أمين سر الدولة ينشر هذا الاسبوع وثائق توثق النقاشات لدى قيادة الدولة السياسية والامنية لـ «اسرائيل» في الايام الاربعة الاولى من حرب تشرين الاول (أكتوبر) 1973. اليوم، قبل عشر دقائق من الساعة الثانية بعد الظهر، ستكتمل 37 سنة على بدء تلك التجربة العسيرة، التي قد تكون الاكثر عسرا في تاريخ دولة «اسرائيل» : حرب «يوم الغفران». حسن أن عمد امين السر أخيرا الى السماح للجمهور الذي قاتل في حينه وفقد اعزاءه، ولجيلين انضما اليه في العقود الاخيرة، بقراءة المحاضر. سيىء أن النشر تأخر بهذا القدر. جدير بالمسؤولين عن امين السر ان يفهموا ان مسؤوليتهم ليست ادارية، بإطاعة رغبة السياسيين المعنيين بالاخفاء، بل التاريخية، في خدمة الحقيقة والمعاني التي سيستخلصها منها لنفسه كل مواطن.
الوثيقة الاولى في السلسلة، التي تعنى بنقاش مجلس الحرب برئاسة غولدا مائير في 7 تشرين الاول (أكتوبر) بعد يوم من بدء المعارك، لا تنطوي على اكتشافات صاخبة. المشاركون فيه وغيرهم سبق ان بلغوا عنه في صيغة تضم الامر الاساسي وان لم يكن كل شيء. الخلافات في القيادة السياسية، بين مائير ووزير الدفاع موشيه ديان؛ بين ديان ورئيس الاركان دافيد اليعازر وبين هذه القيادة وشعبة الاستخبارات، سلاح الجو والقادة في الجبهات عرفت ودرست في عشرات السنين الماضية. ولكن، بالذات لانه لا يبدو ظاهرا شيء جديد تحت الشمس من المهم ان ندرس وان نفهم دروس زوغان البصر، عدم الاكتراث والاخطاء في التقدير وفي الاستعداد، قبيل 6 تشرين الاول (أكتوبر). مائير، دايان اليعازر وشركاؤهم في القيادة المنتخبون والضباط على حد سواء، فشلوا في اخطاء مصيرية في فهم قيود قوة «اسرائيل» وسبل العمل المحتملة لاعدائها. «اسرائيل» ارتاحت الى انجازاتها العسكرية، احتلالاتها من حزيران (يونيو) 1967، دون جهد صادق وجريء لاستبدال المناطق بالسلام وبالامن. استخفت بالطرف الاخر وفاجأت سلبا نفسها اكثر مما فاجأها هو.
في حكومة نتنياهو يوجد وزراء شهدوا تجربة حرب «يوم الغفران». وهم يجلسون الآن في اماكن مائير، ديان وزملائهما. عليهم تقع المسؤولية لتفضيل السلام في تسوية من حل الوسط على الجمود مغلق الحس والمحمل بالحرب.
[**أسرة التحرير | «هآرتس» | 6 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]