السبت 9 أيار (مايو) 2020

السفير الأمريكي في القدس: إسرائيل لن تتنازل عن الخليل مثلما لن تتنازل أمريكا عن تمثال الحرية!

مسؤول أمريكي: موقف واشنطن لم يتغير من ضم المستوطنات
السبت 9 أيار (مايو) 2020

قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، السبت، إن واشنطن لم تغير موقفها من مسألة ضم إسرائيل لمستوطنات الضفة الغربية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحافيين في واشنطن، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، بحسب قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية.

تصريحات شينكر، جاءت تعليقا على الزيارة المقررة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء إلى إسرائيل، والتي تعد الأولى منذ بدء أزمة فيروس كورونا.

وقال مساعد بومبيو: “رسم الرئيس (دونالد ترامب) مسارا للسلام (في إشارة إلى “صفقة القرن” المزعومة) ونتوقع محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين”.

ورفض شينكر القول ما إن كان بومبيو سيمنح إسرائيل “الضوء الأخضر” لبدء ضم المستوطنات، مضيفا أن العمل في لجنة ترسيم الخرائط المشتركة ما زال مستمرا، وفق المصدر ذاته.

ومساء الجمعة، أفاد بيان صادر عن الخارجية الأمريكية بأن بومبيو سيزور إسرائيل في 13 مايو/ أيار الجاري.

وأوضح البيان أن بومبيو سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب “أزرق ـ أبيض”، رئيس الكنيست بيني غانتس، قضايا أمنية إقليمية، ومكافحة تل أبيب لفيروس كورونا.

وشدد البيان أنه في ظل إدارة الرئيس ترامب، أصبحت الولايات المتحدة “أقوى حليف” لإسرائيل، دون تفاصيل أخرى.

والأربعاء، أعلن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان أن بلاده مستعدة للاعتراف بسيادة الأخيرة على مستوطنات الضفة الغربية، في الأسابيع المقبلة.

وقال فريدمان في حديث مع صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إن واشنطن “لا تخطط لفرض أي شروط جديدة على هذه الخطوة”، لكنه طالب باستكمال “العديد من العمليات قبلها”.

وكان نتنياهو قد اتفق مع غانتس أن تبدأ عملية الضم مطلع يوليو/ تموز المقبل، وتشمل غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية.

وتعمل لجنة إسرائيلية ـ أمريكية على وضع خرائط المناطق التي ستضمها تل أبيب في الضفة، والتي ستعترف الولايات المتحدة بها.

وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن الضم الإسرائيلي سيصل إلى ما هو أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.

وحذر الفلسطينيون مرارا من أن الضم سينسف فكرة حل الدولتين من أساسها، وقد يسبب اندلاع مقاومة شعبية لا تحمد عقباها.

هذا فيما كرر السفير الأمريكي في القدس المحتلة، ديفيد فريدمان، مواقفه الصهيونية التي تتناقض مع القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية، وقال في مقابلة صحفية جديدة إنه “من غير المنطقي أن تتنازل إسرائيل عن الخليل و بيت إيل، تماما كما أن الولايات المتحدة لا تتنازل عن تمثال الحرية في نيويورك”.

وفي حديث موسع مع صحيفة “إسرائيل اليوم” التي تعتبر بوقا لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال فريدمان أمس إن إعلان السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية هي مسألة أسابيع، زاعما أنه تم مضاعفة منطقتي “إيه” و”بي” الخاضعتين للسيطرة الفلسطينية، وأنه على اليمين الإسرائيلي الاعتياد على الحياة مع دولة فلسطينية ستقوم في حال تحول الفلسطينيون إلى كنديين.

يشار إلى أن فريدمان المعروف بمواقفه الصهيونية ودعمه المباشر للمستوطنين، كرّس سنته الأولى كسفير للولايات المتحدة في دولة الاحتلال عام 2017، من أجل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وفي 2018 ركّز في الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وفي عامي 2019 و2020 يواصل سعيه لدفع “صفقة القرن” وكل ذلك بدعم أصدقاء إسرائيل الكثر داخل البيت الأبيض كما توضح “إسرائيل اليوم” التي تنقل عنه قوله الختامي “إنه فعل ما عليه وباتت الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي”.

