الاثنين 10 آب (أغسطس) 2020

في الذكرى الثانية عشرة لرحيله… محام فلسطيني يستعيد ذكريات الطفولة والمدرسة وأوّل الحبّ مع محمود درويش

الاثنين 10 آب (أغسطس) 2020

الناصرة: «القدس العربي» وديع عواودة

يستعيد الكاتب المحامي الفلسطيني علي رافع من مدينة حيفا طفولته وتجاربه المشتركة مع الشاعر محمود درويش الذي رحل في 9أوغست /آب من 2008، ويقدم شهادة فوتوغرافية غنية بالتفاصيل النادرة عن تلك الفترة المبكرة من مسيرة شاعر فلسطين والإنسانية. يقول علي رافع في حديث لـ»القدس العربي»، «إن محمود درويش وعائلته عادوا من لبنان عام 1949 وسكنوا في البيت الذي ولد فيه في قرية دير الأسد، وتعلما في المدرسة الابتدائية نفسها في البعنة المجاورة التي أدارها المربي الراحل نعيم خوري، من صف أول حتى السادس الابتدائي، وبعد ذلك في الصفين السابع والثامن في دير الأسد. ويتابع كنا في منتصف الفصل الأول في الصف الثاني، عندما انضم لصفنا محمود، وكنا قطعنا بعض المواد. سكنت عائلة درويش في بيت جدي القديم في وسط القرية من الدير الذي كان باعه من قبل. بعد مدة اشترى زوج قريبته نجيب الذباح بيتا كان يملكه حسين أبو جمعة وانتقلوا إليه وظلوا فيه حتى منتصف الستينيات القرن الماضي، حيث انتقلوا لقرية الجديدة. اشتروا أرضا هناك لأنهم ملّوا من الوعود بالعودة للبروة، فرغبوا بالاقتراب منها علاوة على تواجد أقاربهم هناك، فعمروا لهم منزلا في الجديدة، وكانوا محبّين لدير الأسد ومحبوبين فيها. نصوحي وهو الابن الرابع بين الأشقاء يقول حتى اليوم : أنا من دير الأسد، يحملون الحب للدير وهذه تبادلهم الوفاء بالوفاء». ويوضح أنه رغم كونه لاجئا ووالده حجارا، لكن محمود درويش لم يأت للمدرسة حافيا بعكس معظم التلاميذ. موضحا أن والد محمود درويش كان متواضعا ولا يبحث كثيرا عن الثقافة لكنه مهتم جدا بسعادة أبنائه، ويقدم لهم ما يستطيع وكان يأتي بما يحصله من نقود ويسّلمها لزوجته حورية أم أحمد، وهي سيدة مناضلة فاضلة لبقة، جميلة وأنيقة، وأخذ ولداها محمود وزكي من وسامتها».

ويضيف رافع « بعد الصف الثامن افترقت طريقنا، وكنا أول خريجي الصف الثامن في القرية، فكان احتفال كبير وقتها، وكأنما تخرجنا من الجامعة، وألقى، أمنا ومحمود وأحمد الأسد خطابات بهذه المناسبة أمام الأهالي، ممن اصطفوا أمام بيت حسين الخطيب اللاجئ في لبنان، وقد استخدم مدرسة طلت سنة، وصار محمود أعلى مني بصف واحد.

في كفر ياسيف

التقينا مجددا في الصف الحادي عشر في المدرسة الثانوية في كفر ياسيف في الجليل التي صارت تعرف لاحقا بثانوية يني يني، على اسم المرحوم المواطن اليوناني الأصل يني يني، وهو رئيس السلطة المحلية في البلدة. كان محمود طالبا نجيبا وعاشقا للعربية ويكره الجغرافيا، ربما لأنه فقد جغرافيته بعدما تمزقت، وكان دائما يقول مداعبا نحن معنا التاريخ، وهم معهم الجغرافيا وهذا صحيح. برز محمود في الأدب وكره الجغرافيا والرياضيات، وكان يتساءل لماذا يتعلم الناس الجغرافيا؟ وطالما نشبت مشادات بينه وبين نمر توما معلم الجغرافيا، معتبرا إياها إضاعة للوقت، ولاحقا علّمه السفر ما فقده في المدرسة في هذا الباب. في ثانوية كفر ياسيف وجد محمود درويش أستاذ اللغة العربية الراحل مطانس مطانس، الذي يشجّع الأدب وكان يعتز بمحمود وبإبراهيم مالك وسالم جبران ومحمد علي طه.

