قال وزير الدفاع في حكومة العدو الصهيوني، ايهود براك، إنه يرى أن أية تسوية مع «السلطة الفلسطينية» ستكون فيها «القدس الغربيّة والأحياء الـ 12 اليهوديّة التي يقطنها حوالي 12 ألف يهوديّ - ستكون لنا. الأحياء العربيّة التي يقطنها ما يقارب الرّبع مليون فلسطينيّ - ستكون لهم. في البلدة القديمة وفي عير دافيد (مدينة داوود) سنقيم نظاماً خاصاً وتسويات متفقة».
جاءت أقوال مجرم الحرب باراك في مقابلة لصحيفة «هآرتس»، عَبَّرَ فيها عن مدى «استعداده الشّخصيّ» للمضيّ قدماً في المفاوضات المباشرة، وعبر عن إيمانه بقدرة حكومة نتنياهو على إحلال السّلام، وقال : «أؤمن بوجود فرصة حقيقيّة أمامنا، اليوم، لإحلال سلام حقيقيّ. إذا قامَ بنيامين نتنياهو بالمضيّ قدماً في عمليّة السّلام، فإنّ جزءاً كبيراً من وزراء اليمين سيذهبوا في أعقابه. لذلك فإنّ المطلوب هو اتّخاذ قرارات تاريخيّة مؤلمة».
وفي إجابته عن سؤال حول ماهيّة الأُسُس التي تصبو حكومة العدو لتحقيقها عبر اتّفاقيّة تسوية، قال : «دولتان لشعبين. إنهاء الصّراع وإنهاء المطالب المستقبليّة. ترسيم حدود داخل ارض «إسرائيل»، فيها أغلبيّة يهوديّة متينة، تستمر لأجيال، ومن الصّوب الآخر للحدود دولة فلسطينيّة منزوعة السّلاح لكن ديناميّة سياسياً، اقتصادياً وجغرافياً؛ سنبقي سيطرتنا على المستوطنات؛ سنعيد المستوطنات المعزولة إمّا للمستوطنات الكبيرة وإمّا إلى «إسرائيل»؛ سيكون حلّ قضيّة اللاجئين داخل الدّولة الفلسطينيّة أو عبر توطينهم في أرجاء العالم؛ تسويات أمنيّة صارمة؛ حلّ قضيّة القدس».
أمّا التّسويات الأمنيّة الصّارمة التي ذَكَرَها شرطاً، فقد صَرَّحَ باراك بأساسين لن يتنازل عنهما : «الأول، لا عودة لوضعيّة ما بعد الانسحاب من لبنان، ومن قطاع غزّة، ففي حين انسحبنا من منطقة صارت مخزناً للسلاح... والثاني، لن تكون هناك موجات «إرهابية» كتلك التي صَفَعَتْنَا بين عامي 2001 - 2003».
ويرى باراك أن «اسرائيل» تعيش في «شرق أوسط» دامٍ لا يشهد ثباتاً واستقراراً أمنيين وسياسيّين، وقال : «اتّفاقيّة السّلام ستعرّضنا لمخاطر مستقبليّة. لذلك يتوجّب على الاتّفاقيّة أن تشتمل على موافقة الولايات المتّحدة على زيادة قدرة التسلّح والهجوم «الإسرائيليّتين»، يجب تحسين قدرة التّسلّح الدّقيق، إنشاء منظومة مضادّات للصواريخ متعدّدة المستويات»، وركَّزَ باراك على أهميّة هذا الشّرط لدى «الإسرائيليّين»، حتّى أنَّه قَرَن هذا البند شرطاً من شروط تقديم «التّنازلات الإسرائيليّة». جدير بالذّكر أنّ باراك شَدَّدَ على توظيف التّكنولوجيا المتقدّمة للحفاظ على الحدود والأمن.
أمّا عن إحدى أكبر العَقَبات في وجه التسوية وهي المستوطنات، فقد أَقَرَّ باراك بنيّة العودة لللإستيطان بعد انتهاء فترة التّجميد المؤقتة : «أعتقد أنّه لن يكون بالمقدور مواصلة التّجميد الكليّ للبناء في الضّفّة، ومن المفضّل أن نركّز على تجميد البناء في المناطق التي ستكون فيها سيادة فلسطينيّة».
وينهي باراك حواره بتفاؤل حذر يعَبر فيه عن رغبته في إحلال السّلام وفقاً لمعادلاته الأمنيّة والسّياسيّة، ويصرّح بأنّه في حال فشل حكومة نتياهو في الوصل الى التسوية، فإنّه سيسعى لتغيير تشكيل الحكومة «لأنّ اتّفاقيّة سلام تظّل أهمّ من التّشكيل الحكوميّ».