الأحد 23 كانون الثاني (يناير) 2022

الجزائر تحت التهديد…

الأحد 23 كانون الثاني (يناير) 2022 par بسام أبو شريف

- بسام ابو شريف

لم يتردد الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية لم يتردد اطلاقا في ابلاغ الشعب الجزائري عما وصل له من رسائل وما وصلت للجزائرمن تهديدات من قوى اجنبية خارجية وعربية داخلية شريكة للعدو الخارجي ، لقد تحدث للشعب الجزائري قائلا : “انهم يريدون للجزائر ان تبتعد عن قضيتين رئيسيتين هما قضية الصحراء وقضية فلسظين “
يذكرنا هذا القول الصريح بما وصل من رسائل للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة الذي كان جوابه الانحناء للضغوط والابتعاد عن قضية فلسظين مقابل عدم اثارة الفتن والارهاب داخل الجزائر ولقد خير في تلك الفترة الرئيس بوتفليقة بين اثارة الفتن والارهاب الداخلي داخل الجزائر على الطريقة السورية او ان يرضخ للضغوط وذلك بالابتعاد عن تاييد قضية الشعب الفلسطيني وان يودع عوائد النفط في بنوك امريكا وعوائد الغاز في فرنسا او العكس ، لقد بدأ الرئيس تبون مقاومته هذه الاملاءات بالاعلان الصارخ الذي اعلم الشعب الجزائري انه يتعرض للضغوط انه يتعرض للضغط والناي بالنفس عن قضيتين رئيسيتين من قضايا حق الشعوب في تقرير مصيرها بشكل عام وحق شعبين عربيين في تقرير مصيرهما.
هذه هي بداية مقاومة لما تحاول تلك الجهات الغربية والجهات العربية المتساوقة والراضخة لها من فرضها على الجزائر كثمن لعدم اثارة الفتن والارهاب وتدمير الاقتصاد الجزائري
في الوقت ذاته اعلن بوضوح ان الجزائر سوف تتبع سياسة اقتصادية ونهجا اقتصاديا جديدا هو استثمار الاموال النظيفة في مشاريع داخل الجزائر لانهاض الاقتصاد الوطني واحداث التقدم على الصعيد الداخلي في الجزائر لزيادة الانتاج وتنوعه وعدم الاعتماد فقط على النفط والغاز وفي هذا الاعلان رد ايضا رد على تلك الضغوط والتهديدات اذ ابلغ الرئيس الجزائري انه لن يعتمد على اموال الغرب غير النظيفة لتستثمر في الجزائر من اجل شراكة جزائرية غربية في مشاريع اقتصادية كبرى بل اعلن لهم انه سيعنمد على المال الجزائري النظيف من اجل انهاض الاقتصاد الجزائري فالثروة الجزائرية قادرة على اطعام شمال افريقيا باسرها ولديها من المعادن ما يمكنها من ان تكون من الدول الغنية لا بل ربما اغنى من الغنية ولديها شعب وقاد نشيط جاهز للعمل له اغلبية من الشباب واقلية ممن لا يستطيعون العمل نحن شعب قادر على العمل وقادر على الخلق وقادر على تطوير الجزائر وتنميتها ، ولم يقل الرئيس تبون ان مئات الالاف من الجزائريين يعملون في المصانع الغربية لا بل هم عملد الانتاج الصناعي في تلك الدول الغربية لا بل ان هؤلاء الجزائريين هم وطنيوم ويستطيعون العودة لبلادهم من اجل اغناء عملية الاستثمار الصناعي والزراعي داخل الجزائر اضافة لجيش كبير من الشباب المتعلم القادر على امتلاك الخبرة في الصناعة والزراعة والتكنولوجيا .
ادن هدد الرئيس تبون ان السياسة الجزائرية ترفض تلك التهديدات وتنوي الاستمرار في مواقفها في مواقفها المبدئية السياسية وفي مواقفها المبدئية من تنمية الاقتصاد الجزائري وانها لا تخضع لاملاءات ولا لتهديدات وستستمر في سياستها التي تحاول تجميع كلمة الامة العربية من اجل الدفاع عن حقوق تلك الامة حيثما كانت .
اثير هذا الامر عشية انعقاد القمة العربية ولكن حتما اثير بعد سلسلة من اللقاءات التي اجراها وزير الخارجية الجزائري حاملا الدعوة للملوك والرؤساء العرب لحضور القمة العربية حاملا جدول الاعمال ولبحث مضمون ما يمكن ان يخرج به المجتمغون في تلك القمة التي تاتي في زمن حساس جدا وخطير جدا مليء بالالغام ومليء بالكمائن ومليء بمحور مقاومة للاعداء ومحور حليف للاعداء يهاجم الشعوب العربية خمة لمصالح الاسنعمار القديم والجديد وخدمة للعدو الصهيوني .
