أفادت مصادر أمنية «إسرائيلية» أن مكان إخفاء الجندي «الإسرائيلي» الأسير جلعاد شاليط في غزة طوال السنوات الخمس الماضية تم رصده من قبل المخابرات «الإسرائيلية» في ثلاث مناسبات، لكن الحكومة رفضت في كل منها إقرار عملية لإنقاذه خشية الإخفاق فيها.
ووفقاً لمصادر في جهاز الأمن الداخلي «الإسرائيلي» (الشين بيت) فإن واشياً عربياً كشف أن شاليط كان محتجزاً في قبو منزل بجنوب قطاع غزة بعد أسره بفترة وجيزة عام 2006.
ونقلت صحيفة «تايمز» عن هذه المصادر أن المنزل كان مفخخاً ومحاطاً بالألغام وكان هناك فريق من القوات الخاصة جاهزاً لشن عملية إنقاذ، لكن فرص النجاح في مهمة تحرير شاليط كانت أقل من 50% فرفض رئيس الوزراء إيهود أولمرت وقتها إعطاء الموافقة.
ومن الجدير بالذكر أنه عند اقتياد شاليط من مخبئه لتسليمه للوسطاء المصريين في شاحنة بيضاء لإتمام صفقة مبادلته بأكثر من ألف أسير فلسطيني تم استخدام 18 شاحنة أخرى بنفس الشكل واللون، لأن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» توقعت احتمال أن يحاول «الإسرائيليون» إنقاذه في الدقائق الأخيرة.
وقالت المصادر إنه كان واضحاً منذ البداية أن «حماس» لن تستخدم أي هواتف نقالة أو وسائل أخرى من الاتصالات الرقمية خشية اقتفاء المخابرات أثر شاليط.
وأضافت المصادر أن «حماس ظلت تنقل شاليط من مكان لآخر خشية اكتشاف مكانه، لكن هذا كان نقطة ضعفهم لأننا نستطيع كشف أي تحركات مريبة. وفي إحدى المرات على الأقل تتبعناه أثناء نقله لكننا واجهنا نفس المشكلة ألا وهي احتمال أن نسبة إنقاذه حياً كانت أقل من 50% وهو ما لم يكن مقبولاً لأولمرت».
وقالت الصحيفة إن أقرب فرصة سنحت لـ «الشين بيت» لإنقاذ شاليط كانت أثناء غزو 2008/2009 لقطاع غزة وأصبح فريق إنقاذ «إسرائيلي» وقتها مقتنعاً بأنه كان قريباً من شاليط وسط قتال شرس.
ولاحت فرصة أخرى في أواخر عام 2009 بعد عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة رئيساً للوزراء، لكنه رفض الموافقة على عملية إنقاذ لعدم وجود تأكيد من مصادر بشرية للمعلومات المتوفرة لدى «الشين بيت».
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو مضى قدماً في عملية مقايضة السجين بعد لقاء مع رؤساء «الشين بيت» و«الموساد» الجدد الذين كان أسلافهم معارضين للصفقة.
وقال مصدر في الجيش «الإسرائيلي» إنه لا شيء تغير على الأرض خلال السنوات الثلاث الماضية وإن الصفقة هي نفسها منذ إبرامها مع «حماس» قبل ثلاث سنوات.
[**المصدر : «تايمز»*]