الخميس 15 أيلول (سبتمبر) 2011

وفاة خالد جمال عبد الناصر .. ابن الرئيس الذي لم يحلم إلا بـ «الستر»

الخميس 15 أيلول (سبتمبر) 2011

في 29 يونيو 1944 تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم، وقد أنجب ابنتين هدى ومنى .. وثلاثة أبناء كان أكبرهم هو خالد ثم عبد الحكيم وعبد الحميد.

واليوم توفي خالد جمال عبد الناصر عن عمر يناهز 62 عاماً بعد صراع طويل مع المرض أنقصه نحو 40 كيلو جراماً خلال شهرين فقط بعد عملية جراحية أجراها في الكبد قبل شهور في لندن، وقد دخل في غيبوبة قبل شهر رمضان الماضي، ثم تحسنت حالته قبل أن يعود لدخول العناية المركزة منذ أسبوعين، ورغم أن خالد وأسرته خلال الثلاثين عاماً الماضية لم يتعد تأثيرهم في مصر كونهم أبناء رئيس سابق .. لكنهم جميعاً يتمتعون بشعبية طاغية خارج مصر وخاصة في سوريا، وكذلك في يوغوسلافيا التي ارتبط رئيسها تيتو بوالده والتي استقر بها لفترة طويلة بعد اتهامه في قضية تنظيم ثورة مصر الشهيرة في نهاية الثمانينيات بزعامة الدبلوماسي محمود نور الدين، ووقتها غادر القاهرة بأسرته إلى لندن، ثم إلى يوغوسلافيا التي احتضنته وفاءً لذكرى والده، وحصل بعدها على حكم بالبراءة.

خالد جمال عبد الناصر متزوج من داليا فهمي شقيقة سامح فهمي وزير البترول الأسبق، ولديه ثلاثة من الأبناء وهم جمال «على اسم والده» وتحية «على اسم والدته» وماجدة، وكان يعمل أستاذاً بكلية الهندسة جامعة القاهرة.

وكان خالد بمثابة الأب الروحي لإخوته الأربعة بعد رحيل والدهم الزعيم الراحل عبد الناصر منذ نحو 41 عاماً، وهو من خريجي جامعة كمبريدج البريطانية الشهيرة وحصل من هناك على رسالة الدكتوراه في هندسة الطرق والنقل، وكانت آخر تصريحاته تشير إلى تفكيره في أن يلعب دوراً سياسياً، لكنه لم يحدده بعد، حيث عرض عليه الكثير من السياسيين والمقربين الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه مازال يفكر في الأمر.

وعن محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك قال : أشعر بالفخر أننا كنا نموذجاً طيباً لأبناء الرئيس ولابد أن تأخذ العدالة مجراها تجاه الرئيس مبارك، وكان من الطبيعي أن يحاكم الرئيس وأبناؤه بعد كل هذه التجاوزات في حق الشعب المصري.

ومن الحكايات التي تروى عنه تبرعه بـ «600 جنيه» لصالح المعتقلين من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» .. وقد أثار التبرع الذي تسلمه الصحفي محمد عبد القدوس دهشة قيادات الجماعة، فيما قال المرشد العام وقتها محمد مهدي عاكف إن خالد يتمتع بصفات طيبة، ودوره في العمل الوطني يجعل تصرفه هذا طبيعياً، وكان عبد القدوس قد إلتقى خالد عبد الناصر .. وتساءل الدكتور خالد عن «الإخوان» .. «هل هم بتوع دين وبس..ولا دنيا كمان؟» أجاب محمد عبد القدوس: نحن جماعة شاملة.. ولا يمكن للمسلمين تقديم صورة جميلة للإسلام إلا بتفوقهم في الدنيا! كان رد خالد عبد الناصر: ده كلام جميل .. في هذه الحالة ممكن نتكلم.. أنا عايز أقرب منكم وأفهمكم مع العلم أنكم إذا حاولتم تجنيدي فلن تفلحوا! ضحك عبد القدوس وقال: كفاية نكون أصدقاء! وبعد ذلك أخرج خالد من جيبه مبلغ «600 جنيه» وقدمها إلى محمد عبد القدوس كتبرع لسجناء «الإخوان المسلمين».

