اتفقت مدريد وواشنطن على تولي إسبانيا مؤقتا استقبال عدد من اللاجئين الأفغان في قاعدتي روتا ومورون دي لفرونتيرا الإسبانيتين، في انتظار ترحيل الغالبية منهم إلى دول أوروبية أو الولايات المتحدة.
وأوردت الصحافة الإسبانية ومنها جريدة “الباييس” إجراء رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتيش مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن ليلة السبت، تمحورت حول دور إسبانيا في استقبال طائرات تحمل أفغاناً عملوا مع الجيش الأمريكي. وتجري عملية الاستقبال في قاعدتي مورون دي لفرونتيرا وهي القريبة من إشبيلية وسط الأندلس، ثم روتا في أقصى جنوب غرب إسبانيا، وهي قاعدة مشتركة بين مدريد وواشنطن وتعد من أهم القواعد التي يعتمد عليها البنتاغون في الخارج.
وتأتي مبادرة حكومة مدريد باستقبال اللاجئين الأفغان، وفق مصادر رسمية، إيمانا منها بضرورة مشاركة أوروبا في التخفيف من التوتر الذي تعيشه كابول منذ سقوط أفغانستان في يد حركة طالبان، وذلك عبر تسهيل ترحيل الأفغان الراغبين في المغادرة، ثم بسبب عدم قدرة مطار دبي على استقبال كل الرحلات الجوية التي تقلّ لاجئين من أفغانستان.
وتنضاف قاعدتا روتا ومورون دي لفرونتيرا إلى قاعدة توريخون دي أردوز، بالقرب من العاصمة مدريد التي تستقبل منذ أيام الطائرات المحملة بالأفغان. وأقامت حكومة مدريد في توريخون دي أردوز، أكبرَ قاعدة أوروبية حتى الآن لاستقبال اللاجئين الأفغان. وقامت كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دي لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل رفقة رئيس حكومة مدريد سانتيش بزيارة هذه القاعدة للوقوف على دورها في أزمة اللاجئين.
ويوجد اتفاق بين الدول الأوروبية على أن تكون إسبانيا محطة مؤقتة لينتقل اللاجئون إلى دول أخرى. وتعمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا على إعداد قواعد خاصة باللاجئين، في حين رفضت النمسا حتى الآن استقبال أي لاجئ.
ورغم الموقف الرافض لبعض الدول الأوروبية، يعتقد خبراء الاتحاد الأوروبي المتخصصون في النزوح، أن عملية استقبال اللاجئين الأفغان لن تكون صعبة لسببين، الأول وهو تجربة الاتحاد الأوروبي في استقبال اللاجئين السوريين خلال السنوات الأخيرة وخاصة بين 2014 إلى 2018، ثم أن التدفق سيكون متحكما فيه خاصة في المرحلة الأولى؛ لأن عمليات الإجلاء تتم عبر الطائرات، أي أعداد متحكم فيها، وليس عبر التدفق البري.