الثلاثاء 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2023

الفنانون العرب يسجلون مواقفهم لطوفان الأقصى

الثلاثاء 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2023

- فاتح سلمان: افتحوا الجبهة السورية لنكون أوّل المتطوّعين!

يقول لنا الممثل السوري الفلسطيني فاتح سلمان لدى سؤاله عن عملية «طوفان الأقصى»: «ربما نكمل حياتنا هنا بشكل عادي. لكنني أتوقّف عن التصوير لأقول لك كل تفصيل له علاقة بما يجري في فلسطين، هو أولوية وذو أهمية، ويجب أن نفسح له العناية المطلقة، ونقدّمه حتى على أنفسنا وحياتنا. عادةً أعاني من نوم متقطّع في عدد ساعات قصير. لكن صباح السبت وبينما كنت صاحياً ونائماً، ألقيت نظرة على هاتفي، وجدت أن الدنيا انقلبت فجأة. فالزمن الموصوم بالهزيمة إنقلب في لحظة انتصاراً. حينها لم أفق من نومي فحسب بل شعرت أنه بمقدوري المشي على الجدران والصعود للسقف. لم أصدق، رقصت روحي للأرض البهيّة ومنبت الأبطال، خاصةً أنني تربيت على فكرة أن فلسطين ستعود يوماً من الماء إلى الماء، ولا جدال في ذلك. كنت متحمساً لدرجة أنه لو قررت القيادة السورية فُتحت جبهة مع إسرائيل وطُلب متطوعين سأكون أول الناس، حتى ولو ذهبت بيدي. هذا ليس كلاماً للإعلام فقط أو مجرّد شعارات وتباه مجاني، بل قناعة جادة يعرفها عنّي كلّ قريب. اليوم يمكن قراءة الواقع السياسي على أن هذه الخطوة ردّها سيكون قاسياً من كيان عوّدنا على إجرامه، وهو ما يفعله خلال الساعات الماضية. غزة احترقت عشرات المرات واليوم تحرق بنيرانٍ غاشمة. لكن ما حدث قطعاً سيغير خريطة الصراع العربي الإسرائيلي، وأحرج حتى المطبّعين. أثبت لهم أنهم يؤمنون بكيان أوهن من بيت العنكبوت فعلاً. يفترض أن يكون هناك قراءة حقيقية، ربما نحتاج وقفة ولو جزئية من العرب حتى يذهب هذا الإنجاز إلى أقصاه.

- سوزان نجم الدين : سلام غزّة الأبطال

تقول سوزان نجم الدين تعليقاً على عملية «طوفان الأقصى»: «تلقيت الخبر كمن هيّأت له السماء لحظة مواتية كي ينقلب مزاجه من الدرك الأسفل في التهاوي إلى ذروة العلو الشاهقة. كنت أعيش حداداً على شبانٍ بعمر الورد، قُتلوا بطريقة بشعة وهم في أحضان ذويهم لحظة تخرجهم من «الكلية الحربية» في حمص. ولأنني أم، أفهم تماماً ماذا يمكن أن تشعر كل سيدة سورية مكلومة بإبنها في لحظة كانت مخصصة لتفرح فيه».

وتضيف الممثلة السورية «بكيت طويلاً وشعرت أنني أعيش حزن تلك الأمهات. دوّنت على حساباتي الافتراضية الجمل التالية: كتبت كثيراً وحذفت كثيراً. الكلام كان صغيراً والخذلان العربي كبيراً. لكن الحال تبدّل برمشة عين، نمت يوم الجمعة وأفقت على خبرٍ كان بمثابة حلم، أطلقت الزغاريد، رقصت وكأنني في عرس. نسيت تماماً كل ذاك الوجع الذي تغلغل في روحي، لأنها لحظة تاريخية انتظرناها عمراً كاملاً. أن يكون هناك شبانٌ بزهوة أعمارهم يمتلكون هذه الشجاعة، والجرأة، والعقل الحكيم والتخطيط لسنوات كي ينقضّوا على عدوٍ غاشم، تلذذ طويلاً في تعذيبنا وقسوته علينا لأننا خذلنا بعضنا. كان لا بدّ من فعل شيء أو قول كلمة حتى. رغم أنني في زحمة الانشغال والتصوير، لذا عدت إلى أغنية «سلام غزة الأبطال» أنجزتها سابقاً أثناء العدوان الكبير على غزة. رغم أنني لست مغنية، لكن قدمتها يومها يوماً كرسالة وأهديتها لغزة من تأليف والدتي الشاعرة دولة العباس، ألحان خالد حيدر وأخرجها فيديو كليب صفوان نعمو».
تابعت نجم الدين بالقول «أعدت تدوير الأغنية بعد اجتماعي بفريق عمل، وأعدنا مونتاج الكليب بعد مراقبة كل ما يحدث، واقتطعنا لحظات مؤثرة جداً، خالية من مشاهد الدم لنستطيع نشرها من جديد عبر السوشيل ميديا. أنجزنا «سلام غزة الأبطال» بنسخة جديدة، ونشرناها بالتزامن مع الحدث العظيم، وقد لاقت قبولاً وتفاعلاً واسعاً. خاصةً أننا قبضنا على كل الفيديوهات التي تحوّلت إلى تراند، ووضعناها مع رسالة مؤثرة، نشرتها على صفحتي الشخصية بمثابة رسالة جديدة مع كلام مكتوب توجّهت به لأهالي غزة. لا يمكنني المهادنة في هذه الموقف ولو كان هناك أثمان باهظة ستدفع، أو ربما خسرت بعض المكاسب لأنني في مواقف يمتثلها كثيرين لكنني أؤمن بما أفعل، هذه قضيتي كانت وستبقى بعد سوريا فلسطين هي القبلة و الملاذ والجوهر. تربينا على أنها عربية وسنموت ونحن نؤمن بأنه لأهلها العرب من كلّ الأديان. وربما يكتب لنا أن نصلي يوماً في الأقصى أتمنى ألا يكون بعيداً».

