الآن سأدعوك باسمك، ليس يحيى النميري حتى، بل يحيى بن !فضة، الإسم الذي ستُنادى به يوم القيامة، كما جاء بذلك الأثر
التقينا ذات بداية، على همٍّ واحد وقضيّة واحدة، وانتهينا على طرفي خلاف، تبادلنا العتاب القاسي أحياناً، ولكني حين ذكّرتك بالسياب، عدت وأدرت لي جانب اللين!
فانا أعرف أنه بقي أثيراً لديك، رغم أنك اتجهت لقصيدة النثر ، وذهبت فيها كل مذهب، ولكن الغنائية ظلت راسخة في أعماقك، وكأنها الناي الذي يحن لأنفاس الرعاة!
آخر مرة رأيتك فيها في نادي الرواد الكبار، تحسست لحيتي ضاحكاً وأنت تقول:دعني أتبرّك من هذه اللحية الطاهرة!
وحين قلتُ أن لك لحية أيضاً، أجبتني متندراً: نوعان مختلفان!
اما وقد أفضيت إلى خالقك فليس من حق أحدٍ أن يحاكمك، لا شخصاً ولا نصاً، ولكني لا أستطيع أن أمنع شعوراً بالأسف، لأني أخفقتُ أن أجيء بك إلى طريقي!
لقد علّقتُ ناقداً على اختيارك عنوان”هنا الوردة” لروايتك، لأني أعرف ما تعنيه بالضبط، إنها عبارة ماركس الشهيرة التي تعني: ضع يدك حيث يكون فمك!
فالعالم بالنسبة لي لا يساق بحكم الضرورات، ولا الثورات ولا حتى الأحلام!
فللعالم خالق يصرف شؤونه!
وعلى أية حال فلم يمنعني إيماني من التجول في حدائقك الحجرية، ولا أقول الوثنية، لأن أقصى ما يفعله الفنان هو مضاهأة خلق الله، الخالق العظيم، ولكنه أحيانا يجحد يتغافل أو ينكر فهذا شان الإنسان “إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد” صدق الله العظيم، فالإنكار لا يغير شيئاً من حقائق العالم!
أما الآن فلا أملك لك إلا الدعاء، أن يجمعك حيزٌ واحد مع فضة العويد التي كنت موقناً بذهابها إلى الجنة، فربما يشفع لك عند الله حبك لها، وربما حتى يقينك بوجود هذه الجنة التي ستذهب إليها، والتي اعتقدت موقناً أنها جديرة بها، فإلى هناك تذهب الأمهات الحنونات، فليس أجدر من الحب واليقين بنيل الشفاعة!
السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019
تأبين لأمجد ناصر
بقلم:نزار حسين راشد
السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
4961 /
2184547
ar ثقافة وفن خبر أعلام واستذكار ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
9 من الزوار الآن
2184547 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 7