الأحد 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

نص : السماءُ تطيرُ بلا أجنحةْ.....

الأحد 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

السماءُ تطيرُ بلا أجنحةْ.....

— 

ألا هذهِ نَفْسُنا الواحدةْ

ولوْ جزّأتها يدُ المائدةْ

ولوْ سافرتْ بالكلامِ الثَّقيلِ حبيسةَ ذلِّ الفَمِ الجاحدةْ

وَرَهْنَ احتسابِ جنا الفائدةْ

تقولُ الحكايةُ: لا مُستزادَ على ما تجلّى

ولا منْ صلاةٍ لما قدْ تولّى

ولا منْ بكاءٍ على منْ تخلّى، ولا منْ خيالٍ قامَ وعلّى

ولا منْ عزاءٍ لمنْ قدْ تدلّى، ولا منْ بديلٍ لمنْ قدْ تصلّى

تقولُ الحكايةُ هذا ختامُ الطريقِ المعبِّدِ فوقَ وعودِ خطابٍ تسلّى

تعدّدَ شرحُ الخطابِ طويلاً فصولاً ولكنْ تجذّرَ فيها اسمنُا الواحدةْ.....

وكلُّ صباحٍ تمشّى بنَوْبةِ حظٍّ و سَعْفةِ وقتٍ

وَ جملةِ لكنْ

وفنِّ الأماكنْ

وشبْهِ مواعيدَ ظلّت سراباً، وشبْهِ انتظارٍ لما صارَ كفراً

وشبْهِ اختبارٍ لما صارَ عهراً، وشبْهِ انتحارٍ بدونِ وصيّةْ

يردِّدُ هذا المساءَ اعتذاراً

وَ ينسِجُ عودةَ خطْوٍ جديدٍ بعينينِ لا كُوَّةٍ واحدةْ.....

وكلُّ اعتذارٍ تمنطقَ دونَ صريحِ العبارةْ

بأَنا خُذِلنا إلى أنْ خَذلْنا، وأنا اجتهدْنا إلى أنْ رسًبْنا

وأَنا صبَرنا إلى أنْ فجَرْنا، وأنا بَذْلنا إلى أنْ نَضَبْنا

وانّا حَشَوْنا، وأنّا صَبَوْنا، وأنّا كَبَوْنا، وأنّا ابتعَدْنا وأنَّا دَنَونا

وأنّا عنِ القاتلينَ عفَونا

وهم يذبحونَ الجديدَ برسمِ القديمِ المُخلّى

سيصبحُ عنوانَ موْتٍ أكيدٍ

ويَكْتبُ لعنةَ قلبِ الوليدِ وصرخةَ آهٍِ من الوالدةْ.....

2

ألا هذهِ الأرضُ روحُنا الواحدةْ

تقولُ البدايةُ:لم تًبْتًلعْها اللغاتُ المنُيخةُ فوقَ الترابِ، ودوماً فَعَلْ

وَلمْ تَحتَبسْها الرِّياحُ العصيَّةُ منذُ البدايةِ بابَ الهبوبِ، وَهاكَ تُسوِّي فتُلقي المُهلْ

وَلمْ يَسْلُها البحرُ يوماً وإنْ طالَ فردُ الجناحينِ عنها بعيداً بعيداً بكلِّ الدروبِ،

وطالَ الأملْ

بكلِّ المعاني هيَ الاختصارُ لكلِّ الحواشي

فلا نفعَ للغةِ الجامدةْ.....

وهذا النّهارُ كَكُلِّ نهارٍ مضى في يَدَيها

يقولُ بأنَّ الحياةَ لديها تَمدُّ الجفونَ طويلاً طويلا

وَ تَسْلكُ في الخالدينَ السَّبيلا

وَصِّيتُها الأوَّلونَ سلاماً

على قُبلَةِ الرَّبِّ وَرْداً وبَرْداً ومجْداً وَيومَ الحقيقةِ رعدٌ تأبطَّ سَيْفاً صَقيلا

وفيها اللِّقاءُ وفيها الفراقُ وفيها اصطفافُ بريدِ الطِّباقِ وعينُ الجناسِ

ونوعُ المجازِ وكلٌّ يُعَدِّدُ فيها النَّشيدَ ويُعْلي دليلا

ولكنْ حذارِ

إذا حادَ فيها الخطابُ تهاوى صَريعاً وحطَّ بها جثّةً هامدةْ...

ولا نفعَ للغةِ المارقةْ

تقولُ المزاميرُ: سفرُ النهايةِ حلَّ سريعاً

لأنَّ الكذوبَ تولّى الصياغةَ من آخرِ السَّفحِ في مَقْتلِ الفِصْحِ

أنهى الرّوايةَ دونَ جوابٍ

وفرَّ بعيداً عن الأسئلةْ

أيصنعُ رأسُ القتيلِ سلاماً ويُنْبِتُ منهُ بذورَ الحمامِ وَلحنَ البنفسجْ ؟

أتنشدُ ساحةُ قَتلٍ شموعاً وَتوْرِقُ عِطْراً لعوباً شَهّياً وَنوراً مُغَنّج ؟

وَينفخُ بوقاً، ...ليجْمعَ فيهِ الدَمَ للفطيرةِ

يُغْمدُ لصُّ النُبُوَّةِ صَفْحاً لُيشهرَ قبرَ الرؤى الغاردةْ.......

3

تطيرُ السَّماءُ بلا أَجنحَةْ

وَفوقَ البليدِ منَ المترفينَ تخَصِّصُ جزءاً منَ الغابرينَ

وعندَ سريرِ الشِّتاءِ تنامُ

لكَيْما تقومُ القوافي الحزينةُ تشدو بلحنِ دمِ المعجزةْ

وفي القدسِ تغفو كمثلِ الحمامِ وتغسلُ في هُدْبها الأضرحةْ

ومهما تفكّكَ فوقَ الترابِ وتحتَ الترابِ وبينَ المزارِ وبينَ السِّوارِ

وخلفَ الجدارِ وقبلَ الحصارِ وبعدَ الحصارِ

وَ أهوى الخرابُ على وَردِها المعجميِّ

وخاضتْ بَأسوارها اللافتاتُ بنقشِ لسانِ يدٍ كالحةْ

سَتَخسرُ معها الحروبَ لأنَّ خريطةَ سرِّ الخلودِ لَديها فمُ الرائحةْ

تطيرُ السّماءُ بلا أجنحةْ.....

أنا ذا أراكَ قتيلاً بدمّيَ

حاول لتفهمَ للمرَّةِ الآخرة

ألا أرضنا هذه واحدة، وماءُ الشهيدِ بها القاعدة

ودربُ الصّعودِ لهُ عودةً، وخطوكَ فيها إلى بائدة....

ألا هذهِ مُنتهى الفائدةْ

فلا عِشْقَ يُنْبِتُ قَمْحاً ذليلا

ولا موتَ يأسرُ عِشْقاً أصيلا

ولا حقدَ يصنعُ ناياً نبيلا

ولا حاضرَ يلغي غداً مستحيلا

ولا صبرَ يبقى أسيراً عليلا

لذلكَ لا يَشتهي الراحلونَ طريقاً جديداً ويمضونَ دونَ اكتراثٍ

وخوْفٍ على الواقفينَ فهم يعلمونَ الوصايا

وشيفرةَ سرِّ الفم العائدة......

أيمن اللبدي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2184491

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع شعر وقصيدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2184491 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40