- شكران مرتجى: سنصلي في الأقصى!

«نعيش في عالم مجنون، كل شيء فيه متوقع الحدوث، لكن على ما يبدو هناك تفاصيل تبقى خارج الحسابات». بهذه العبارة تفتتح شكران مرتجى كلامها معنا، وتضيف «اعتدنا على الحزن والانكسار، خصوصاً قبل أيام عند حدوث مجزرة «الكلية الحربية» في حمص. الوضع كان محبطاً وقاسياً، بالنسبة لي شعرت وكأنني واحدة من أهالي هؤلاء الطلّاب، كإحساسي تجاه كل ما يحدث في سوريا. وفي اليوم التالي أيّ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، كان يصادف ذكرى ميلاد والدي، الذي اعتدت الاحتفاء به سنوياً بمنشور على حساباتي لكن قررت مسبقاً أنني لن أكتب شيئاً بسبب الحداد. ولأن الشأن العام ينعكس علينا، فلم يعد هناك فسحة للأشياء الخاصة مهما صغرت».

وتضف الممثلة «فجأة تسيّدت فلسطين المشهد. للوهلة الأولى خيّل لنا أنه مجرّد فيلم أو ربما تكون ومضة وستغيب بعد قليل. لكن الأمر كان أكبر من الحلم. ولشدّة انهزامنا خلال سنوات تضاءلت أحلامنا، وبقيت أوطاننا في قلوبنا. فلسطين وجعنا الكبير، وسوريا كذلك. هكذا، كانت تقاطعات الألم بين الوطن الأم والوطن الذي ولدت وتربّيت فيه».
وتختتم مرتجى «أنا من غزة وفي يوم ميلاد أبي تحقق الفتح المنتظر منذ زمن بعيد. والأكيد بأن الثمن باهظ، لكن كان حدث يثلج ولكم أن تتخيلوا فرحتي بأبناء سوريا المكلومة وهم ينثرون حبّهم ويعبّرون عن انتمائهم. لم أعرف أنني فلسطينية إلا بعد أن تفتحت عيوني على محبّة سوريا. البلدان والشعبان: قصّة حب لا تنتهي. قريباً سنصلي في الأقصى، وأزور قبر جدي وجدتي في غزة، ربما الأحلام خلقت لتتحقق فعلاً».

- صفاء سلطان... آه خيّا الحلم صار حقيقة!

في اتصالنا معها للوقوف عند رأيها بعملية «طوفان الأقصى»، قالت الفنانة صفاء سلطان: «آه خيّا الحلم صار حقيقة». نحن من فلسطين، أصولنا من طيبها الذي انتهكه الصهاينة. والدي يملك فيها أراض وبيوت، عرض علينا ملايين الدولارات لبيعها لكنه رفض، وكنّا معه في هذا الموقف، لكنه توفّي منذ فترة قصيرة. كنت أودّ أن يكون على قيد الحياة ليشهد هذه اللحظة التاريخية، لكني أؤمن أن حتى الأرواح تتلقف الحقائق. أثق بأنه عالياً الآن في السماء يبتسم، وهي يرى النصر الحقيقي الذي انتظرناه طويلاً. غنّيت لفلسطين مراراً وسأغنّي لها دائماً، لأنني أعتدّ أنني ابنة هذه البلاد. لا أريد كل مكاسب العالم لو طلب مني التنازل، أو التهاون في هذه القضية، لأن من يتنكّر لأصله لا أصل له. أنا فلسطينية أردنية سورية، أملك محبة لكل البلاد التي تربّيت فيها. لكن الجذور من فلسطين. القلب عالقٌ فيها. لا يمكن أن ألمح حراكاً إلا وأكون معه بروحي قبل عقلي. الشباب الذين نفّذوا عملية «طوفان الأقصى» لم يفاجئوني بجرأتهم، لأنني على ثقة بأنّ كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحال أن ينتهي الليمون. كبرت على هذا الفكر وأثق بتلك المبادئ، ولن أحيد عنها. أنا في تصوير مسلسل «الصديقات» حالياً (كتابة أحمد السيد، وإخراج محمد زهير رجب). كل ما أتيح لي فرصة التوقف عن العمل، أسارع لمتابعة آخر الأخبار. ولو كان الرد المجنون من الصهاينة يصل لأعتى طارح الوحشية والهمجية، إلا أنني مع حزني، أشعر بالفخر والعزة. ربما لأول مرة في حياتي، منذ زمن من الهزائم والانكسارات والصمت العربي الوضيع. اليوم عدلت الكفة بفضل هؤلاء الشباب ومن يقف معهم، لا أملك الآن إلا الدعاء بقلبي تحية لهم. مهما كانت المعركة صعبة، نحن نثق أنهم كما حقّقوا هذا النصر بطريقة عجزت عنها دول، ويستطيعون الوصول إلى نهاية تفرحنا جميعاً».

- الاخبار


info portfolio


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2184607

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع مواقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184607 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40