ومنذ سنوات وفي حوار مطول له مع جريدة «البيان» الإماراتية .. قال خالد عبد الناصر: أبي علمني حب الغلابة الى حد التعصب وأمي علمتني القناعة، وفيه روى حكاية تقول «بعد وفاة الوالد، اصدر مجلس الشعب قانوناً ببقاء منزل منشية البكري، وكابينة المعمورة بالإسكندرية مدى الحياة.. ونحن من جانبنا كأبناء عبدالناصر تعاملنا مع الموضوع، على أن المنزل والكابينة للوالدة، على أساس أن كل واحد منا سوف يشق طريقه، ويكون له في النهاية مسكنه الخاص.. ومن أهم الأشياء التي أثرت فينا كأسرة وأثلجت صدورنا، واحيي فيها مصر شعباً وحكومة. أن أحداً لم يترك أمي بعد رحيل الأب في حاجة إلى شيء.. كانت أمي من طراز السيدات اللاتي يعشن على القليل.. كانت راضية بالقليل. أحب ما عندها بيتها.. كانت تقول دائماً على منشية البكري.. ده بيتي.. نعم هو بيت الحكومة.. لكن تعبيرها كان يحمل دلالة الارتباط بالبيت الذي عاشت فيه منذ البداية، وشاهدت فيه كل شيء.. كل شيء.. الزواج.. الأمومة.. السياسة.. النضال.. رؤساء دول العالم وزوجاتهم.. كل شيء.. تاريخ بالنسبة لها مليء بالأفراح والأحزان، والذكريات...اذكر أن شقيقتي (منى) كانت تلح عليها بالذهاب إليها في لندن حيث تقيم، وكانت ترفض بإصرار غريب.. ومرة وحيدة نجحت في إقناعها بالذهاب معها الى اسبانيا، وبعد اربعة أيام بالضبط بكت وأصرت على العودة الى مصر عامة، والبيت في منشية البكري خاصة.. كانت تقول دائماً.. الشعب كرمني ولم يتركني لأحد.. كان معاشها 500 جنيه ويصل طبقاً للقانون الذي صدر من مجلس الأمة الى مخصصات رئاسة الجمهورية ليصل المبلغ الى 950 جنيهاً.. كان المبلغ بالنسبة لها كافياً بالإضافة الى البيت والكابينة.. رغم كل هذا.. وفجأة وبلا مقدمات خرج يوسف إدريس على صفحات «الأهرام» بمقالة يقول فيها أن أسرة عبد الناصر تعيش في المعمورة في 500 فدان.. ثمن المتر 2000 جنيه ولو تم بيع هذه الأرض فسوف يصل سعرها إلى 100 مليار جنيه.. وبالتالي يمكن سداد ديون مصر.. اخطأ يوسف إدريس أولاً حين قال أن البيت مساحته 500 فدان وفي الحقيقة أن مساحته خمسة أفدنة واخطأ في حساباته حين قال أن ثمنها يصل إلى 100 مليار جنيه.. كانت الحسبة بالإضافة إلى خطأها اقرب إلى الكوميديا.. وكان الأفضل أو الأكرم له أن يقول.. (بلاش تصيف) هذه السيدة.. وكان من جانبها أن قالت: (يا جماعة إذا كانت الأرض دي هتسدد ديون مصر.. خدوها) .. وأرسلت خطاباً إلى صحيفة «الأهرام» رداً على ذلك تعلن تنازلها عن الكابينة والأرض التابعة لها.. وقالت في الخطاب: (كل ما انتظره هو اليوم الذي أقابل فيه ربي.. وادفن إلى جوار جمال عبد الناصر الذي أعطى حياته كلها لمصر) .. لهذا لم أسامح يوسف إدريس.. وعادت الكابينة .. ولم تسدد ديون مصر، ورغم ذلك لم تفقد رأيها في أن الشعب المصري الذي أحب جمال عبد الناصر لم يتركها في احتياج لأحد أبداً.

وعن والده عبد الناصر قال : كان يحب الناس.. كان يقول لي: شعبنا واعي وطيب. ويستاهل نعمل له كل حاجة طيبة .. شعب قاسى من أيام الاستعمار.. يبقى لازم يطمئن على غده.. كان مؤمناً بالشعب إيماناً كاملاً.. لا تصدق أن هناك حباً من طرف واحد.. هو أحب الشعب وأخلص له، فأحبه الشعب وأخلص له، وأنا الآن لا أريد سوى الستر لي ولأبنائي، وكل ما أملكه يهون في سبيل مصر والأمة العربية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 83 / 2183059

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

2183059 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 38


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40