يحب العربية ويكره الجغرافيا

ويستذكر علي رافع، أن محمودا كان طالبا مزاجي الطبع.. لكن امتيازه بخفة دمه وشعره الجميل وأدبه وأخلاقه، غطت على هفواته وكان محبوبا جدا، فهو شغوف بالقراءة. ويتابع علي رافع «كان شقيقه البكر أحمد يحضر لنا كتبا وبفضله تعرفنا على نجيب محفوظ وطه حسين والمنفلوطي، وشعراء محليين ومجلة «المجتمع»، التي صدرت في الناصرة ويحررها ميشيل حداد وغيرها. ونتيجة الجو البيتي الذي عاشوه كان الأشقاء درويش منكبين على القراءة. تأثرت بجو المطالعة والثقافة لأن محمود وشقيقيه أحمد وزكي يقرأون كثيرا، خاصة أنهم ليسوا من دير الأسد، ولم تكن لهم شبكة علاقات اجتماعية واسعة تستنزف وقتهم». مما يستذكر أن جدهم حسين درويش أقام في بلدة مجد الكروم المجاورة، وكان يقرأ صحيفة الحزب الشيوعي «الاتحاد»، التي كانت تصدر يومي الثلاثاء والجمعة دائما، بعد نكبة 1948 وبعد خروجهم من البروة». ومن ذكريات المدرسة أيضا، وبحسب علي رافع كان محمود في المدرسة الابتدائية حريصا على أن تكون علاماته كاملة، فيبقى يحاجج المعلم حتى يحصل على ما يريد، وفي الثانوية قلّ هذا الحماس لدى محمود، فكرّس طاقاته للأدب. وهذا يذكّرني بأستاذ التاريخ والجغرافيا غطاس يوسف غطاس في ثانوية الرامة، الذي يعطي علامة 62 وربع أحيانا ويشرح لنا نصف ساعة كيف توصل لمثل هذه النتيجة. كان محمود محبا للعربية، وهذا ما كتبه شكيب جهشان عن محمود درويش، وعن علي رافع وأحمد محمود حسن أسدي في كتابه (على ذكرى لأيام غوال) وكانت هذه الثلاثية رائدة في الصف. كنت ومحمود مجتهدين وكنا في الليل «نلف» البلد سيرا على الأقدام، ولما كنا نعود للبيت كنا ننام وهو يقرأ لساعة متأخرة. وعن قسوة التجربة الحياتية وقتها يقول: كنا نقاسي شظف الحياة فندرس على ضوء بابور الكاز رقم 4، وعلى الطبلية بدلا من الطاولة ونشرب من ماء العين، حيث كانت الحاجة حورية تذهب لعين دير الأسد بعد منتصف الليل، بسبب الازدحام، فتملأ جرتها وتحملها على رأسها مسافة كيلومتر حتى منزل العائلة، لأنه في تلك الفترة كانت النساء يرتبن جرارهن في طابور وتنتظر كل منهن دورها».

في حضرة الغياب

وفي شهادته يؤكد المحامي الكاتب علي رافع، أن قدرات محمود تفتقت بتشجيع الأديب الراحل معلمنا شكيب جهشان مبكرا، بالقول إنه جعل محمود من الأشياء الصغيرة جدا في قرية دير الأسد، وفي حياته عامة أدبا متميزا عالميا. ويضيف، «في كتابه قبل الأخير الصادر عام 2006 «في حضرة الغياب» (الذي اعتبره سيرة ذاتية لمحمود بدون ذكر تواريخ ومواقع محددة ) كتب محمود عن العودة من لبنان وكتب حتى عن «طوشة» في دير الأسد وأكاد أقول «جمّلها «.. رغم بشاعتها. وقد لا يفهم أحد كيف يكتب محمود عن شجار بين عائلتي أسدي وذباح، قتل فيها أحمد الذباح أبو سعيد. فوصف كيف استعد أهالي القرية وأعدوا العصي والحجارة على السطوح. ويقول إنه كتب أيضا عما يشاهده الزائر لدير الأسد وكيف تفتح القرية ذراعيها بأشجار الزيتون بالسهل وعلى سفح جبل المغر الأشم والأجرد، الذي يحمي ظهرها من جهة الشمال.. وكتب أدبا رفيعا عالميا عن هذه الأشياء الصغيرة».

