بيني وبينك يا تَصديقُ بعض مَدى
لكنْ يطول ، مع الأيام ، حيثُ بَدا
ما أنت تحفزُه يُبدي تَقاصُرَه
فليس يَقصر ، هل للصّمت بعض صدَى ؟!
حَقًّا ، وربِّك ، إن الصمت يدهشني
لكنْ يقول كثيرا مُؤلما نَكِدا
يحكي بأنك قد أَجّلتَ ذا لِغَدٍ
وما أراك بِمُوفٍ لو هَمَمْتَ غَدا
ماذا أقول لأرواح مُجَنّحة
يجتاحها الموت لا تلقى لها سَنَدا ؟!
ماذا أقول لمأسور ، وآسرُه
من طينة اللّؤم ، مجبولا بها انفردا ؟!
ماذا يُراودني لا أستطيع ، إذاَ
عاز الأصائل عَوْني ، أن أمُدَّ يَدا ؟!
ماذا؟! ويمنعني الأنذال عن شَرَف
هو الجها د ، وباتوا في العدوّ عِدا
تَرى الشباب مع الغلمان حالَهم
تُبكي الحجارة ، ويح الصبر قد نَفَدا
للموت قد حُسبوا أو للسجون وقد
سُرَّ العبيد ومن باعوا لهم فَنَدا
وأسلموهم إلى الجزّار ، ويحهم
باعوا الجميع وما استثنوا لنا أحدا
قُل للحرائريا تصديق : من قَبِلوا
لهن أسْرًا ومن باعوا ومن جَلَدا
ومن تآمر ، باع الأرض أجمعها
حتى الهواء الذي في جَوّها فَسَدا
ما بيننا الآن يا تصديق أَلْف مَدًى
الموت أَهْوَن من صَرْف الحياة سُدى
قل لابنة العمّ : عِشْتٍ العمرَ سيّدةً
رغم العدوّ ومن في حضنه رَقَدا
يخشى العدوّ ، إذا صالت ، نهايته
برغم سٍنّك ، ليس العُمر مُسْتَنَدا
كما الظّباء تثير العمر خشيته
يخشى الأساود من فتياننا فَعَدا
ومن يُمَهِّد للعدوان يسنده
هم البُغاة أَضاعوا الأهل والبَلَدا
شعر : محمد وصفي اللبدي / الاردن