أسبوع سينما المقاومة: تونس تحيّي فلسطين

أنيس الشعبوني

اختتمت مساء أمس في قاعة «سينما مسرح الريو» وسط العاصمة التونسية تونس الفعاليات الرسمية لـ«أسبوع سينما المقاومة والتحرير» بفيلم الإيراني أمير دارسارجر «حظر طيران». وكانت النسخة الثانية من الأسبوع انطلقت في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي يوم الأربعاء 26 أيار (مايو)، متزامنةً مع صمود المقاومة الفلسطينية في غزة والقدس وباقي المدن الفلسطينية المحتلة.

هذا الأسبوع الذي تنظمه «جمعية رسالات» اللبنانية انتظم بتأخير أربعة أشهر كما قال محمد خفاجة «رسالات» بسبب ظروف كوفيد19 حسب تصريحه للصحافة المحلية، لكنه سيحافظ على الموعد نفسه بداية من العام المقبل، بخاصة أنه تزامن مع صمود بطولي للمقاومة الفلسطينية. ونظم هذا الأسبوع الذي ستتواصل فعالياته بعد الاختتام الرسمي بالتعاون بين «رسالات» و«الهيئة الوطنية لمقاومة التطبيع ودعم المقاومة» والفضائية التونسية «تلفزة تي. في» وموقع «تينيفزيون» و«سينما مسرح الريو».
النسخة الثانية تضمن برنامجها عرض مجموعة من الأفلام هي: «أمينة» لأيمن زيدان، و«السر المدفون» للمخرج الإيراني علي غفاري، و«خلّة وردة» للمخرج اللبناني عادل سرحان، و«رد القضاء» لنجدت أنزور، و«حظر طيران» للمخرج الإيراني أمير داسارجر. وتوزّعت العروض بين «مدينة الثقافة» و«قاعة سينما مسرح الريو» وفي محافظات بنزرت وسوسة والمنستير، إضافة إلى ندوة حول كيف تكون السينما مقاومة وأخرى حول دور المثقف في الدفاع عن القضايا القومية والإنسانية.
الافتتاح كان بالشريط التسجيلي لرشيد مشهراوي «أرض الحكاية» الذي يصور جريمة تهويد القدس وتغيير المعطيات الديموغرافية والمعمارية فيها التي تقودها اسرائيل منذ حرب حزيران 1967 الى اليوم. ويرصد مشهراوي جريمة الأستيطان التي تنفذها أسرائيل في القدس وقد أكدت محاولة اسرائيل عبر المستوطنين المدعومين من الشرطة الاسرائيلية تهجير مجموعة جديدة من العائلات في حي الشيخ جراح في القدس التي ألهبت المقاومة من جديد. مشروع الأستيطان واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم هو جوهر المشروع الأسرائيلي.
ويمثل احتضان تونس لهذا الأسبوع رسالة مساندة وتضامن تونسية مع فلسطين عبر لبنان. وكان الشاعر الراحل محمود درويش قد تساءل سابقاً: كيف نشفى من حب تونس؟ ولعل حضور عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والنقابية فعاليات هذا الأسبوع ترجمة لهذا الهوس التونسي بفلسطين. إذ امتزج الدم التونسي و الفلسطيني في العدوان الأسرائيلي على حمام الشط في 1985. كما كان التونسيون في طليعة المتطوعين في معركة 1948. وكان الشيخان عبدالعزيز الثعالبي ومحي الدين القليبي قد أشرفا على أول مؤتمر في القدس في شهر كانون الأول (ديسمبر) 1936.
ورغم أن حضور الجمهور لم يكن كبيراً بسبب اجراءات البروتوكول الصحي وتزامن الأسبوع مع بدء موسم الامتحانات في الجامعة التونسية، إلا أن تنظيمه يبقى رسالة تضامن قوية من تونس إلى القدس.