أجواء الشعر وإذاعة القاهرة

وطبقا لعلي رافع كانت قرية دير الأسد التي استحضرها الأديب إلياس خوري في روايته «باب الشمس» تتميز ببلد الشعراء الشعبيين منهم، أبو سعود وأبو غازي الذي اعتاد هو ومحمود وآخرون اللحاق بهما في كل حفل زفاف ليستمعوا إلى أشعارهم ونستمتع بحواراتهم عن السيف والقلم أو البحر والبر، السماء والأرض، المال والعلم وغيرها فنعجب بها ونحفظ بعضها ونرددها. ومن جملة ما أنشده أبو السعود يقول علي الرافع:
نحن بدير الأسد شدنا دار
جدرانها من الزجل والأشعار
صارت بلدنا للشعر كعبة يأتي إليها سائر الزوار
ويتابع علي رافع «كان محمود من عشاق عبد الحليم حافظ، وكان لدينا راديو يشحن ببطارية كبيرة كبطارية السيارات، وتفرغ خلال أيام فكان عمي أحمد رافع أبو الرافع يشقى معنا… وهو يعيد شحن البطارية لنسمع الإذاعة طيلة الليل، كالبرنامج الثاني من إذاعة القاهرة أو نسمع عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وفايزة أحمد. وكنا نسمع البرنامج الثاني الأدبي من إذاعة القاهرة، براديو عمي أحمد، وفي كل دير الأسد أربعة راديوهات فقط. كان عمي يعمل في الكسارة، ونحن نتسلل ونشغل الراديو ونستمع حتى تفرغ بطاريته، علما أنه كان يفضل الاحتفاظ ببطاريتها كي يسمع الأخبار، لكننا لم نتنازل عن سماع الراديو لعدم وجود أي نوع ترفيه آخر. كنا معجبين جدا بهذا البرنامج وبالعندليب الأسمر، وبحفلات أم كلثوم في مساء كل أول خميس من كل شهر، وكان الحوار الدائم بيننا وبين زملائنا وأحبائنا من بني معروف في ثانوية كفر ياسيف، وهم منتصرون لفريد الأطرش.. ونحن منتصرون لعبد الحليم حافظ.

