في سياق برمجة كانون الثاني (يناير) الحالي التي تحمل عنوان «نظرة على عامٍ مضى» والمخصّصة للإضاءة على بعض ما قدّمته «أفلامنا» خلال العام الماضي، سيكون جمهور المنصة الإلكترونية، حتى الثاني من شباط (فبراير) المقبل، على موعد مع فيلمَي «الحوض الخامس» (إخراج سيمون الهبر ــ 84 د) و«معلول تحتفل بدمارها» (إخراج ميشيل خليفة ــ 30 د). يدقّق الشريط الأوّل في حياة سائقي الشاحنات الذين يصلون المرفأ بأطراف الوطن، ولكنّه يبحث حقيقةً عن علاقة المدينة بمرفئها، وعن انعكاس صورتها فيه أو ربّما العكس. على امتداد سنوات الحرب الأهليّة، كان التفتّت واضحاً. أما اليوم، فيمكن مشاهدة الفيلم بعين مختلفة. بعد انفجار المرفأ في 4 آب (أغسطس) 2020، ينظر المرء إلى التاريخ بعين الكارثة، من خلال الألم الذي استجدّ. ما الذي اختلف اليوم؟ وكيف يؤثّر ذلك على رؤيتنا إلى المستقبل؟ إنّها فرصة للبحث في تأثير الكارثة على القراءة والتأويل!
أما العمل الثاني، فيتتبّع أهل قرية معلول الذين هربوا منها تحت نار العصابات الصهيونية سنة 1948. أصحاب هذا الجرح الذي لا يندمل، يتمسّكون به لأنّه قد يرسم يوماً طريق العودة. يزور الأهالي أنقاض قريتهم الفلسطينية مرّة كلّ سنة ليحتفلوا، كنوع من الإصرار على التّمسّك بالأرض وذاكرتها، مشدّدين على أنّ «قدرنا أن نحمل جراحنا في حقائبنا لأنّ الجرح يمنع النسيان. تلك الذاكرة التي خُطّت بالدّم، أبقى من كلّ الأنقاض وكلّ الدّول المصطنعة».
RLS