وأعرب فريدمان عن أمله بأن يصدق جو بايدين بتصريحاته بأنه في حال انتخب رئيسا للولايات المتحدة فسيثبت سفارة بلاده في القدس. وتابع: “لكن بنظرتي للتاريخ اليهودي، ليس ممكنا أخذ أي شيء كمفهوم ضمنا”.

وردا على سؤال ماذا ربحت الولايات المتحدة من نقلها السفارة إلى القدس؟ قال فريدمان إن “الخطوة أثلجت صدره بسبب دعمها من قبل الإسرائيليين” لافتا إلى أن بلاده لا تنظر للموضوع هكذا لأن ليس كل شيء في الحياة هو “مال وأعمال”.

وتابع: “أحيانا يتم إنجاز أشياء لأنها ببساطة هي الأمر السليم، ولأنه ينبغي الوفاء بالوعود، ومع ذلك أعتقد أن نقل السفارة عزز مكانة الرئيس ترامب كرجل يحترم عهوده ولا يبتعد عن حلفائه ولا يخشى أعداءه أو انتقادات، وهذا ساعده في إدارة السياسات في جبهات دبلوماسية أخرى”.

** غواتيمالا فقط
ولكن غواتيمالا فقط هي من نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس ألا يسبب ذلك خيبة أمل؟ على هذا السؤال أجاب فريدمان إن “هذا يعكس أولا أنه لا توجد صديقة لإسرائيل أوفى من أمريكا” لافتا لوجود دول أخرى تدرس نقل سفارتها لكن هذا يستغرق وقتا.

وتابع: “أؤمن أن عددا من دول شرق أوروبا كانت ستتقدم بهذا الاتجاه لولا موقف الاتحاد الأوروبي الذي أنذرها، ولكن في نهاية المطاف سنرى دولا أخرى ربما من أمريكا الجنوبية وآسيا، وتدور أحاديث طويلة حول ذلك”.
وأوضح أنه لم يتخذ قرارا بعد حول إبقاء السفارة في موقعها الحالي أو نقلها لمكان آخر في القدس على طريق “الخليل” وقال إن هناك تشاورا بإمكانية ضم القنصلية في شرقي القدس والسفارة في غربها لبناية واحدة جديدة.
وبشأن أجندة الضم، قال فريدمان إن هناك اتفاقا لاستكمال إعداد خرائط واستجماع التفاصيل أولا، وإنه عند الانتهاء من ذلك، وعندما تكون حكومة إسرائيل موافقة لتجميد المنطقة “سي” غير المعدة للضم لأربع سنوات، وتوافق على مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على أساس “صفقة القرن” عندئذ ستعترف واشنطن بإحالة السيادة على المناطق الواردة في الخطة الأمريكية، ولن تكون هناك شروط أمريكية جديدة مثلما أن نص “الخطة المذكورة لن يتغير”.

