الأربعاء 1 شباط (فبراير) 2023

لعل الصدى ما أكدى...

الأربعاء 1 شباط (فبراير) 2023 par رئيس التحرير

المرحلة الحالية في مسيرة الشعب الفلسطيني ومصير حركته الوطنية هي الأدق فعلاً والأصعب حتماً،هل لأن الثلاثين الماضية كانت رحلة ترجمة ما قالت عنه بعض القيادات الفلسطينية «لاحقوا الكذّاب لباب الدار» واستمر الكذاب ونجح في إطالة الرحلة لباب الدار ثلاثين عاما أو تكاد؟ ربما وربما لأن الملاحق نفسه طابت له رحلة الملاحقة فغدا لا يريد لها أن تنتهي أصلاً، إذ نسج من حول رحلة ملاحقته تلك معايشة ومناغشة من نوع خاص.

الذين واجههم أوسلو بنصله البارد في عام 1993 احتاروا ومعظمهم ما اختاروا وبقوا في مراحلها الأولى على« قاعدة لعل وعسى» ولا تدري ما عسى مع هذا النوع من المرض المشخص سابقا بوصفه سرطان من نوع خاص لم يسبق له مثيلا، فهو اقتلاعي محمي بنظام دولي انتهازي ومنافق لا يمكن أن يخضع حتى للشروط والتعريفات والمصطلحات التي ينحتها نفسه بنفسه ويبرزها بوجوه بقية العالم وقتما تقتضي منافعه ومصالحه.

أما الذين صرخوا وأطلقوا الصرخة منذ البداية كان في مخيلتهم تصورا لما سوف تسير عليه الأحداث ومن باب المؤجلات في ما أشيع عن أوسلو تحديدا، أي الأرض واللاجئين وقدس الأمة، هذا الثالوث الذي أوسعته حكومات العصابة استغلال وتسريعا في ملفاته حتى الثمالة وما بعدها، وبينما تركت الهيئة الشكلانية التي سارعت إلى تسميات مختلفة لنفسها من أول تشريعي وتنفيذي لآخر إضافة كلمة الوطنية بعد اشتقاق تسمية السلطة بدلا من الهيئة الاستشارية وهكذا فيما الفلسطيني سعيد بكومة الرموز وخاصة التي حرم منها طويلا كان الصهيوني يراكم الحصاد المهم في الأسس والبساط الذي يسحب من تحت أقدام سرور الفلسطيني.

طبعا للذين كانت بالنسبة لهم عملية رفع العلم الفلسطيني فوق أعمدة الهاتف وأسوار الجامعات والمدارس هي عملية قتالية تقتضي التخطيط والتنفيذ السري وغالبا الليلي مثلما دهان الحائط بشعارات الثورة وأسماء شهدائها، فإن سماع تلاميذ المدارس صباحا يصدحون بصوت موسيقي عذب بنشيد «فدائي» هو قمة الشعور المستدخل للرضى وربما الطمأنينة مع الأمل وهو بالضبط وقود كاف لأي انتظار في رحلة باب الدار بالنسبة لكثيرين ولكن ليس لمن خبر مكر الحركة الصهيونية واجتراحاتها بما فيها قتل« رابين» ونسف سفن تحمل مهاجريها المستوطنين يوما.

يبدو أن رحلة الملاحقة مستمرة مع السلطة التي جرّت إلى عجلاتها أيضا ذلك البيت الكبير الذي كانت كلماته لأي فلسطيني يوما ما كافية لتعويض المسير الهوائي ومده بالجذور واالقوة والمتانة أي منظمة التحرير الفلسطينية، وعندما واصل مقاتلو عظم الثورة ونخاعها مسيرة« الــ لا» الصريحة منبهين ومحفزين على قطع رحلة الملاحقة هذه ودب الصوت أن الدار نفسها بابها يطير تحت عجلات الاستيطان وجنازير البلدوزرات وجدت صرختهم صداها أخيراً في انتفاضة الشباب المجاهد منذ عام 2015 وعمليات الانتفاضة التي تنوّعت وصولاً إلى تشكيلات «العرين» لتصبح عنواناً حقيقيا لكتائب الشعب المنتفض.

لكن اليوم لا يضع العدو ثقلاً كبيراً لقتل هذه الصرخة أو إخمادها أو تأخير مفاعيلها على أقل تقدير، مع أنه افتتح الكتائب الرقمية الخاصة لاسكات الصوت الفلسطيني النبيل والهادر في وسائل التواصل الاجتماعي ووجد طبعا ذبابه فكلابه التي أخرست وأغلقت الصوت الفلسطيني غير مرة في هذه الوسائل ولم تن تحاربه عبر ميتا وأخواتها من الشركات الصهيونية، بيد أن الحصار الحقيقي غدا من نوع آخر تماما هذه المرة عندما لا تجد معظم الأدوات الاعلامية المقاومة في فلسطين المحتلة مشاهدة ومكتوبة ومنها هذه في« شبكة صوت الانتفاضة» ، إلا نزرا يسيرا تسيّر بها نفسها بأعجوبة حتى تصل لمرحلة ينقطع نفسها فيه ثمّ عليها أن تصمت وربما تتوقف أو تذهب وتكون هذه آخر كلماتها،... تصمت نعم وأمرها إلى الله لعل صدى ما أرسلته من صوت يبقى في هذه المرحلة الحاسمة ويستمر في فعل شيء ما ولا يكدي هو الآخر،بينما أصوات الملاهي صادحة في كل مكان وزمان.

لك الله يا أقدس قضية ربانية وعقائدية وإنسانية وأخلاقية وأنبل حقيقة مظلومة على وجه الأرض،والله غالب على أمره....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2184402

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184402 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40