تعقد القمة العربية في زمن وصلت فيه الجهود الامريكية قمتها من اجل دفع ودفش انظمة عربية اضافية لتطبيع علاقتها باسرائيل والولايات المتحدة هي ودول اوروبية تعتبر ان هذا الدفع قد وصل الى زمن يجب عدم التراجع عنه بل الاستمرار بالدفع باتجاهه والمخاض الذي تشهده السودان الان هو نتيجة لاستمرار الضغط ورفض الضغط رغم كل ما يقال عن ما يجري في السودان فالطغمة العسكرية الحاكمة لا تحميها سوى مواقفها الموافقة للتطبيع مع اسرائيل والموافقة على اباحة واتاحة الفرصة واتاحة الفرصة لاسرائيل لاستخدام الاراضي السودانية ضد المقاومة ومحورها ومن اجل السيطرة على البحر الاحمر والممرات المائية خدمة لمصالح اسرائيل ومصالح الولايات المتحدة والغرب الاستعماري العنصري ولقد سمعنا في هذه الفترة الحساسة بالذات تصريحات كثيرة حول الجزائر واهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه كشريك للقوى الغربية خاصة في الساحل الافريقي وشمال افريقيا وسمعنا تصريحات حول ان تكون الجزائر لاعبة اساسية في مخطط الغرب لحماية تلك المناطق من ” الارهاب” وهم يخططون للجزائر للعب دور اكبر في التناقضات الدائرة في دول الساحل الافريقي بعيدا عن فلسطين وبعيدا عن الامة العربية وبعيدا عن الصحراء المجاورة للجزائر .
قضية فلسطين بالنسبة للجزائرليست قضية الرئيس الجزائري تبون فقط بل هي قضية كل الجزائريين والذي يعرف الجزائر يعلم ان كل جزائري يعتبر فبسطين وطنه وان مقدساتها مقدساته وان النضال والكفاح من اجل تحريرها هو من اولويات الشعب الجزائري البطل الذي تمكن بقتال دام عقودا طويلة من الزمن من انتزاع حريته من الاستعمار الفرنسي الذي كان يعتبر ان الجزائر فرنسية وليست جزائرية ، لذلك نقول ان الرئيس تبون والشعب الجزائري مطالبون الان من احداث تلك النقلة التي تحتاجها كل دول العالم الثالث كل الدول التي تسعى للتصنيع وتسعى لانهاض اقتصاد شعوبها والسيطرة على ثرواتها من اجل خدمة مصالح شعوبها هذه النقلة هي التالية :
تتحدث القوى الكبرى والعظمى والمصنعة باستمرار عن شراكة استراتيجية بينها وبين دول الجميع يعلم انها دونها من حيث مستوى التصنيع ومستوى التطور الاقتصادي ومستوى التطور التكنولوجي ونحن نقول انه لا باس من تلك الشراكات الاستراتيجية شريطة ان تخدم في نهاية الامر الارتقاء بوضع الشعوب المتخلفة او التي تقبع في الدرجة الثالثة او الرابعة لتتقدم نحو الدرجة الثانية او الثالثة والامر يبدا بالشكل التالي الشراكة تعني اولا ان يكون هناك اساس لتلك الشراكة يتيح لها مجالا في الميدان العملي والاساس يجب ان يكون مبدئيا.
وهذه المبادىء تتكون من كلمات بسيطة هي:
1-ايمان الشريكان بخق الشعوب في تقرير المصير .2- ايمان الشريكان بان للشعوب الحق بالخرية والاستقلال والسيادة على اراضيها . 3- ان من حق الشعوب ان تنعم بالديمقراطية وان تنعم بالسلام وان لا يسمح لاحد بالاعتداء عليها لان الاعتداء عليها يعتبر اعتداء على الشريكين . وبعد ذلك تاتي الجزائر وهي الشريك الاستراتيجي الذي تريده بعض الدول الاوروبية لتقول ان ترجمة ذلك واضحة هذا يعني ان على فرنسا التي تريد شراكتنا استراتيجيا ان تستند الى ايمان واعلان واضح بان للشعوب حق في تقرير المصبر وان للشعوب الحق في الديمقراطية والاختيار الديمقراطي وان للشعوب الحق في استثمار ثرواتها من اجل انهاض بلادها وان الشراكة تعني الدفاع عن كلا الطرفين عن بعضهما البعض في حال التعرض للهجوم من هنا فان شريك الجزائر الاستراتيجي يجب ان يقر ويعترف ويعلن النقاط النتالية:

