الجمعة 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

دسترة فك الارتباط فكرة مشبوهة ومحاولة تسلل

الجمعة 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par د. محمد احمد جميعان

مضت شهور وفكرة دسترة فك الارتباط تلعب بيننا، تحمس لها من تحمس بطيبة وحسن نية من دون التدقيق في محتواها وعمق ابعادها وتبعاتها، وانبهر بها البعض بداية وفي حالة استرخاء، ولكن سرعان ما تكشفت واستوت على حقيقتها، ففي ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، وصاحب الفكرة ماض باندفاع مستغرب في محاولة ترويجها في كل لقاء ومقال ومداخلة، لعله بذلك يضمن قوة تحملها او تياراً يحتضنها او صاحب قرار يتبناها.

ولان المصلحة العليا للوطن والدولة والقضية تعلو على أي علاقة او شخص او افكار، فان الواجب يقتضي ان نتحدث بصراحة متناهية في هذا الامر، لاسيما ان الظروف حانت والشرفاء جاءوا، والشمس اصبحت في رابعة النهار وقد استبان كل شيء، وادرك من ادرك ان لامكان لمنظر يدهن لنا فكرة الدسترة لنبتلع التوطين والوطن البديل عن طيب خاطر وبارادتنا.

لقد ارسل لي صديق مجموعة مقالات للسيد علي حتر يخاطب فيها المتقاعدين باسئلة تركزت حول هذه الفكرة وصاحبها بالذات، ولست هنا في معرض الاجابة على ما طرح من اسئلة متداخلة، ولكنني توافقت معه في طرحه حين رفض التوطين صراحة، واعتبر الفلسطينيين كل الفلسطينيين اصحاب قضية وطنهم هو فلسطين، وقد توافقت معه ايضا في رفض فكرة الدسترة من اساسها لانها فكرة توطينية بامتياز.

تبعت ذلك مقالات للسيدة توجان الفيصل، مضامينها عتاب للمتقاعدين حول هذه الفكرة وصاحبها بالذات، ولست هنا ايضا في مناقشة هذه المقالات، ولكنها توافقت معها حول رفض فكرة دسترة فك الارتباط، وللامانة اثبت هنا انه اينما حللنا نواجه بالعتاب ذاته وسوء الفهم عينه حول هذه الفكرة وصاحبها بالذات، ولم اسمع ولم اقرأ أي نقد او عتاب او سوء فهم خارج هذه الفكرة وصاحبها منذ ان صدر بيان المتقاعدين العسكريين في الاول من ايار/مايو المجيد.

واذا كان لي من اضافة في هذا المقام، فهو ان اطياف المعارضة جميعها تلتقي في بعض الاحيان على خيط رفيع من التوافق، وربما توافق عرضي مؤقت احياناً او بموقف طارئ اقتضته الظروف، كالعدوان على لبنان او غزة مثلاً، في حين ان كل اتجاه بل وكل حزب او صاحب فكرة او زعامة يطالب المتقاعدين العسكريين ان يكونوا تابعين له، او نسخاً عنه، او تحت ابطه، او منسجمين معه او متطابقين معه بالافكار تماماً، وربما الاستثناء هنا لاصحاب الثقل والجادين في المعارضة والاصلاح من الاسلاميين والمبادرة الوطنية، الذين لم يطالبوا المتقاعدين بنسخ افكارهم، بل توافقوا معهم في كثير من المواقف والمناسبات، وهذا ظلم استثنائي خصت به بعض المعارضة المتقاعدين العسكريين دون غيرهم، رغم ان بيانهم تناول الاصلاح ومحاربة الفساد، ودعم خيار المقاومة بجرأة غير معهودة، والمبررات الظاهرة لهذا الموقف غير مقنعة، وربما ما خفي من الدوافع له دور في هذا الاتجاه.

