تصريحات عباس : بعد التآمر على الماضي، رهان المستقبل للعدو...!

بيان صحفي

تصريحات عباس : بعد التآمر على الماضي، رهان المستقبل للعدو...!

دأب متقلّد الرئاسات المتعددة للسلطة ولمنظمة التحرير الفلسطينية ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، محمود عباس على إطلاق التصريحات الصادمة للشعب الفلسطيني والكاوية لوعيه بطريقة منهجية ضاربة الأعصاب الحساسة التي تشكل وعيه ووجدانه الجمعي، ألا وهي قضايا الأرض والمقدسات واللاجئين والأسرى والمقاومة.

وفي كلِّ مرة يقدّم محمود رضا عباس هدية للكيان الغاصب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته ومسيرة نضاله، وينشط عقب كل من هذه التصريحات التي باتت تشكّل خطرا حقيقيا على القضية الفلسطينية برمتها كونها تؤسس لانهيارات منظمة في الساحة الفلسطينية، وتفتح لمزيد من الاستهتار بمستقبل القضية الوطنية ومآلاتها، ينشط المبررون الملحقون بعباس في هذه الرئاسات لتقديم هذه التصريحات على أنها ليست بمعناها المباشر وإنما هي جزء من محاولات سلطة عباس استرضاء العدو للقبول بالجلوس مع عباس ومتابعة مسرحية اللقاءات التي يطلقون عليها «المفاوضات» مع العدو ,والتي مارسها عباس طيلة عقدين ونصف بلا نتائج وبلا بديل.

إن تصريحات عباس لم تعد تندرج ضمن التكتيكات السياسية المغلفة بورق سوليفان معدّ لخداع الشعب الفلسطيني تحت هذا العنوان والذي هو قطعا لا يمرّ على العدو على كل حال، ولا هي جزء من برنامج سياسي هزيل بائس قائم على التعايش مع العدو واحتلاله ونتيجته الحاصلة توفير الوقت والظرف الملائم لايغال العدو في تطبيق برامج التهويد والضم والترانسفير، بل إن هذه التصريحات باتت تثبت معتقد سياسي وربما معتقد أكثر خطورة منه لدى عباس نفسه من موقع مشبوه و يمرره من هذا الموقع الحساس بما يشكّل خيانة متكاملة الأركان.

إن تيار المقاومة والتحرير يدين بكل قوة تصريحات عباس« القلق» على مستقبل أجيال شباب العدو والحالف لهم الأيمان بأنه سيحرص على عدم إغراق الكيان باللاجئين، وكأن هؤلاء اللاجئين هم مشردوا القارة الأفريقية وليسوا أصحاب الأرض التي انطلقت من أجلها الحركة التي يرأسها بشهدائها الذين خان دماءهم المرة تلو المرة، ولكن هذه المرة باتت تصريحات هذا الواهم الخرف لثقلها وخطورتها مسجلة على حساب هذه الرئاسات التي قبلت أن يكون في موقع تمثيلها بعد ذلك العرض الهزلي الخاسر والمهزوم، وحتى ولو كانت قياداتها وطاقم نخبها غير حقيقية في معظمها ومصطنعة معه ومزوّرة، وحتى وإن كانت هذه المواقع مختطفة ومرتهنة بالمال والجغرافيا السياسية التي يتحكم بها الاحتلال نفسه صاحب الحصاد الوفير من أدائها الخائب والخاسر والفاشل فلسطينيا.

بالقطع تتحمل اليوم كل الفصائل والمؤسسات والقوى الوطنية المسؤولية التامة في وزر السكوت أو ادانة رفع العتب تجاه هذه الجرائم الخطيرة التي تمس أسس مسيرة شعبنا المظلوم، وهي بهذه الصورة لم تعد تخطو في مساحة التكتيكات أو شبهتها بعد الآن، فهذا الخرف أصبح يتحدث عن ضمان مستقبل لشباب العدو، بعد أن باع ماضي شباب شعبه وحقوقهم المسلوبة، وفي مقابل أوهام وسراب ، وإن الشعب الفلسطيني العظيم حكا لن يسكت عن مسلسل الاهانات والاذلال والتفريط والسمسرة التي باتت تصريحات عباس تشكّلها بعد اليوم، ولا بدّ له من موقف، وهذه المرة سيكون موقفه مكلفا لمن رضي على نفسه أن يبقى في مدرجات المشاهدين مهما كانت الأسباب.

الخزي والعار للمفرطين بحقوق شعبهم والمتآمرين على مستقبله....

وإننا حتما لمنتصرون

تيار المقاومة والتحرير (تمت)

فلسطين

القدس المحتلة
4 /جمادى الآخر /1440هـ
9/فبراير /2019 م