الاثنين 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

«الابطال» على شاشة« قناة الميادين»

الاثنين 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

- نور علي

أربعة حلقات تابعها المشاهد العربي عبر شاشة” قناة الميادين” من ضمن سلسة تروي تفاصيل وحقائق تكشف للمرة الأولى عن الحدث الكبير ” عملية نفق الحرية ” حين تحرر ستة اسرى فلسطينيين وتمكنوا من حفر نفق داخل زنزانتهم في سجن جلبوع سيء الصيت قبل عام قبل ان تتمكن سلطات الاحتلال من إعادة اعتقالهم ثانية.
“محمود العارضة، محمد العارضة، يعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل نفيعات، وزكريا الزبيدي” هم الابطال الذي تروي الميادين حكايتهم ليس لمتعة المشاهدة والتزود بالمعرفة فحسب فتلك تحققت منذ اللحظة الأولى التي اعلن فيها البرنامج عن ان الرواية هي روايتهم وان أصواتهم كأنها حاضرة ونسمعها على الشاشة بلسان مبين، انما الرواية من اجل الأجيال المقبلة لشعبنا العربي والإسلامي لشعوب العالم.
صوت الأسير محمود العارضة يخترق اللحظة الأولى من الحلقات وهو يصرخ من وراء القبضان قائلا “اعطي موافقتي علي كتابة الرواية الكاملة لقناة الميادين شاكرا غسان وكل المراسلين والمراسلات في الداخل على متابعتهم قضية الاسرى.. قناة الميادين كان لها تاثير كبير كبير على حياتنا في الأيام الماضية وان شالله الشعب الفلسطيني كله مابينساش هذا الدور يلي تقوموا فيه”.
هي شهادة تحسد عليها الميادين، ويحق لها الفخر بها امام شعوب عربية تتعرض لسيل جارف من التضليل الإعلامي، وقصف عنيف في العقل والوعي في معركة تمرير التطبيع مع إسرائيل.
وبالفعل الحلقات الأربع حتى الان قدمت الرواية التي لم نسمع عن الكثير من تفاصيلها في عملية تأريخ بالصوت والصورة والنقل الأمين والتوضيح باستخدام الخرائط والغرافيك والصور. مع الحرص على نقل بيئة الحدث في تلك الفترة من خلال استعادة ما كان يعرضه الاعلام العبري وقت ذاك، ومن خلال المقابلات مع أهالي الاسرى الستة وعدد من الشخصيات المرتبطة بالحدث، هو اشبه بفيلم وثائقي مشحون بالمعلومات والاحداث واليوميات ولغة المكان ومصطلحات الحكاية في بيئتها العامة والخاصة.
البرنامج استطاع إعادة رسم صورة حية اعادت من شاهدها الى لحظات التوتر والانتظار والترقب، سرع البرنامج دقات القلوب وكأن الحدث يجري اليوم وليس قبل عام، وكأن صوت الحفر ونقل التراب نسمعه الان. وكأن الهواء يضيق علينا وليس في حفرة الابطال.
كشف البرنامج من خلال رواية الاسرى بان عملية نفق الحرية في جلبوع لم تكن حفرا وكفى، انما عملية مقعدة وخطيرة، فيها من الذكاء والدراسة بعناية، ودقة في التنفيذ، وقامت على خطة كاملة فيها حنكة وصبر، ومواقف صعبة في التخفي من الإجراءات الأمنية في السجن، والتعرض للإصابة والموت، تبدأ الخطة بتنفيذ الحفر ولا تنتهي بالخروج من الحفرة، بل تكمل الى مرحلة الوصول الى مخيم جنين.
بددت الحلقات شائعات ظلت معلقة وربما كانت ستظل معلقة في اذهان الكثيرين من المجهور العربي لولا ان قطع البرنامج حبل الاراجيف وكشف بشكل واضح دور إسرائيل في اطلاقها للطعن في المجتمع الفلسطيني. فقد بثت الدعاية الإسرائيلية بعد اعتقال الاسرى الستة ان الوشاية من بعض السكان العرب ساهمت في اعتقالهم. ليظهر البرنامج بالتفصيل وبخطوط توثيق واضحة قصة اعتقال كل الاسرى في المكان والظرف وبلسان الاسرى انفسهم وبشهادات ذويهم والمقربين منهم.
قسم الاسرى انفسهم بعد الخروج من الحفرة الشهيرة كما بين البرنامج الى مجموعات وتفرقوا. ومروا على العديد من القرى وتاهوا في البوادي والبراري، يروي البرنامج تفاصيل التفاصيل في رحلة الانتقال والتنقل والتخفي يكشف عن اعتقال مجموعة صدفة وأخرى اختارت ان لا يهدم الاحتلال بيت صاحب الدار الذي يؤويهم في مدينة جنين.
من المهم ان البرنامج سلط الضوء على حجم الهستيريا في إسرائيل بعد هروب الاسرى وهو ما حاولت إسرائيل اخفاءه. وتابع المشاهد صورة قريبة وتفصيلية عن واقع هذه السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وعن الحياة اليومية الصعبة والظلم والمعاناة التي يعيشها الاسرى الفلسطينيون.
تصدى “غسان بن جدو” وهو رئيس مجلس إدارة القناة لمهمة نقل الرواية، وبذلك اعطى انطباعا بقي يتردد في كل دقائق العمل بان هذا الرجل ترك مهامه القيادية و الإدارية في إدارة كافة اقسام شبكة الميادين وتفرغ لعمل يخص الاسرى وهو ما عنى للمتابع ولأهل فلسطين على وجه التحديد ان الرجل المعتقل سابقا في سجون النظام التونسي السابق لنضاله السياسي، قرر إعطاء اقصى دعم وتضامن مع قضية الاسرى الفلسطينيين، ولفت انتباه الجمهور العربي الذي لم يألف ظهور بن جدو الا في الاحداث المفصلية، لمتابعة العمل واعتباره من النظرة الأولـى للشاشة بانه حدث مفصلي وتاريخي لا يقل عن الاحداث الهامة والكبرى التي أجبرت بن جدو على الظهور بنفسه على الشاشة. وقضية الاسرى الفلسطينيين تكتسب تلك الأهمية ليس بوصفها قضية وطنية لشعب تحت الاحتلال والتنكيل والقهر تلتزم بها القناة فحسب، انما لكونها في جوهر وصلب القضايا الإنسانية العالمية، بل قضية إنسانية سينصفها تاريخ الأمم والشعوب مستقبلا وينصف من وقف في فسطاطها. لم يستطع بن جدو إخفاء عواطفه وتأثره وهو يحكي الحكاية، وهو ما يجعل المتابع يعيش القصة بنبضها وحرارة احداثها.
وضع فريق العمل أسمائهم على جدران المعتقل في شارة الختام بفكرة غرافيك مبتكرة، ولكن لا نشك ان تلك الأسماء سيكتبها المناضلون والمقاومون على الجدران الحقيقة للمعتقلات عندما يدخلونها فاتحين منتصرين وتتحول تلك السجون الحصينة الى متاحف تذكر الأجيال بابشع دولة عرفها التاريخ.
وينتظر المشاهد العربي باقي الحلقات وكيف ستختار القناة والقائمون على البرنامج الخاتمة في الحلقة الأخيرة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 225 / 2183938

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع تواصل   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2183938 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40