وحدها قطر تنتصر للمستضعفين سواء في قطاع غزة الذي يعاني الحصار الظالم وأصبح يعاني من آثار العواصف الثلجية وتوقف محطة توليد الكهرباء في القطاع عن العمل نتيجةً لنفاد الوقود اللازم لتشغيلها وتنتصر للشعب السوري الذي طالت معاناته سواء داخل المدن والبلدات السورية التي دمرها النظام على رأس ساكنيها أو في مخيمات اللجوء السوري في دول الجوار حيث بات الشعب السوري يموت مرتين مرة بالقصف والبراميل المتفجرة ومرة بالموت متجمدا من البرد والعواصف الثلجية.
الجهود القطرية الإنسانية المتواصلة لدعم الشعبين الفلسطيني في غزة المحاصرة وفي سوريا وفي مخيمات اللجوء لم تتوقف لحظة والمبادرات الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لدعم وإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واللاجئين السوريين في دول الجوار وفي داخل المدن السورية المنكوبة لم تنقطع أبدا وهي تؤكد إصرار دولة قطر واستمرارها في الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في محنته وعدم التخلي عنه حتى تحقيق مطالبه بالحرية والديمقراطية والتغيير.
إن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، للجهات المختصة بتزويد القطاع بما قيمته 32 مليون دولار من الوقود بشكل عاجل، ستساهم في حل مشكلة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة مجددا كما أن المساعدات الإغاثية العاجلة للقطاع والبالغة 28 مليون دولار ستخفف من معاناة أهل غزة في مواجهة البرد القارس.
إن الدعم القطري للشعب السوري الشقيق وتوجيهات سمو الأمير المفدى بإرسال مواد إغاثية عاجلة بمبلغ 60 مليون دولار يؤكد أن مأساة الشعب السوري ومعاناته ستظل في ضمير الشعب القطري الذي لم يدخر وسعا في تقديم كل الدعم والمساندة لتخفيف المعاناة واحتضان أبناء الشعب السوري حتى يتجاوزوا الأزمة الصعبة التي تمر بها بلادهم.
التبرع القطري لقطاع غزة والذي ليس هو الأول من نوعه سيضيء ولا شك عتمة القطاع المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي وسيخفف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون بسبب الحصار وبسبب الصمت العربي والتواطؤ الدولي الذي يبرر لدولة الاحتلال الإسرائيلي استمرار حصارها على قطاع غزة وتحكمها في حياة المواطنين الفلسطينيين.
إن قطر ستظل تقوم بواجبها تجاه أشقائها العرب وهي منسجمة مع مبادئها تسخر كل إمكاناتها لخدمة قضايا الإنسان أينما كان فكيف إذا كان هذا الإنسان عربيا يرتبط معها بالدين والقومية واللغة والحضارة والتاريخ .