الضفة بين الاعتقالات وافراجات مشروطة واستيطان يستعر

اقتحم عشرات من المتطرفين اليهود، أمس، المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة من قوات الاحتلال . وأكد مصدر مقدسي أن “المتشددين دخلوا المسجد من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات، وتجوّلوا في باحاته وشرعوا في أداء صلواتهم التلمودية، الأمر الذي استفز مئات من طلاب العلم بالمسجد رافعين أصواتهم بالتكبير” .

واعتقلت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، طالبين في مدينة جنين بالضفة الغربية . وأفاد مصدر أمني فلسطيني “إن الطالبين جهاد وأحمد أبو بكر، تم إيقافهما من قبل الجنود “الإسرائيليين” على حاجز متنقل بالقرب من بلدة عرابة أثناء عودتهما إلى منزلهما من جامعة النجاح الوطنية” .

فيما أكد مسؤول حكومي “إسرائيلي”، أمس، أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو ووزير داخليته جيدعون ساعر وافقا على 4 خطط للبناء في شرقي القدس .

وهذه الخطط تشمل بناء 1500 وحدة سكنية استيطانية في حي “رمات شلومو” الاستيطاني وإعطاء اذون بتوسيع وحدات استيطانية، بالإضافة إلى مشروعين آخرين في شرقي القدس هما مركز سياحي واثري داخل أسوار المدينة القديمة وحديقة عامة على منحدرات جبل المشارف .

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن هذه السياسة “مدمرة لعملية السلام وهي رسالة للمجتمع الدولي أن “إسرائيل” دولة لا تلتزم بالقانون الدولي وتواصل وضع العراقيل أمام عملية السلام” .

وأضاف “هذا يدفع الجانب الفلسطيني والعربي إلى فقدان الثقة بقدرة هذه الحكومة على صنع السلام” . وأكد أن “الاستيطان كله غير شرعي ولن تبقى مستوطنة على الأراضي الفلسطينية” .

وجاء قرار الحكومة “الإسرائيلية” بالتزامن مع إطلاق سراح 26 أسيراً فلسطينياً منهم 19 من حركة فتح، و4 من الجبهة الشعبية، و3 من حركة “حماس” .

واعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة، أن الإعلان “الإسرائيلي” عن توسيع الاستيطان هو “نتيجة طبيعية لمفاوضات السلطة مع الاحتلال التي باتت توفر له غطاء طبيعيا لهذه الممارسات والجرائم”، داعياً السلطة إلى وقف المفاوضات .

وتابع “تأكيد نتنياهو أن قرار توسيع الاستيطان هو مقابل الإفراج عن الأسرى هو دليل على خطورة توظيف الاحتلال ورقة الأسرى لممارسة سياسة الضغط والابتزاز” .

وباستثناء معتقل واحد، فإن جميع الأسرى المفرج عنهم والذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات اوسلو عام 1993 كانوا محكومين بغالبيتهم الساحقة بالسجن مدى الحياة لمرة واحدة على الأقل لإدانتهم بعمليات للمقاومة، حسب اللائحة التي نشرتها إدارة سجون الاحتلال .

واستقبل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية فجر أمس بحضور أعضاء القيادة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه رامي الحمد الله الأسرى المحررين من أبناء الضفة وذلك في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، فيما وضع الأسرى المحررون إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات .

وأمام آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في المقاطعة (مقر الرئاسة)، نفى عباس، خلال استقباله الدفعة الثانية من الأسرى، وجود أي اتفاق حول مقايضة الأسرى بالاستيطان . وقال “هناك بعض غير الوطنيين الذين يعيشون بيننا، يقولون إننا عقدنا هذه الصفقة مقابل الاستيطان لكن أقول لهم خسئوا لأن الاستيطان باطل باطل” .

وقال “اليوم الفرحة الثانية، وبعد شهرين الفرحة الثالثة وثم الرابعة وثم الخامسة، حتى تفرغ السجون” . وأضاف “لن يكون هناك اتفاق وهناك أسير واحد وراء القضبان” . وأوضح “لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون” .وكشفت مؤسسة “التضامن الدولية لحقوق الإنسان”، أن سلطات الاحتلال فرضت 4 شروط على الأسرى المحررين .

وقالت “التضامن”، نقلاً عن الأسير المحرّر مؤيد سليم حجة من قرية برقة قضاء نابلس، إن سلطات الاحتلال أبلغت الأسرى المحرّرين الذين يقيمون في الضفة الغربية، بحرمانهم من السفر خارج الأراضي الفلسطينية لمدة 10 سنوات، إضافة إلى قرار منعهم من التنقل خارج حدود محافظة كل أسير منهم لمدة عام كامل . كما قال الأسير المحرر أحمد سعيد عبد العزيز من جنين إن سلطات الاحتلال أبلغتهم أيضاً بضرورة مراجعتهم مطلع كل شهر ولمدة عام لأقرب مركز ارتباط “إسرائيلي” على منطقة سكن المحرّر والتوقيع على الحضور أمام ضابط المخابرات “الإسرائيلي” المسؤول . وأضاف أن الأسرى وقعوا على ورقة تعهد بعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو عسكري أو تنظيمي، وفي حال أخلّوا بهذا الشرط فستتم إعادة اعتقالهم لقضاء المدة المتبقية من الحكم السابق الصادر بحقهم .