24090 يوماً، هي أيام نكبة فلسطين التي بدأت قبل 66 عاماً .
كل يوم حكاية عن نكبة جديدة تروي فصولاً عن مجازر وجرائم حرب وتشريد وحصار وبؤس ودم . حكاية تحمل بصمات عدو تم استيراد مرتزقته من أربعة رياح الأرض بزعم أن فلسطين شعب بلا أرض .
منذ اليوم الأول للنكبة وكأن التاريخ العربي محكوم بأن تكتب فصوله جنازير دبابة صهيونية، أو ترسم ملامحه عقيدة عنصرية تستند إلى أساطير، وتتجسد فيها الخرافات على حساب تاريخ مجبول في كل تفاصيله بمسحة رسولية، ومحمول على أكف الأنبياء والقديسين .
اليوم، نقف في الذكرى، في حالة ذهول، نتلمس أعناقنا التي تقترب منها المقصلة، بعدما أضعنا البوصلة واتجاهها الصحيح، وتركنا القضية وأهلها، وأخذنا نسرج الخيول إلى مشارق الأرض العربية ومغاربها بدلاً من أن نسرجها نحو القدس التي باتت يتيمة تدافع عن أسوارها ومسجدها الأقصى وكنيسة القيامة بما تبقى لديها من عزم وثبات وإيمان .
اليوم، نتطلع إلى القدس مدينة الله على الأرض، وحبل الإيمان الذي يربط الأرض بالسماء، ومسرى الرسول، وقيامة السيد المسيح، نتطلع إليها فنجدها وحيدة تقاوم جحافل الحقد والكراهية والعنصرية، وتستغيث “واعرباه”، لكن العرب أصمّوا الآذان لأنهم قرروا تجديد حرب داحس والغبراء واستدعاء أيام البسوس، وتركوا العدو على أبواب حصونهم .
عذراً فلسطين . . سوف تتوالى سنوات النكبة، ما دمنا على هذه الحال .
عذراً فلسطين صارت النكبة مسلسلاً من النكبات التي صنعناها بأيدينا تتوالى مشاهدها السوداء كوابيس يومية في العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال، حيث يصول الإرهاب ويجول، وتفرّخ آلة التكفير والتطرف نبتاً شيطانياً من مختلف الأصول والأعراق يعيث في أرضنا تخريباً وقتلاً وتدميراً وفتكاً، ويشوه كل معاني ديننا السمح وما يحمله من قيم إنسانية سامية .
عذراً فلسطين أو ما تبقى من فلسطين، ما عدت بؤبؤ عين الأمة ولا شغاف قلبها . . وما عدت شرف الأمة وكرامتها . لقد تم اسقاطك من التقويم العربي بعدما صرت عبئاً ثقيلاً .
في ذكرى النكبة، نتذكر ونتألم ونأمل بيوم لابد أن يأتي وإن طال الانتظار . . يوم تخرج فيه الأمة من أسرها وهوانها وتعاود مسيرتها، وتصحيح بوصلتها .
الجمعة 16 أيار (مايو) 2014
الخليج:عذراً فلسطين
الجمعة 16 أيار (مايو) 2014
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
12 /
2189790
ar المرصد صحف وإعلام ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
2189790 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 11