السبت 11 كانون الثاني (يناير) 2020

على فَجْوَةِ الوقتِ......

السبت 11 كانون الثاني (يناير) 2020

على فَجْوَةِ الوقتِ......

1

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

فنامَ الحمامُ

وكنّا انتظرنا السَّماءَ لوَردِ الحبيبةِ دونَ عتابٍ

وخيطَ الرجوعِ لجذرِ الوصايا بغيرِ سقوطٍ

ونارَ المواقدِ دونَ انتحارٍ

وسقفَ المنايا دونَ انهيارٍ

وحلمَ الشُّموعِ على وقع ِرقصِ الورودِ الصبايا

و نبضِ الحكايا

ودمعِ البقايا

فجاءَ الكلامُ

حزيناً، غريباً، غريقاً، قتيلاً، محيلاً.... محيلاً

و يكتبُ فينا ألفَ خصامْ

على فجوةِ الوقت نمنا طويلاً....

2

وكنّا أردنا القيامةَ حينَ نريدُ

وحيثُ نقرِّرُ كيفَ نعيدُ

ويومَ نوازنُ بينَ الحضورِ وبينَ الخفاءِ

وكيفَ نُحَضِّرُ طقسَ الشُّموعِ بدونِ ارتيابٍ

وَنَسْتلُّ منهُ الولوجَ

وَمنْ كلِّ وجهِ جفافٍ تسمّرَ بابَ الغيابِ

وكنّا اعتقدنا بأنا اختصرنا طريقَ السؤالِ

ويومَ وَصلنا

تنكَّرَ حفلُ الختامِ وَ جاءَ الختامُ عويلاً عويلا.....

3

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

وأصبحَ بعدَ الشِّتاءِ الغزيرِ بكتفِ المدينةِ نقرُ غرابٍ

وَوجهُ يبابٍ

وَ جوعُ شظايا

وَلعنةُ حظٍّ وَ سوْءةُ تينٍ تخطَّتْ كتابَ الخطايا

لنكشفَ فيهِ لغاتٍ جديدةْ

كََوحْشِ ضياعٍ بليدِ المحيّا ترهّلَ منهُ القناعُ الرَّخيصُ

وتَفْجَعَ فينا القلوبَ الخرائطُ والمفرداتُ

والمفطراتُ

وكلُّ الذي كانَ ستراً وَجبراً

تحوَّلَ عُهراً وَكفراً وبتراً

وأصبحَ للموتِ طعمُ الفجيعةِ

أصبحَ موتاً

تغيّرَ معناهُ مثلُ الذي تغيّرَ في حبّةِ الروحِ

بعدَ الجسدْ

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

4

أتقوى الأغاني على الانتصابِ

ووَقتُ المحارةِ مثلُ المغارةِ كهفُ ندمْ ؟

وعظمُ ألمْ

وعرسُ صنمْ

وطئنا المخاضَ وطئنا

وصِرنا عراةً بوجهِ الشِّراكِ ووجهِ العدمْ

وعادَ الفراغُ يعربدُ فينا

قتلنا الوصايا قتيلاً قتيلا.....

5

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

فلا نحنُ بالداخلينَ الغيارى

ولا نحنُ بالخارجينَ العذارى

وثأرُ البلاغةِ أنْ لا نعودَ على الحاضرينَ بقايا

وألا نواعدَ بينَ الغيومِ

وألا نعمِّرَ تحتِ غراسِ الهمومِ

وأنْ لا نُطيقَ

وأنْ لا نُفيقَ

وأنْ يستمرَّ انتصارُ الخديعةِ فينا طويلا

وأنْ نستعدَّ لحرفٍ جديدٍ من الأبجديةْ

فلا وقتَ للعائدينَ سكارى

ولا وقتَ للذاهبينَ حيارى

ولا وقتَ للمترفينَ بفكِّ الغيابْ

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً ....

6

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

وَتسقطُ كلُّ التمائمِ صرعى

لأنّ اختلافاً على شكلِ حنجرةِ المنشدينَ تعالى

وليسَ على جوقةِ العزفِ فينا ولحنِ القصيدةْ

وأيُّ الخياراتِ إنْ كانَ لا فرقَ بينَ الكتابةِ عندي وبينَ القراءةْ

سوى أن تُضافَ السماءُ احتكاراً وقسراً

فتصبحُ كلُّ الحكايةِ كالسيفِ لا قيمةً إذا كانَ فارسهُ الاحتيالُ

وأيُّ الحكاياتِ عندَ النهايةِ تصبحُ غيرَ وقَعْنا الروايةْ ؟

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً ...

7

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

وَنصفُ الحكايةِ أنا انتظرنا

ونصفُ الكتابةِ أنا اعتذرنا

ونصفُ النكايةِ أنا انتحرنا

وباقي االملامحِ لمْ تنمُ فينا وعمّا قليلٍ لن تنتظرنا

فلسنا بنصفِ إلهٍ تجلّى

ولسنا بنصفِ ملاكٍ تدلّى

ولسنا بنصفِ شروحِ الخلوصِ وَكسْرِ البصرْ

علينا التوقُّفُ قبلَ الأوانِ

علينا استباقُ الغرائزِ مرّةْ

علينا انتصارٌ على وهمِ أنا

خلودُ الضحيَّّةِ فوقَ القدرْ

على فَجْوَةِ الوقتِ نمنا طَويلاً

- أيمن اللبدي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2184662

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع شعر وقصيدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2184662 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40