تاييده الكامل لحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني على ارضه من اجل اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس 2- ان يكون الشريك الاستراتيجي للجزائر قابلا برفض احتلال تلك الارض والدفاع عنها في حال احتلالها ” والحال الراهن هو احتلال اسرائيل لاراضي فلسطينية منذ العام 67 ويجب ان تقف فرنسا نثلا الشريك المقترح ضد هذا الاحتلال قولا وعملا وليس فقط بموافقتها على قرار 242 ثم على الفرنسيين ان يعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة كشكل اختاره الفلسطينيون لتقرير مصيرهم وان ذلك يعني الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ومساعدة الشعب الفلسطيني على مقاومة الاحتلال.

عندما تقف الدول التي تقترح الشراكة الاستراتيجية على الجزائراو اي دولة عربية اخرى وبما ان تلك الدول العربية هي دون مستوى التطور الاقتصادي والتكنولوجي للدول الغربية المقترحة تلك الشراكة الاستراتيجية فان التوازي يحصل عندما ينتزع من الشريك الاغنى والاكبر والاكثرتطورا مواقف مبدئية يلتزم بها عمليا كشريك وكثمن من ثمن الشراكة مع الدول ذات الثروة الطبيعية والمتخلفة تكنولوجيا عن الشريك الاقوى ، هذه هي المعادلة مواقف مبدئية تترجم عمليا لمصلحة الشعوب العربية مقابل شراكة استراتيجية اقتصادية وتكنولوجية مع تلك الدول التي تحتاج للمواد الاولية التي تنبع من اراضي العرب.
ان هذه المعادلة هي التي يجب ان تنتزع من القمة العربية من حيث المبدا مبدئيا يجب ان لا تخضع الامة العربية لاملاءات الغرب او لمقترحات شراكات استراتيجية معه الا اذا كان ذلك مترافقا مع دعم فعلي وعملي وليس لفظي فقط لخقوق الشعوب العربية خاصة تلك الشعوب التي افقدت حقوقها بموافقة غربية وصمت غربي حتى هذه اللحظة عن كل الجرائم التي يرتكبها الاعداء صهاينة عنصريين او امبرياليين او ارهابيين ماجورين او مرتزقة ضد جماهير شعبنا واطفاله واجياله الصغيرة واجياله القادمة.
هذا هو ما يجب ان يقر في القمة العربية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2184547

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184547 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40