نرجسية مقلوبة

هذا بالنسبة للراديو ولكن محمود لم يتحمل أن يرى نفسه على شاشة التلفزيون، كما اعترف في مقابلة لصحيفة «هآرتس» في تموز/يوليو 2008 عشية لقائه بجمهوره في حيفا. وردا على سؤال يقول علي رافع «نعم أثّرت علينا أجواء الحداء والشعر الشعبي (أبو سعود الأسدي وأبو غازي ومحمود شاكر أبو شاكر وأحمد صنع الله وعلي محمد طه) وصّب محمود وقته على المطالعة والثقافة، وكان أحمد شقيقه قدوة حسنة فهو قارئ نهم، وكاتب وأديب مثقف معروف…فكان يزودنا بالكتب». مستذكرا اعتياد محمود على مرافقة جده حسين درويش أبو جميل، يجالس الكبار، ما ترك أثرا على شخصيته ونضوجه المبكر، قبل الثامنة عشرة من العمر أهدانا محمود قصيدة كتبها يقول في مطلعها: « أنت يا راعي المواشي فوق هاتيك التلال» وعرضها على الراحل شكيب جهشان الذي استحسنها، وشجعه على الاستمرار. كان محمود يحاول دائما نسيان الماضي ويتهرب من «سجل أنا عربي» وينظر إليها نظرة حامل الدكتوراه لشهادة إنهاء المرحلة الابتدائية كما قال صديقه أنيس صايغ أيضا، وفي مقابلته مع «هآرتس» أراد أن يتبرأ من شعره القديم، وأبدى ندمه على ما كتبه في البدايات، وكأنه أراد أن يكون مبدعا متميزا من أول قصيدة كتبها، لكن قصائده الأولى في رأينا لا تعيبه ولا تنتقص من إبداعه الطاغي في ما بعد نثرا وشعرا». ويرى علي رافع أيضا أنه بخلاف شعراء آخرين لم يقل محمود إن دواوينه كأولاده بالعكس.. حيث دأب على التأكيد: «أحسن ما أكتبه هو آخر ما كتبت».. وهذا ينعكس في أجوبته على مقابلة صحافية أجريتها معه عقب صدور «عصافير بلا أجنحة» الذي أهداه لي قبل أن يضع عليه الغلاف. وبخط يده الجميل وبلون أحمر، كتب محمود لعلي الرافع: «أهديك ديواني عاريا لأنك أول من اطلع على شعري». في شهادته التاريخية يذكر أن محمود كان طالبا متفوقا، وكنا نملك كرما للعنب والتين في موقع «السكن»، وأنا أنطر به وكان محمود يزورني ويسعد بقضاء الوقت فيه وكنا نسبح في بئر في أرضنا رغم تحذيرات جدي من السباحة فيها.

القريحة الشعرية

وعن بداياته الشعرية يقول علي رافع «كنا معجبين بشعر محمود ونتهمه كلما كتب شعرا بحب جديد.. وهو يتألق ويملؤنا بالفضول ونحن نستخلص معاني القصيدة ومراميها. تفتحت قريحة محمود درويش الشعرية في الصف الثامن يوم كان يعلمنا الراحل شكيب جهشان، الذي شجعه على الشعر، بعدما انتقل من قرية العزير قضاء الناصرة إلى دير الأسد، وصار يعلّمنا اللغة العربية. ولاحقا تفتحت قريحة محمود أكثر وأكثر على كتابة الشعر ويعرض شعره على الكاتب حنا إبراهيم من البعنة، الشيوعي الأول في المنطقة، وهو موزع «الاتحاد» في خط الشاغور. وقتها عرض جد محمود درويش – حسين سليم درويش قصيدة – لا أذكرها – على حنا إبراهيم فقال له «هذا الحفيد سيكون له شأن مستقبلا «، وصدق حنا إبراهيم وهو من كان سببا في انتساب محمود للحزب الشيوعي، ولاحقا كتب فيه قصيدة «بطاقة هوية» ضمن «أوراق الزيتون «. في1959-1960 أنهى محمود المدرسة وانتقل للعمل في مطبعة «إبراهيم الزئبق في ساحة الكراكون في عكا.. حيث طبعت مطبوعات مختلفة منها نشرات «الأرض» التي صفها وحررها وصحح أخطاءها. عاش محمود بالطول والعرض مستثمرا وقته في الثقافة والأدب.

محمود درويش الصحافي

ويستذكر أن محمودا عمل مصححا وصحافيا في «الاتحاد» ومحررا لمجلة «الجديد» الشهرية، واستحدث فيها زاوية بعنوان «من مفكرتي». ويتابع « حدثته مرة عن اعتداء مستوطنين على كرم العنب لفلاح من قرية أرطاس بيت لحم فكتب بسخرية: «يا كرم العلالي عنقودك لهم».

