جدَّدوا حنظلةْ.....
1
أيها الرائي نزارْ
لنا ما يشبهُ التقطيعَ في البثِّ المعمّد بالحكايةْ
هل تقوم
ربما تصلحُ الرؤيا قليلا حيثُ شذّتْ
ربما بنتُ النكاية حيثُ أخفيَ حنظلةْ
مرة أخرى لا مواعيد لدينا للغرائزْ
وكلُّ يوم
سوفَ تفجعُنا الروايةْ
يا لطيفْ
ولستُ أدري موعدَ الصحو من الكوابيس الثقيلة
فهي الخبيثةُ دائما
حيثُ لا تسع الزوايا
خلف زوم الكاميرا
أطفئوا الضوء قليلاً
فالمسارحُ لا تعدْ بمعجزةْ
أيها الرائي نزارْ
إن ذهبتَ لست ترحلُ مطلقاً
إنما تخلي قليلاً من هناك مقعداً
كي تعودَ مجدداً
بطلاً أو مخرجاً
وينتهي القتلةْ
حيثُ دوما ينتهونَ مثلَ كلِّ زائدةْ
فاختصرهم وانتبه حيث انتصرتَ من جديد.....
2
أنا حيثُ قتلتني، فأينَ أنتْ ؟
وحيثُ كنتُ أنشدُ المعانيَ التي تعلَّمتْ عناقَنا
فأين كنتْ!
من الذي غدا القتيلُ بيننا ؟
من الجاني
من المقتولُ ؟
أنا حيثُ قتلتني..فأينَ أنت!
أتذكرُ الشعارَ الذي هوَ افتتاحُ يومِنا
وحيثُ كانَ القَسَمْ
وحيثُ قامَ حنظلةْ
وحيثُ سالَ ذلكَ الطلاءُ فوق سورِ مدرسةْ
وما كتبتَ يومها
إلى الأبدْ
نقاتلُ الغزاةَ واللصوصَ والسماسرةْ
فكيفَ صرتَ ظلَّهم
ومن محا الخارطة؟!
أتبْدلُ السُّنونُ صيغةَ المورِّثاتِ أم فقط ستعكسُ
المعادلةْ ؟
فيصبحُ المحرَّمُ الحلالَ
ويصبحُ اللقيطُ رحمَ أمكَ التي قضت مقطّعة
وتصبحُ الخطيئةُ المرادَ في خيالِ القابلةْ
فما صنعتَ إذ صنعتَ يا غبارَ المرحلةْ
أنا حيثُ قتلتني، فأينَ أنتْ ؟.....
3
دمي المسفوحُ ما غنّى سوى وَطني
دمي المذبوحُ ما روّى سوى شَجني
أنا الآتي..!
أيقتلُ فارسٌ غَيْلةْ
ويمشي فاسدٌ خَيْلةْ
أهذا كنهُ أوطانٍ
أم التابوتُ ما يرعى بمعتقلٍ بلا عنوانْ
متى نصحو من الكابوس والطاغوتِ والسّجانْ
دمي المسفوحُ ما غنّى سوى وَطني
أنا المقتولُ في عشقِ الترابِ الساحرِ القاني
أنا المقتولُ في أزهار بستاني
أنا المقتولُ في حنّاء ودياني
أنا المقتولُ في حرية الدُّفلى
وتسبيحِ الحمامِ هنا
أنا المقتولُ كي تحيا فراشاتي بلا خوفٍ
وكي تبقى كراماتي مصاناتٍ على الدنيا
وتطلقُ عزَّها الآتي على وطنٍ بلا غازٍ ولا جاني
تعمّدْ يابن خاصرتي
ولا تكتب عن الحيتانِ إذ صارت منَ الاوهامِ
وانتفخت قوائمها
فما عادت سوى هامشْ
تعمّد إنما الكلماتُ لا تفنى وإن رحلت شواهدها
ويبقى وهجها المدهشْ
......
وها قد جَدّدوا حنظلةْ
أيمن اللبدي
RLS
