السبت 26 حزيران (يونيو) 2021

اغتيال نزار بنات: جريمة نكراء وعقاب ضروري

السبت 26 حزيران (يونيو) 2021 par بسام أبو شريف

انهال رجال الأمن على رأس المكافح نزار بنات بأدوات حديدية حادة ، أثخنته جراحاً وقربته ساعة الموت ثم اختطفته وهو حي يرزق ولكن يعاني من سكرات الموت وجاء الخبر نزار بنات مات ولم يظهر حتى هذه اللحظة جثمان نزار بنات.
عدم تسليم جثمان نزار بنات من قبل قوى الأمن التي اختطفته وهو على سكرات الموت دليل على ان المجرم الذي ارتكب الجريمة يخشى من ظهور أدلة دامغة على الجريمة مطبوعة بالدم والنار على جسده المهشم.
الفرقة التي ارتكبت الجريمة هاجمت بيت نزار بنات في الساعة الثالثة فجراً وانهالوا عليه بأدوات حديدية على الرأس والصدر والظهر وكانت في حقيقة الأمر تنفذ أمرا بقتله وليس باعتقاله لكن بقائه حياً جعل الفريق الجاني يختطف ما تبقى من جسد نزار بنات ويختفي به قبل مجيء خبر موته واختفاء جثمانه.
اسم نزار بنات قد يكون جديداً على كثير من الفلسطينيين ، لكنه اشتهر مؤخراً بشجاعته وإقدامه وتعبئته للشعب من أجل مقاومة الاحتلال ومقاومة الفساد ونفض سياسة الخضوع لإملاءات العدو الأمريكي الصهيوني وشن مقاومة شعبية متصله ومستمر ضد الاحتلال ، دفاعاً عن شعبنا وعن الأقصى والقدس ونابلس والخليل ورام الله وكل موقع فلسطيني مهدد من قبل الاحتلال وسياسة الاستيطان الاستعمارية والممارسات الجنائية العنصرية الصهيونية ضد شعبنا بأسره في كل أنحاء القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
واذا بحثنا عن سبب الاغتيال نزار بنات نقول لا يجود من سبب سوى سياسته المعلنة ومواقفة المعلنة ووقوفه كحد السيف ضد فساد السلطة وضد من يتحكم بأمور الفلسطينيين وضد الاحتلال الغاشم الذي يشن سياسة جديدة للتهجير القسري لشعبنا من بيوته وارضه وخطة لتهويد القدس وضم الضفة الغربية بشكل كامل تحت سيادة الصهيونية اي تنفيذ مخطط إسرائيل السابق الذي دعمته وتدعمه الإدارات الأمريكية وهو ضم الضفة الغربية تحت السيادة الاسرائيلية كما ضمت الجولان سابقاً.
اذا كان الموقف السياسي لنزار بنات هو سبب الاغتيال وهو الذ1ي دفع مجموعة القتلة لتنفيذ الجريمة فان هذا يعني الذين نفذوا الجريمة ومن اصدر الامر يصدر لهم نفس الامر لمواجهة الشعب الفلسطيني بأكمله أي تحويل الامن الفلسطيني الى أداة قمع عملية وعلنية ضد الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال وذلك لتركيع هذا الشعب لإملاءات ومخططات العدو والتساوق مع خطة بايدن لضم الضفة الغربية لإسرائيل تحت عنوان حل الدولتين.
لا يوجد تفسير أخر لاتخاذ قرار باغتيال نزر بنات سوى انه قرار نابع من قرار أوسع اتخذته السلطة بالانصياع لتوجيهات الإدارة الأمريكية الجديدة أي إدارة بايدن التي عملت منذ اللحظة الأولى على استبعاد مناقشة وبحث موضوع الأرض المحتلة ما يعانيه الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي باستبعادها لأبعد فترة ممكنة بحجة أن الأولويات للاتفاق النووي ولوقف الحرب في اليمن وضبط الأمور في العراق ولمعالجة الوضع في سوريا أي أن إدارة بايدن أرادت أن تؤجل بحث الموضوع الفلسطيني دولياً في اللحظات التي أصبح فيها الموضوع الفلسطيني موضوعاً ملحاً للرأي العام العالمي وأثار مجدداً من خلال الحرب التي دارت بين الكيان الصهيوني وآلاته العسكرية وبين الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية.
