الاثنين 23 أيار (مايو) 2022

رحيل الشاعر مظفر فلسطين

الاثنين 23 أيار (مايو) 2022

في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 20 مايو/أيار 2022، الشاعر العراقي مظفر النواب يغمض عينيه في مستشفى الشارقة التعليمي في الإمارات العربية المتحدة عن عمر ناهز 88 عاما، بعد صراع مرير مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً شعرياً جمع بين قوة الكلمة وجرأة الموقف في حقبة عربية معاصرة تميزت بالتشرذم والاضطراب على كل الأصعدة.

رحل من سكنت القدس وفلسطين قلبه وعقله ووجدانه، رحل من كانت القدس وفلسطين محور اشعاره،مات من كتب القصيدة الخالدة”القدس عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ووقفتم تجتمعون وراء الباب لصرخات بكارتها” مات من قال: ” اية بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة”،
مات من صاغ نشيد”يا زهرة النيران في ليل الجليل فإما فلسطين وإما النار جيلا بعد جيل.”
نعت وزارة الثقافة العراقية الشاعر العربي العراقي الكبير مظفر النواب،الذي توفي صباح أمس الجمعة في احد مشافي إمارة الشارقة عن عمر ناهز ٨٨ عاماَ، بعد صراع طويل مع مرض عضال.
لقد خسر العراق وخسرت فلسطين وخسر فقراء وشرفاء الأمة،كما خسر الشعر العربي المقاوم، برحيل مظفر النواب، واحداَ من أبرز وألمع شعراء العربية في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
وغني عن القول أن الموقع الذي إحتله شاعر التمرد والصورة مظفر النواب على الواقع العربي الرديئ وعلى خيانة الحكام العرب للقضية الفلسطينية، في مسيرة الشعر العربي، لم يإت من فراغ او في غفلة من الزمن بل لأنه جمع في ثنايا شخصيتة بين عدة عوامل وإعتبارات أضفت وستضفي الخلود على شعره ،ومنها إمساكه بناصية اللغة العربية وتطويعه لها وشجاعتة وانتمائه لفكر الطبقة العاملة وجمعه الخلاق بين ما وطني وما هو قومي ومواقفه الثورية.
بكلمات أخرى فقد كان مظفر النواب وكان شعره يتسم بالإنحياز للفقراء، للجوع الكافر، وبحب جارف لبلده العراق ولبلده الثاني فلسطين وللوطن العربي بمختلف اقطاره، كما كان العداء للإمبريالية وألصهيونية والرجعية العربية واضحا في قصائده التي عبر فيها عن اماني وتطلعات واحلام كل مواطن عربي شريف.
وستبقى مأثرة مظفر النواب الخالدة انه أدرك بشكل مبكر بأن الحكام العرب الذين يفقرون الشعوب العربية ويفرطون بحقوقها، يخونون بالضرورة القضية الفلسطينية ويفرطون بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والعكس صحيح.
ولذلك فإن رحيله سيشكل خسارة فادحة لجيل فلسطيني كامل تربى على اشعاره وحفظ قصائده عن ظهر قلب ورددها في المسيرات والمناسبات والمهرجانات الوطنية والقومية.
في الختام عهد علينا ان نبقى اشعار وقصائد مظفر النواب الخالدة نبراسا يضيئ لنا الطريق حتى تحقيق كامل الاهداف التي رحل مظفر النواب من دون ان يراها محققة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2184667

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع أعلام واستذكار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2184667 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40