم» الفرنسية، لمشاركتها في تهويد مدينة القدس المحتلة، حملت شعار «كرامة»، وذلك في الوقت الذي كانت فيه هذه الشركة تسعى للاستحواذ على مشروع قطار الحرمين الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
وكانت حملة «كرامة» الأوروبية قد ناشدت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، «عدم منح الشركة الفرنسية فرصة تنفيذ مشروع قطار الحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة». وطالبت بعدم مكافأتها على عداوتها ومشاركتها مع الاحتلال الصهيوني في مشاريع تهويد القدس والمقدسات الفلسطينية، كما طالبت أن يتم استبعادها من عطاءات الحكومة السعودية، لا سيما مشروع قطار الحرمين.
وأكد بيان للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية على موقعها الإلكتروني «الموافقة على منح المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين لائتلاف الشعلة الذي يضم شركات سعودية وإسبانية»، من دون أن يذكر قيمة الصفقة التي ذكرت تقارير إعلامية سابقة بأنها تبلغ حوالي 7 مليارات يورو.
وأضاف أن «هذه المرحلة تشمل بناء سكك حديد ونظام للاتصالات والإشارات والكهرباء ومركز قيادة للعمليات وشراء 35 عربة كاملة فضلاً عن الصيانة والعمليات طوال فترة 12 عاماً».
وتابع إن «الفريق المسؤول عن المشروع أجرى مفاوضات مع الائتلاف تركزت على النقاط التي يجب أن تكتمل، وقد وافق الائتلاف عليها».
والمرحلة الثانية كانت الأخيرة ضمن المشروع.
من جهته، رفض نديم درويش أحد المسؤولين في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في السعودية التعليق على المسألة.
وقال: «أصدرت الإدارة بياناً بذلك وليس لدي المزيد من التفاصيل».
يذكر أن العقد كان موضع تنافس شديد بين شركات عملاقة فرنسية وإسبانية.
ويبدو أن حمى التنافس للفوز بالعقد المهم أدت إلى تخفيض قيمته من حوالي 10 مليارات يورو في البداية إلى 7 مليارات.
وكانت صحف إسبانية قد أعلنت أواخر يوليو الماضي أن كونسرسيوم يضم «رنفي» و«تالغو» و«أديف» و«أو إتش إل» وغيرها حصل على العقد، لكن مسؤولين سعوديين نفوا ذلك في حينها.
كما تنافست 5 مجموعات على الأقل وضمنها شركات ألمانية وصينية وكورية جنوبية على الفوز بمشروع قطار «الحرمين» السريع البالغ طوله 450 كلم.
ويساعد خط القطار السريع في نقل الحجاج بين المدن الثلاث في موسم الحج السنوي الذي تستقبل خلاله السعودية نحو 2,5 مليون مسلم من كافة أنحاء العالم.
وتضم إحدى المجموعتين التي بقيت في السباق «شركة الراجحي» السعودية و«ألستوم» و«إس إن سي أف» الفرنسيتين، فيما تتشكل الأخرى من حوالي 12 شركة إسبانية الى جانب شركتين سعوديتين هما «مجموعة الشعلة القابضة» و«مجموعة الروسان».
ولم يتسن الحصول على تعليق من إحدى المجموعتين السعوديتين.
ولا يتجاوز طول خطوط السكك الحديد العاملة حالياً في المملكة 1378 كلم بينها 449 كلم مخصصة للركاب بين الرياض والدمام مروراً بالأحساء وبقيق، و556 كلم للشحن بين العاصمة ومرفأ الدمام مروراً ببقيق والأحساء والخرج.
كما أن هناك 373 كلم تربط بين مواقع صناعية وزراعية وعسكرية ومرافئ تصدير.
لكن لدى هيئة السكك الحديد الكثير من المشاريع المستقبلية التي تمتد لآلاف الكيلومترات لتغطية المملكة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.