ان رفض فكرة دسترة فك الارتباط من اساسها، نابع من كونها الحلقة الاخطر والاخيرة في تثبيت التوطين والوطن البديل دستوريا، فما عجزت عنه الصهيونية واتباعها وعملاؤها، عمله بالمكشوف هناك من يريد عمله بالتسلل الى عقلية القوى الوطنية وصاحب القرار، بحيث يصبح الفلسطينيون قبل فك الارتباط 1988 وعددهم ما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة اردنيين بحكم الدستور (الدسترة) ليؤكد على انهم حسموا خياراتهم وقرروا بانفسهم دستورياً بانهم اردنيون لا علاقة لهم بالعودة وحق العودة، بل لا يحق لهم بموجب هذا الاقرار الدستوري الخيار او الاختيار الا ان يكونوا اردنيين ولا علاقة لهم بفلسطين.

والاخطر ان ذلك التعديل الدستوري المسمى دسترة فك الارتباط، سوف يستثمر ويستغل من قبل العملاء والمتخاذلين وادعياء المحاصصة والحقوق الناقصة اللاهثين وراء مصالحهم الذاتية دوماً، الداعمين لفكرة «الدولة اليهودية» ومشروع شارون التوطيني واصحاب الوطن البديل واللوبيات الصهيونية والمنظمات الحقوقية والدولية والامم المتحدة، باعتبار ان دسترة فك الارتباط هو وثيقة رسمية دستورية اقرتها حكومة اردنية عضو في الامم المتحدة عليها ان تحترم دستورها الذي اصبح ينص على ان هؤلاء اردنيون بنص الدستور، وقد تخلوا عن فلسطينيتهم، وبانهم ليسوا فلسطينيين، بل هم اردنيون دستورياً لا علاقة لهم بحق العودة ومحادثاتها ان جرت دولياً، وهي فكرة مشبوهة بامتياز، وهي محاولة تسلل مدروسة بعناية ان كان ذلك متعمداً، لاسيما انها جاءت تحت شعار منع التوطين والوطن البديل، وليست تحت مظلة اخرى، كما هي حال اصحاب المحاصصة والحقوق الناقصة السياسية والسيادية وغيرها، الذين كان طرحهم مباشراً ولم يخفوا اهدافهم بانهم يسعون الى التوطين ووضع فلسطين جانباً، لاسيما ان جهودهم تلك اقترنت وتزامنت مع حوارات امريكية مكشوفة على مستوى عال ومعهم وفي سفاراتهم حول هذا الموضوع، وهم لا يخادعون ولا يتسترون في اهدافهم، بل يعلنونها جهاراً نهاراً، خلافاً لطرح دسترة فك الارتباط الذي جاء تحت قناع متسلل لخدمة التوطين.

لان من جاء بفكرة دسترة فك الارتباط او من اوحى او طلب منه كان مخططاً بارعاً ومفزعاً وخطراً في آن واحد، ولكن اين المغالطة والخداع هنا، ولمصلحة من، وفي أي اتجاه وتحت أي عباءة ومظلة؟

نعم المغالطة والخداع هنا كبير، لأن ظاهر الأمر في الفكرة يتحدث عن تثبيت فك الارتباط دستورياً من الناحية الجغرافية والسياسية والاقتصادية والمؤسسية، ولكن باطن الفكرة يأتي من انه يريد احتواء السكان الفلسطينيين في الاردن ما قبل فك الارتباط 1988 وسلخهم عن وطنهم فلسطين وتثبيت توطينهم دستورياً في الاردن، بحيث لن يعودوا فلسطينيين حكماً وقانوناً ودستوراً.

