تغريدة ترامب فضحت تجسّس الولايات المتحدة على برنامج إيران الصاروخي

أثار نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب صورة قد تكون مصنّفة ضمن الأسرار الدفاعية، لما يبدو أنه انفجار صاروخ عند منصّة الإطلاق، ضجّة في الأوساط الاستخباراتية، ذلك أنّ قطب العقارات قد يكون، وفق “فرانس برس”، كشف بذلك عن مستوى من الدقّة لدى أقمار التجسس الأميركية كان مجهولاً حتى الآن، وذلك في تغريدة عبر “تويتر” أكد فيها، أمس الجمعة، أنّ “الولايات المتحدة غير متورّطة في الحادث الكارثي خلال الاستعدادات الأخيرة لإطلاق صاروخ”سفير“، الذي يحمل قمراً صناعياً من موقع سمنان في إيران”.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إلى أنّ هذه الصورة الجوية المفصّلة عن منصّة إطلاق الصواريخ الإيرانية، كشف غير عادي ربما أكد أنّ الولايات المتحدة تنتهك المجال الجوي الإيراني من أجل التجسّس على برنامجها الصاروخي. ونقلت الصحيفة عن خبراء في الصور، إشارتهم إلى أنّ الصورة ربما أخذت بواسطة طائرة، أو طائرة مسيّرة. وقال جيفري لويس، خبير الحدّ من التسلح في معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في مونتيري، إنه يبدو أنها التُقطت عبر منصة محمولة جواً، لا عبر قمر صناعي.

والجمعة، غرّد ترامب مؤكداً أنّ بلاده “غير متورّطة” في ما يبدو انفجاراً صاروخاً إيرانياً لدى إطلاقه، مرفِقاً تغريدته بصورة التقطتها أجهزة الاستخبارات الأميركية.

وكتب ترامب: “الولايات المتحدة غير متورّطة في الحادث الكارثي خلال الاستعدادات الأخيرة لإطلاق صاروخ سفير، الذي يحمل قمراً صناعياً من موقع سمنان في إيران”. وأظهرت صورة ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية أرفقها مع تغريدته، ما يبدو أنه انفجار لصاروخ عند منصّة الإطلاق. وكتب: “أتمنّى لإيران حظاً موفقاً في معرفة ما حدث”.

ونقلت الصحيفة الأميركية الجمعة عن خبراء، تأكيدهم أنّ الصورة التي نشرها مصنفة، من دون شكّ، على أنها سريّة للغاية، وتحمل علامات تشبه تلك التي يضعها محلّلو الاستخبارات، وهي تلحظ الأضرار التي لحقت بالمنشأة والمركبات القريبة منها.

وتلفت الصحيفة إلى أنّ ما شاركه ترامب عبر “تويتر” يُظهر وميضاً للكاميرا وظلّ شخص، ما يؤدي إلى تكهنات بأنّ الرئيس الأميركي، أو أحد مساعديه، ربما التقطوا الصورة باستخدام هاتف محمول، مشيرة إلى أنّ الجدول العام للرئيس، يظهر موجزاً استخباراتياً عند الساعة 11:30 من صباح الجمعة، في وقت جاءت تغريدته عند 1:44 مساءً.

وإذ ذكرت “واشنطن بوست” أن ترامب يمتاز بسلطة رفع السرية عن أي معلومات يريدها، بصفته رئيساً للبلاد، أوضحت في المقابل أنّ مثل قرار كهذا يجب أن يستند إلى مشاورات مع وكالات الاستخبارات الأميركية حول الضرّر الذي يُحتمل أن يحدثه الكشف عن أي معلومة. وأكدت أنّ الولايات المتحدة نادراً ما تكشف عن عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية أو تفاصيلها، لأن ذلك يمكن أن يساعد الخصم في فهم كيفية تجسّس الولايات المتحدة عليه.

دفع باتجاه المفاوضات أو تقويضها

من جهتها أشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أنّ أحداً لا ينكر ما ذكره ترامب في تغريدته عن أنّه يحق له نشر الصورة، حتى لو كان في الأمر مخاطرة حول احتمال تنبيه الأعداء للقدرات الأميركية للتجسّس من المناطق الأجنبية، وفق الصحيفة. وقالت إنه ليس من الواضح ما إذا كان ترامب يستخدم الانفجار والشكوك الكامنة بين الإيرانيين، بأنّ الولايات المتحدة كان متعمقة مجدداً داخل برامجها النووية والصاروخية، من أجل الدفع باتجاه مفاوضات أو تقويضها.

وفي هذا السياق، يقول المدير التنفيذي لـ“رابطة الحد من الأسلحة”، داريل ج. كيمبل، إنّ الصورة التي نشرها ترامب تبدو “أفضل بكثير من أي صور تجارية” تمّ نشرها حول إطلاق الصاروخ، مشدداً على أنّ الكشف عن قدرات المراقبة الفضائية الأميركية لا يخدم مصالح الولايات المتحدة. واعتبر أنّ هذه التغريدة مثال ممتاز على تفكير ترامب المتسرّع بشأن العديد من قضايا الأمن القومي.