اللقاء يتجدد في حيفا

بعدما أنهى علي رافع دراسة الحقوق استقر في مدينة حيفا، وهناك تجدد اللقاء مع محمود درويش: سكنت مع سميح القاسم وكان المحامي محمد ميعاري يقيم في جوارنا في شارع صهيون 16 مقابل مكتبة داهود تركي، ثم أقمت لاحقا مع محمود في شارع عباس 45 في دار إميل توما، حيث سكنت بالأجرة نهى ووداد مشعلاني في طابق واحد مكون من عدة غرف واستأجرنا أنا ومحمود غرفة منهما. بقينا هناك في تلك الدار حتى تزوجت في 1969 وبقي محمود في الدار إلى أن غادر البلاد من حيفا إلى موسكو، ولم يعلم أحد بأنه ذاهب باتجاه واحد سوى علي رافع وإميل توما وبولس فرح وتوفيق توفيق.
بقينا مدة عام أنا ومحمود درويش في حيفا. كان يعمل في «الاتحاد» ويحرر «الجديد»، وكتبت هناك استعراضات لكتب ونقدا أدبيا أو ترجمات من العبرية ومقالات رأي وغيره. ولماذا لم تصبح شاعرا؟ سألنا علي رافع متوددين فقال «يكفينا شرفا أن الشاعر الكبير ولد في بيتنا، وكان محمود صاحب نكتة أيضا ولماحا».

ذكريات سارّة ورسالة إلى سارة

في ما يلي رسالة إنسانية رقيقة كتبها محمود لخطيبة صديقه رافع عشية زيارته لها في القدس- سارة زوجة المحامي علي رافع (أم مهند) وهما في غرفتهما المشتركة في حيفا: عمارة إميل توما (شارع عباس 45)
« عزيزتنا سارة
تحيات..
«لا أتوقع أن يكون مصير حامل هذه الرسالة كمصير طرفة بن العبد وحاملها أيضا لا يتوقع ذلك لأنه يحسن القراءة أولا، والثقة بالأصدقاء ثانيا. أنا أعرف هذا الطائر الشقي منذ الطفولة، ولكن الدنيا تتغير وقد أتاحت لي فرصة التنقل والبحث الدائم عن بيت أن أنام معه في غرفة واحدة، فأدركت أنه لم يتغير مع الدنيا، لقد افترقنا عن بعض أكثر من عشر سنين، فإذا به بعد كل هذه المدة على حاله: صعب كالورد، وسهل كالسنديان، ولكنه دائما، وفي كل تحولات المزاج محافظ على النبع الأول: إنه طيب القلب. لماذا أكتب هذه الشهادة ولماذا أدلي بهذه التوصية؟ إنه في حلّ من دواعي ثرثرتي، خاصة في حضرتك. أنت الآن في مأزق محرج، فليس بوسعي أن أتصور أنك قادرة على مواجهة الصورة التي تقفين فيها الآن أمامي. إن الأحاديث التي ترسمك ومن أكثر من مصدر واحد تدخلك في نطاق الخيال. وهذا بحد ذاته عبء عليك، وحدك يا مسكينة فقد وقعت في أسر جماعة تدفعهم مرارة الواقع إلى مبايعة الخيال. نصيحتي ،إذن أن تفاجئينا بالبساطة. ولكن لماذا أكتب هذا الكلام: أولا – أنا راحل من هذه الغرفة بعد أيام قليلة.. ربما إلى الجحيم. ولكن الأحلام التي أسمعها هنا من هذا الطائر الشقي تدفعني إلى الإدلاء بشهادتي. إنها تشّذب مخالبه وتجعلني أفرح. وثانيا ـ أريد أن أشكو من أنه متعصب، فإنه لا يستطيع أن يفهم حبّي لموسيقى غير عربية فهل أنت قادرة على إقناعه بخطأ ما في الذوق؟ وثالثا- أريد أن أطلعك على مدى سعادتي من المستقبل الذي تفكران به الآن وأرجو أن يكون قريبا وقبل مغادرتي هذه البلاد المبكية المضحكة، ورابعا- أريد أن أنفي كل الأخبار التي يبتكرها حول رغبتي في اقتفاء آثاركما في ما يتعلق بمشروعكما الجميل. وخامسا أريد أن أصارحك بأن كل هذا الكلام من وحي سهرة شربنا فيها كثيرا وحدثني فيها عنك كثيرا، وهو يتأهب للقاء الموعود بك غدا.. وأرجو ألا تتهميني بشيء يتجاوز حدود النشوة والفرح. وإلى اللقاء
محمود درويش
19.08.1969
الساعة 02:30
حيفا



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 580 / 2184581

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع مقالات ومحطات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184581 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40