لقد أبرزت هذه الحرب القضية الفلسطينية مرة اخرى ودفعت بها إلى سطح أولويات الرأي العام العالمي حتى وصل الأمر الى الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة الذي تحركت ضمنه مجموعة من أعضاء الكونغرس المنتمين للحزب طلباً لتدخل امريكي يضع حداً للممارسات الجنائية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس.
لا يمكننا ان نفصل عملية اغتيال نزار بنات توقيتاً وموضوعاً عما يدور في اروقة واشنطن و الناتو وأوروبا والناتو من بحث لاستبعاد مناقشة الوضع في الشرق الأوسط وذلك لإعطاء إسرائيل كل الوقت الذي تحتاجه لزيادة وتيرة الجريمة المنظمة التي ترتكبها الحكومة الاسرائيلية العنصرية قديمة كانت ام جديدة ضد الشعب الفلسطيني ومن اجل ان يأتي الوقت الذي تكون فيه إسرائيل قد خلقت امراً واقعاً تحت مختلف العناوين ولكنها جميعا تنضوي تحت العنوان تهويد القدس والضفة الغربية.
إسكات الصوت المعارض والمعبىء للشعب الفلسطيني للتصدي لمحاولات إسرائيل ومخططاتها لتهويد القدس والضفة الغربية وعدم السماح بإعادة بناء غزة.
وهذه الجريمة لا شك وهي الأولى من نوعها ترتكبها الجهات الأمنية الفلسطينية علناً وصراحة ضد المقاومين لمحاولات إسرائيل تهويد القدس والضفة الغربية وضد المتصدين للفساد الذي يجعل من التساوق سياسة رسمية للسلطة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية والحكومة الاسرائيلية قديمة كانت ام جديدة.
لذلك نقول ان عملية الاغتيال هذه جزء لا يتجزأ من سياسة خطيرة انتهجتها السلطة منذ مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة إدارة بايدن التي وعدت بعنوان عريض في السعي لتنفيذ حل الدولتين ولكنها في واقع الأمر تعني ان الإدارة تريد ان تعطي إسرائيل كل الوقت لخلق امر واقع يجعل مما يسمه بايدن دولة فلسطينية شيء شكلي لا يعني مطلقاً دولة ولا يعني مطلقاً سيادة ولا يعني مطلقاً حرية للشعب الفلسطيني ولا يعني مطلقاً ان القدس عاصمة لدولة فلسطين الأبدية كما رفع شعبنا شعاراً وناضل من أجل تطبيقه.
وبرز صوت في أوساط الشعب الفلسطيني بالتحقيق وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق ، تحت عنوان التحقيق الشفاف.
في الحقيقة ان الأمر لا يحتاج لا لتحقيق ولا للجنة تحقيق لأن الجريمة واضحة والمجرم واضح ومعروف والنتائج واضحة ومعروفة.
المطلوب ليس من السلطة الفلسطينية ، المطلوب من قيادة المقاومة الفلسطينية ، ان التلكؤ في شن نضال مستمر متصل في كل أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ضد الاحتلال وسياسة ضم الأراضي وزرع المستوطنات بأعداد كبيرة وهذا يعني تهويد للضفة الغربية والقدس وشن حملة لتهجير العائلات من أحياء القدس وعلى رأسها حي الشيخ جراح وسلوان وجبل المكبر والعيسوية.
ان مواجهة الشعب الفلسطيني لكل هذه المحاولات ومقاومتها وجعل هذه المقاومة متصله هو واجب أول وواجب ذو أولوية وهو واجب مباشر وملح على قيادة المقاومة الفلسطينية ومجلس فصائلها وغرفة عملياتها المشتركة.
هذا العدو لا يفهم كما أثبتت كل تجاربنا سوى المقاومة القوية التي تحاصر حصاره لنا والتي تجعل من هجوم المستوطنين المسلح المدعوم من الجيش الإسرائيلي والمدعوم من حرس الحدود الإسرائيلي تجعل من هذا الدفاع عملية متراجعة تحت ضغط المقاومة الشعبية بكل الوسائل المتاحة للشعب ان يقاوم فيه غزوة جديدة صهيونية للضفة الغربية والقدس.