وحول المساعي لإعداد الخرائط الخاصة بالضم من قبل لجنة أمريكية- إسرائيلية مشتركة، قال فريدمان إن المهمة ملقاة بالأساس على إسرائيل وهي التي تحتاج أن تقرر ما هو جيد لها. وأضاف: “المبدأ هو ألا يزيد الضم عن 50% من منطقة سي، أي 30% من الضفة الغربية والأمر واضح للجميع خاصة للجانب الإسرائيلي أننا نريد أن نكون جاهزين من هذه الناحية حتى الأول من تموز القادم، وعمليا الفلسطينيون حتى الآن يرفضون الجلوس حول طاولة مفاوضات”.
وما رأيك بمن يقول إن حلم الرئيس ترامب بالسلام قد قتل السلام؟ قال السفير الأمريكي: “لا نقبل هذه المقولة أبدا. فما فعلناه هو أننا خصصنا للفلسطينيين مساحة مضاعفة عما لديهم اليوم داخل المنطقة سي، وقد أنشأنا اتصالا جغرافيا لهم بين الضفة الغربية وقطاع غزة على فرض أن يقوم شعب فلسطيني موحد يوما ما. هذا إنجاز كبير وتنازل لم تكن إسرائيل مضطرة عليه، وفي البداية أنتجنا بنى تحتية لصندوق اقتصادي بحال جلس الفلسطينيون للمفاوضات، وعرفّنا التغييرات المطلوبة كي تنجح العملية هذه، ونحن لا نتجاهل الحقيقة أن الفلسطينيين يواصلون دفع رواتب للإرهابيين. هناك فرصة كبيرة ومعظم دول العالم تقر بذلك. والوحيدون الذين يتشبثون بالطريق القديمة يفعلون ذلك لاعتبارات الكبرياء الشخصي والانتماء للطريق القديمة التي فشلت، وأغلبية أمم المعمورة لم تندد بالخطة، بل تلقينا ردودا رائعة من الكثير منها، ومن بينها دول في المنطقة”.
وسألت الصحيفة: “في المقابل تُسمع انتقادات في اليمين الإسرائيلي لك ولنتنياهو أيضا بأنكما تقيمان دولة فلسطينية؟”. على هذا السؤال يقول فريدمان: “كانت لي أحاديث كثيرة مع رجال اليمين واحترم رأيهم وأنا شريك لهم في أبعاد كثيرة لكن هذه هي الحقائق: لا يوجد من يريد إحالة السيادة على كل الضفة الغربية ومنح سكانها الفلسطينيين مواطنة. ثانيا لا توجد طريقة في العالم الحديث أن تقوم دولة -خاصة دولة رائعة كإسرائيل- بإنتاج طبقتين من المواطنين، واحدة تشارك في التصويت وأخرى لا تشارك. هذا غير ممكن. ولذا السؤال الحقيقي هو ماذا يريد رجال اليمين؟ أفهم أنهم لا يستطيعون الموافقة على دولة فلسطينية، لكن حسب الخطة الأمريكية ليس هكذا تبدو الدولة الفلسطينية. إنما أنتم تحتاجون للتعايش مع دولة فلسطينية. بحال تحول الفلسطينيون إلى كنديين ستختفي كل هذه المشاكل. في الماضي وافقت طواقم مفاورضات أمريكية على تجاهل مخاطر العيش بجوار الفلسطينيين، لكننا اليوم لن نتجاهل، وبحال لم ينزعوا سلاحهم ويواصلوا تهريبه كما يفعلون في غزة، ولم يتبنوا إصلاحات حيوية، فلن نسمح بمرور ذلك. كذلك بحال لم يلتزم الفلسطينيون بكل الخطوط الجوهرية المفصلة في الخطة بوضوح، فسنكون آخر من يدفع إسرائيل نحو الزاوية كي تعترف بدولة فلسطينية، وعمليا نحن أيضا لن نعترف بها. في اليمين الإسرائيلي يستصعبون القبول أن هذه المرة الأمر مختلف، ويخشون الانزلاق في منحدر أملس، ولكن أؤكد: لن يكون منزلقا أملساً. ولم أكن لأبدي حماسا للخطة الأمريكية للسلام لولا الردود التي سمعتها من اليمين ومن المركز بل من اليسار في إسرائيل. في السابق كانت إدارات أمريكية ديموقراطية قد وافقت بظروف معينة على سيادة إسرائيلية في (غوش عتسيون) و(معاليه أدوميم) و (أرئيل). لكن الخليل و(سيلا) و(بيت إيل) لم يتحدث أحد عنها وعن اللب التلمودي لإسرائيل، وهذا ما يحدث اليوم؛ لأننا ندرك لأي مدى هذا مهم لإسرائيل. ليس منطقيا أن ننتظر تنازل إسرائيل عن هذه الأماكن، مثلما من غير المنتظر أن نتنازل نحن عن تمثال الحرية ونصب لينكولن التذكاري”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3045 / 2184043

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2184043 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40