ولمصلحة من هذه الفكرة؟ لمصلحة تثبيت التوطين والوطن البديل دستورياً كحلقة اخيرة وكحل نهائي وتصفوي لمسألة اللاجئين وحق العودة لنحو ما يزيد على ثلاثة ملايين فلسطيني ما قبل فك الارتباط 88. وتحت ماذا؟ تحت شعار الوطنية ومنع التوطين والوطن البديل، وعبر من يريد تسويقه وحمله، عبر الوطنيين ومراكز ثقلهم وعبر الدولة الاردنية نفسها وعبر من يرى التوطين هاجساً مخيفاً لا بد من الوقوف ضده ومنعه من لجان وقوى وشباب متحمس للحراك الوطني او الحركة الوطنية الاردنية بمفهومها العام، ولمن يريد ان يوصله في النهاية الى صاحب القرار...؟
وهنا يجدر التفصيل، ويجب الحذر دائماً من الاعيب الاستخبارات العالمية المتقدمة، كالامريكية و«الاسرائيلية»، التي تعتمد علم النفس وتطبيقاته اساساً في عملها، لاسيما عندما يتعلق الامر بقضية كبرى تخدم الصهيونية و«اسرائيل»، خطرة وحساسة ومهمة ومعقدة كتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار، لاسيما الاردن التي لا يمكن تمريرها بسهولة، وتحتاج الى عمليات تهيئة واساليب متقدمة واستثمار كافة المعطيات على الارض، اذ غالباً ما يلجأون الى «اسلوب التسلل المقنع» او«اسلوب تطوير العلاقة او الفكرة» للترويج والاقناع والوصول الى عقلية صاحب القرار، الذي بدوره يتخذ القرار لصالح الاهداف المرسومة لاعدائه او خصومه، وهذه الخطط تعتمد على، وتحتاج الى ما يلي :

(1) فكرة مبطنة غير مكشوفة في الظاهر، ويصعب الوصول الى باطنها وحقيقتها لانها تحتاج الى جهد وتعمق من اجل ادراك ابعادها ومراميها، بحيث تبدو في ظاهرها الرحمة وخدمة المقابل او الخصم، وفي باطنها العذاب وخدمة الاهداف المرسومة او صاحب الفكرة او الجهاز. وعلى سبيل المثال هنا فكرة دسترة فك الارتباط وما شرحناه سابقا.

(2) وكيل او عميل موثوق ليس للجهاز نفسه فقط، بل عند من يريد تسويق الفكرة عليهم ليحملوها الى صاحب القرار. والثقة تأتي من خلال الحقيقة او الايهام او السيرة الذاتية للعميل بانه تعرض للتعذيب او طرد من عمله او.. او اولاً، وثانياً من خلال انه يحمل فكراً وطنياً منسجماً مع من يود ترويج الفكرة عليهم .

(3) قاعدة حماسية مؤثرة من القوى والشباب وذات نفوذ تتقبل العميل وتثق به، بحيث لا يكون محل شك لديهم ولا يدققون فيما يطرحه عليهم من افكار، ويحملونها بثقة من دون التدقيق فيها.

(4) العنصر الاهم هنا (وهو المقتل) ان يتم ترويج الفكرة وتسويقها على من يريد حملها وتبنيها لايصالها الى صاحب القرار ممن هم اعداء او خصوم لحقيقة الفكرة وليس ظاهرها. وعلى سبيل المثال هنا ان يتم تسويق فكرة دسترة فك الارتباط التي في ظاهرها منع التوطين وفي حقيقتها تثبيت التوطين وتوثيقه على من يحارب التوطين، كالمتقاعدين مثلاً والقوى الوطنية الاخرى.

(5) حفظ خط الرجعة في هذه الخطة او ما يسمى بـ «خطة الهرب» في ما لو كشفت حقيقة ان ما يطرح يكمن في الادعاء ان القصد كان من دسترة فك الارتباط وتوثيقه هو القبول بالتوطين الواقعي الموجود للفلسطينيين في الاردن، درءاً للتوطين القادم عبر التهجير القسري من فلسطين الذي يروج له بانه قادم علينا من اجل نجاح خطة التوطين الدستوري، او ما يسمى بدسترة فك الارتباط، وكخطة هرب لخطة التسلل المقنع لهذه الفكرة.

المتقاعدون العسكريون ظلموا في ما الصق بهم بانهم يتبنون هذه الفكرة، ولعل من استل خنجره لينتقدهم كان جل نقده، بل كله حول هذه الفكره وعلاقتهم بصاحب هذه الفكرة، وحقيقة الامر ان المتقاعدين يرفضون رفضاً تاماً هذه الفكرة، ولكنهم لا يحاولون التوقف عند كل من ينتقدهم بقصد او غير قصد، محاولاً تثبيط عزائمهم او احباط مسعاهم، تاركين ذلك للوقت المعلوم، فليس كل ما يعلم يقال، وليس كل ما يقال جاء زمانه وحضر اهله.

