أظهرت نتائج استطلاعُ للرأي حول الحالة السياسيّة والعنف في المجتمع الفلسطينيّ في أراضي الـ48، والذي قام بإجرائه مركز مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، والذي يتخّذ من مدينة حيفا مقرًا له، أظهرت النتائج أنّ هنالك تذويتًا في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل للمزاعم التي تروّجها المؤسّسة الإسرائيليّة والشرطة، ومُفادُها أنّ العاملَيْن الثقافيّ والاجتماعيّ في المجتمع العربيّ هما العاملان المركزيّان لتفشّي العنف والجريمة في المجتمع الفلسطينيّ في أراضي الـ48.
وأشار أغلب الفلسطينيين في إسرائيل في الاستطلاعات التي أجراها مركز مدى الكرمل ومراكز أخرى، إلى أنّ موضوع العنف والجريمة هو القضيُة التي تشغلهم في السنوات الأخيرة، وليس من قبيل المصادفة أنْ تتصدر هذه القضية العقد الأخير تحديدًا أولويات المجتمع الفلسطينيّ.
فمنذ عام 2000، وعلى وجه التحديد في السنوات العشر الأخيرة، انتشرت الجريمة ومظاهر العنف، وتحولت مع السنوات، وخاصة الجريمة ومظاهر العنف المتنوعة المجتمع الفلسطينيّ إلى حالة مؤسساتيّة منظمّة.
وتغلغلت الجريمة المنظمة في مفاصل المجتمع عمومًا، وفي مفاصله الاقتصاديّة على وجه الخصوص، وتحولت إلى تنظيم قوي ومؤثر في المجتمع الفلسطينيّ، بيد أنّ صعود الجريمة المنظمة لا يجِب أنْ يُحيّد الأنظار عن مظاهر العنف والجريمة الاجتماعيّة والسياسيّة أيضًا، والتي لا تدخل في إطار الجريمة المنظمة.
ويستدل من المعطيات المتوفرة أنّ عدد ضحايا جرائم القتل في البلدات العربية بأراضي الـ48، بلغ منذ مطلع العام 2022 الجاري، 38 قتيلاً، في حصيلة لا تشمل مدينة القدس ومنطقة الجولان السوري المحتلتيْن.
ويُسجّل هذا الارتفاع المُقلق جدًا في حوادث الجريمة بأراضي الـ48 على الرغم من التواجد المكثف لقوات الشرطة الإسرائيليّة التي عززت من نشر عناصرها وفتح محطات شرطية في البلدات الفلسطينيّة في الداخل، أيْ أراضي الـ48، حيثُ يُشكّل العرب داخل الخّط الأخضر من مجموع سكّان إسرائيل 21 بالمائة، ويصل عددهم إلى مليون وـ 966 ألفًا، بحسب دائرة الإحصاء المركزيّة الإسرائيليّة، والني نُشِرت أواخر العام الماضي، علمًا أنّ هذا المعطى يشمل الفلسطينيين في القدس المحتلة والسوريين في هضبة الجولان المحتلة.
في السياق عينه، أصدر مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة والتطبيقيّة، ومقرّه بحيفا، أصدر كتابًا بعنوان “الفلسطينيّون في إسرائيل: مقارَبات نظريّة وتطبيقيّة حول العنف والجريمة في المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل”، من تحرير مهنّد مصطفى المدير العامّ لمركز مدى الكرمل.
جاء في مقدّمة الكتاب التي كتبها المحرّر أنّ هدف الكتاب هو تسليط ضوء البحث والدراسة على ظاهرة العنف والجريمة من خلال مقارَبات نظريّة وتطبيقيّة جديدة، إلى جانب تطوير المقارَبات القائمة ونقدها، والاستفادة من تجارب عالميّة مشابِهة أو قريبة. ترمي فصول الكتاب إلى سَبْر أغوار هذه المسألة، وتفكيك طبقاتها لفهم اشتباكها بطبيعة النظام السياسيّ وتَعالُقها بالسياق التاريخيّ والتحوُّلات الاقتصاديّة والسوسيولوجيّة عمومًا، ولا سيّما في العَقدين الأخيرين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ فصول الكتاب هي عبارة عن الأوراق البحثيّة التي جرى تقديمها في المؤتمر السنويّ لمدى الكرمل الذي عُقِد في مدينة راهط في النقب، مطلع شهر حزيران (يونيو) الجاري، والذي ناقش موضوع الجريمة والعنف. وقد نشر مدى الكرمل إعلانًا بشأن كتابة فصول لكتاب باللغة الإنجليزيّة حول الموضوع نفسه سيعمل على تحريره كلّ من د. سونيا بولص ومهنّد مصطفى.
الأربعاء 15 حزيران (يونيو) 2022
ملف الجريمة في الداخل الفلسطيني يتفاقم
زهير اندراوس
الأربعاء 15 حزيران (يونيو) 2022
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
41 /
2194898
ar المرصد تقارير وملخصات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
14 من الزوار الآن
2194898 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 14