والظروف المحيطة بنا تظهر بكل وضوح ان إدارة بايدن تتبع مخططاً خبيثاً مخططاً استعمارياً مخطط لا يمت بصلة لتطور الأمور على الساحة في الشرق الأوسط بل يرتبط بسياسات استعمارية قديمة وأسلوب في العمل القديم، فهذه الإدارة التي تعلن من ناحية بكلام معسول عن حل دبلوماسياَ للمشاكل كما جرى في اليمن مثلاً ، اذ دفعت النظام السعودي لتقديم اقتراح بوقف اطلاق النار دعمته بكل قوة ولكن في حقيقة الأمر هذا الاقتراح هو اقتراح لاستسلام المقاومين وابقاء مناطق حيوية في اليمن تحت احتلال قوات أجنبية وقوات مرتزقة وإخضاع اليمن لمخطط امريكي صهيوني والسيطرة على جزره والبحر الأحمر وباب المندب ونفط وغاز اليمن.
وكذلك في العراق وكذلك تماطل في فينا في المباحثات مع ايران حول رفع العقوبات والعودة للاتفاق النووي.
الإدارة الأمريكية الجديدة لا تريد مناقشة قضية فلسطين في وقت يظهر فيه الرأي العام العالمي تأييده للشعب الفلسطيني وتأييده لإزالة الاحتلال عن ارضه واستقلاله.
الإدارة الأمريكية تريد ان تعطي كل الوقت وكل الدعم للحكومة الاسرائيلية سواء كانت حكومة نتنياهو او حكومة بينت وذلك من اجل أن تصل إلى لحظة تتمكن من فرض كافة الحلول التي تريدها على الشعب الفلسطيني وأبقت الإدارة الأمريكية لذلك العلاقات منذ اللحظة الأولى عبر الغزل المزينة بالدولارات كمساعدة للسلطة الفلسطينية من اجل إسكاتها ومن اجل اعطائها دعماً في وجه نمو فصائل المقاومة خاصة بعد معركة سيف القدس.
الإقدام على اغتيال نزار بنات هو مقدمة لمحاولة السلطة استخدام الدعم الذي يقدمه بايدن خبثاً وخداعا للسلطة ومن اجل خلق أمر واقع إسرائيلي جديد في الضفة الغربية والقدس، إدارة بايدن تريد ان تسحب من تحت أفدام المقاومة إنجازاتها وانتصاراتها على إسرائيل تدريجاً وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار في غزة وفي الضفة الغربية من خلال هجمة توسعية استيطانية واعتداء يوميا وحشيا على الفلسطينيين في بيوتهم ومصادرة تلك البيوت وهدمها وطرد العائلات من بيوتها وقصفها بقنابل الغاز والرصاص المطاطي لخلق حالة من الرعب في اوساط المدنيين تهيء للمسلحين العنصريين المستوطنين المدعومين بجيش الاحتلال تهيء لهم الفرصة لطرد المدنيين من أراضيهم وبيوتهم وتهويدها هذا هو التطهير العرقي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وما هذه العملية الاغتيالية الا مقدمة لضم جهاز الأمن الفلسطيني لحملة الرعب والترهيب ضد الشعب الفلسطيني من اجل ان لا يقاوم ومن اجل أن لا يعبر عن رأيه ومن اجل ان لا يتصدى للمستوطنين ومن اجل ان لا يتصدى لمن يتعاون مع المستوطنين.
الجواب واضح فصائل المقاومة ملامة في عدم الإسراع والشروع بحرب مقاومة من كل جانب وفي كل مكان وفي كل زمان ضد محاولات العدو الصهيوني تهويد القدس والضفة الغربية وتساوق أجهزة السلطة خاصة الأمنية مع هذا المخطط والعمل على تنفيذه عبر حملة إرهاب وترهيب للشعب الفلسطيني على يد الأمن الفلسطيني.
اقل واجبات المقاومة الفلسطينية هي ان ترفع شعار الأمن الذي لا يحمي الشعب الفلسطيني يجب ان لا يحمل السلاح ، فسلاح الأمن الفلسطيني هو سلاح الشعب ولذلك ان استخدام هذا السلاح ضد الشعب امر مرفوض ليس قولا فقط بل عملياً أمر مرفوض، سلاح الأمن الفلسطيني هو سلاح الشعب الفلسطيني ، ولذلك من يستخدم هذا السلاح في وجه الشعب الفلسطيني يجب أن يسحب من يده ليصبح سلاحا في يد المقاومة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2184585

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع مقالات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2184585 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40