ومن يراجع البيان ببصيرة ومن دون هوى او غاية يجد ذلك بوضوح في خطة متكاملة لحفظ القضية ومنع بيع فلسطين، من خلال حق العودة، والمحافظة على هويتهم، وبناء قوة مقتدرة ورسم خطة دفاعية فاعلة، وتبني خيار المقاومة كمنهج لتحرير فلسطين، وما قوننة فك الارتباط (وليس دسترته كما يطرح) الا اجراء سريع قصد منه منع التوطين ونزع فتيله، وقد جاء هذا الطلب الاجرائي بالقوننة لفك الارتباط كرد فعل سريع على وثيقة حصل عليها المتقاعدون العسكريون، وسلمت الى الجهات الرسمية، تضمنت تجنيس نحو (ستة وثمانين الفاً) من فلسطيني الارض المحتلة مؤخراً في سنة واحدة من قبل احدى الشخصيات الكبيرة المتنفذة، وهو تفريغ عملي للفلسطينيين في الارض المحتلة، (وهذا بالمناسبة تم توضيحه في كل لقاءات المتقاعدين الرسمية والعامة، وربما لاول مرة يتم الحديث فيه اعلامياً).

وهنا السؤال للشرفاء اصحاب القضية المقدسة، لمصلحة من يحدث تفريغ الاراضي الفلسطينية؟ وما هي الدوافع وراء ذلك التفريغ والتجنيس؟ أليس هذا منسجماً ومتوافقاً تماماً مع عملية التوطين، وطرد الفلسطينيين وتهجيرهم من ارضهم، أليس هذا متوافقاً مع طرح «يهودية الدولة الاسرائيلية» التي تنادي بها الصهيونية وعتاتها امثال رؤوبين ريفلين رئيس «الكنسيت الاسرائيلي»؟ الا يستحق هذا الفعل مطالبة سريعة باجراء عملي لوقف مسلسل التوطين وتفريغ الارض المحتلة من اهلها؟!

ولنرى فقط ما دعا اليه رئيس «الكنيست»، رؤوبين ريفلين المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على «السلطة الفلسطينية» لإزالة كافّة مخيّمات اللاجئين من الدول المضيفة والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، لما يشكّله «حق العودة» من «تهديد على الوجود «الإسرائيلي» في المنطقة». في اجتماع عقد بتاريخ 13-9-2010، لأعضاء حزب «الليكود» الحاكم، حيث قال «طالما ظلّ الفلسطينيون يستخدمون اللاجئين كأداة سياسية فلن يتم التوصل إلى سلام.. إن حق العودة يشكّل تهديداً وجودياً على دولة (إسرائيل)».؟

ومن هنا فان العودة إلى فلسطين (وليس حق العودة فقط) هي الوحيدة التي تقلق «اسرائيل» وما سواها قابل للقسمة والتنازل، لأن عودة الفلسطينيين إلى وطنهم نهاية «اسرائيل» ديمغرافياً وسياسياً بل وعملياً، لذلك فإن «اسرائيل» والصهيونية ومن يدور في فلكهما، مستعدة أن تدفع مليارات المليارات من الدولارات لمن يساعدها في توطين الفلسطينيين في الشتات، بل ومستعدة أن تحرق كل عملائها من أجل دعم التوطين والوطن البديل، وأكثر من ذلك مستعدة أن تستخدم كل مقدس ومصطلح مقدس وكل رذيلة وانحطاط وإفساد من أجل هذه الغاية، فالغاية تبرر الوسيلة، ولا غرابة أن تجد العالم المغرر أغلبه وتابعيه من المتخاذلين وجامعي المال وطلاب المناصب والألقاب أن يلتم شملهم ويقفوا على أهبة الاستعداد مشمرين عن سواعدهم ومكشرين عن أنيابهم من أجل دعم التوطين والمحاصصة والتجنيس وسحق كل من يقف أمام طموحاتهم..
فلسطين ليست الاندلس مع تمسكنا بكل ارض عربية او حكمها العرب، فهي مهد الحضارات وارض المقدسات واولى القبلتين تهفو اليها نفوس المسلمين والشرفاء في العالم كله، ومنهم الجزائريون الذين ضحوا بمليون شهيد لتحرير وطنهم فكيف بفلسطين التي هي ارض آبائهم واجدادهم وعزتهم وكرامتهم؟! ومن له وطن كفلسطين، يتغنى به العرب والمسلمون وكل شرفاء العالم، عليه ان يبقى واقفاً والبندقية في يده، فاما ان يحررها او يموت دونها.

واهل فلسطين ليسوا كأي اصول او منابت اخرى، بل هم شعب طرد من ارضه ومسقط رأسه ظلماً وقهراً، او هربوا من الاحتلال واوجاعه، والشريف عندما يطرد او يهرب في حلقه غصة وفي قلبه ثورة وفي كيانه ناموس، لا يهدأ له بال ولا ينعم في دنياه الا بطرد المعتدي عليه واعادة وطنه وارضه والعودة اليها بعزة وكرامة، فلا كرامة لنبي الا في ارضه ووطنه، ومن هنا يأتي احترامنا وثناؤنا لقوى المقاومة الحقيقية في فلسطين وانصارها والشرفاء معها لانها تحمل شخصية الشريف الذي في حلقه غصة وفي قلبه ثورة وفي كيانه ناموس لتحرير ارضه والعودة اليها، وبالمقابل هنا يأتي عدم احترامنا الدائم لمن اصبحت البطون والمناصب والمنافع الشخصية والتوريث عنده اثمن من وطنه في فلسطين واقدس من ترابها.

لقد اكبرت كثيرا الكاتب المقدسي ماهر ابو طير وهو يحض اهله على العودة الى القدس وفلسطين ليكونوا شوكة في خاصرة الاحتلال، وان يكونوا عوناً لاهلهم الرازحين تحت نير الاحتلال وليسوا متفرجين على عذاباتهم ليشكلوا شوكة قوية بمقاومة الاحتلال هناك، وقد انزعجت كثيراً وشعرت بالازدراء حين قرأت في بعض المواقع الالكترونية ان هناك سيلاً من اصحاب الملذات والبطون اللاهثين دوماً قد تهجموا على هذا الكاتب، مما اضطر الكاتب الى اغلاق خطه، وقد ذكرني ذلك بسيل الرسائل التي انهالت على الفيس بوك وغوغل لاغلاق موقعي، فهل اصبحت البطون والمناصب والمنافع الشخصية والتوريث اثمن من فلسطين واقدس من ترابها؟!

ان الشرفاء دائماً ما يلتقون، سواء كانوا اردنيين ام فلسطينيين، ولكنهم بحاجة اكثر لرص الصفوف ومضاعفة الجهود. ويحضرني هنا لقاء تلفزيوني على فضائية «الجزيرة» بث مؤخراً في نهاية ايلول/سبتمبر /2010 جمع القيادي في «حماس» اسامة حمدان ورئيس الديوان الملكي الاردني سابقا الاستاذ عدنان ابو عودة الذي بقي نظيفا ولم يلتحق بقوى اصحاب الاعمال والتوريث، والجمع والرجال والزمان والمكان والحديث هنا له دلالة قوية، وكان الحديث عن التوطين، حيث اجمعوا على ان التوطين هاجس الجميع، وان منع التوطين ليست استراتيجية اردنية وحسب بل هو استراتيجية فلسطينية ايضاً، لأن الأمر يتعلق بقضية وطن اسمه فلسطين، وانه لابد من وضع استراتيجية مشتركة تتضمن اجراءات عملية حقيقية وفاعلة لمنع التوطين، وليس صورية او شكلية تتعلق بأخطاء موظفين، وهذا هو ما يريده كل شريف منصف من رجالات الوطن واهله ومنهم المتقاعدون الذين علقوا ناقوس الخطر، فارادتهم تلتقي مع ارادة كل شريف من رجالات فلسطين واهلها، ولتكن البداية من هنا، من هذا اللقاء، لنجسد استراتيجية اردنية فلسطينية مشتركة ينبثق عنها اجراءات عملية لمنع التوطين ونزع فتيله، وقهر «اسرائيل» واتباعها، بان مخططاتهم المكشوفة والمستترة لن تنجح ونحن لها بالمرصاد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2185076

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2185076 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40