الخميس 29 تموز (يوليو) 2010
مالذي دار بين عبد الله الثاني ونتنياهو وماهي أبعاد الزيارة؟

تسريبات حول زيارة نتنياهو إلى العاصمة الأردنية

الخميس 29 تموز (يوليو) 2010

تحدثت التقارير الصادرة اليوم عن الزيارة المفاجئة التي قام بها الثلاثاء رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأردنية عمّان، لماذا تعمدت المصادر «الإسرائيلية» كشف الزيارة، وكيف جرت فعاليات لقاء نتينياهو - الملك عبد الله، ومالذي دار بين الطرفين، وماهي الأبعاد والتداعيات الأخرى المتعلقة بالزيارة؟

فعاليات لقاء نتنياهو - الملك عبد الله الثاني : ماذا تقول المعلومات؟

نشرت صحيفة «أورشليم بوست» «الإسرائيلية»، وأيضاً صحيفة «هآرتس» «الإسرائيلية» تقريراً عن زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأردنية عمّان، يوم الثلاثاء 27 تموز (يوليو) 2010، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الرئيسية التي وردت في التقريرين :

- مكان الاجتماع : القصر الملكي الأردني.

- فترة الاجتماع : ساعتين.

- الجانب «الإسرائيلي» : رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو والمرافقين : رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» عوزي عراد - الملحق العسكري «الإسرائيلي» يوهانان لوكيير.

- الجانب الأردني : الملك عبد الله الثاني - رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي - رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي - المستشار الملكي أيمن الصفدي - وزير الخارجية ناصر جودة - مدير المخابرات اللواء محمد الرقاد.

إضافة إلى ذلك أشارت التقارير والتسريبات «الإسرائيلية» إلى المعلومات الآتية :

- جاء توقيت لقاء نتنياهو - الملك عبد الله الثاني، بعد يوم واحد من لقاء الملك عبد الله الثاني مع رئيس سلطة رام الله محمود عباس.

- جاء توقيت لقاء نتنياهو - الملك عبد الله الثاني قبل يومين من انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة لجهة النظر في أمر مدى إمكانية دخول سلطة رام الله في جولة مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل».

- لقاء الملك عبد الله الثاني - نتنياهو تم على خلفية ضغوط أمريكية مكثفة على الطرفين.

- اعترضت بعض القوى السياسية «الإسرائيلية» داخل «الكنيست الإسرائيلي» على لقاء نتنياهو - الملك عبد الله الثاني، وعلى وجه الخصوص عضو «الكنيست» عن «حركة الإتحاد الوطني» النائب عاري إيلداد الذي يتزعم المطالبين بعدم بناء الروابط مع الأردن، والسعي بدلاً عن ذلك الى تقسيم الأردن وإقامة دولة فلسطينية في شرق الأردن، واعتبار هذا الأمر شرطاً مسبقاً لا تتم إقامة أي علاقات «الإسرائيلية» - أردنية إلا إذا وافق الملك عبد الله الثاني على المساعدة في إقامة مشروع دولة شرق الأردن الفلسطينية.

هذا، وتقول المعلومات والتسريبات بأن مصادر مكتب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» قد وصفت لقاء نتنياهو - الملك عبد الله الثاني بأنه كان لقاءً هاماً للغاية، ونقلت هذه المصادر عن بنيامين نتنياهو وصقور الملك عبد الله الثاني بأنه قائد هام للغاية من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والسلام في منطقة «الشرق الأوسط».

جدول أعمال لقاء بنيامين نتنياهو - الملك عبد الله الثاني : إلى أين؟

تحدثت بعض المصادر «الإسرائيلية»، قائلة بأن العلاقات الأردنية - «الإسرائيلية» قد شهدت خلال الفترة الماضية تدهوراً غير مسبوق، عبر عنه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الحوار الذي أجرته معه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الناطقة بلسان جماعة المحافظين الجدد، والذي وصف الملك عبد الله فيه التدهور بأنه وصل إلى أدنى مستوياته، وحذر من مغبة حدوث المزيد من التدهور..

قالت المصادر «الإسرائيلية»، بأن تدهور العلاقات الأردنية «الإسرائيلية» خلال الفترة الماضية انحصر فقط في المجالات السياسية، أما علاقات التعاون «الإسرائيلي» - الأردني في المجالات الأمنية والمخابراتية فقد كانت ثابتة وقوية ومتطورة، ولم تتأثر بأي تداعيات سلبية، وفي هذا الخصوص يعتقد «الإسرائيلين»، بضرورة تعميق وتعزيز العلاقات الأمنية – المخابراتية الأردنية – «الإسرائيلية» بما فيه خيرالطرفين..

أشارت المعلومات والتسريبات إلى أن جدول أعمال لقاء الملك عبد الله الثاني - بنيامين نتنياهو، قد تضمن تركيزاً مكثفاً على الآتي :

- محور التعاون والتنسيق الدبلوماسي الأردني - «الإسرائيلي» بشأن الملف الفلسطيني.

- محور التعاون والتنسيق الأردني - «الإسرائيلي» بشأن كيفية مكافحة الخطر الإيراني.

- محور التعاون الأردني - «الإسرائيلي» في المجالات الإقتصادية.

- محور التعاون والتنسيق الأردني - «الإسرائيلي» في المجالات الثنائية الخاصة.

هذا، وتقول المعلومات والتسريبات بأن لقاء عبد الله الثاني - نتنياهو قد تطرق إلى ملف ربط الأردن مع «إسرائيل» عبر خط سكة حديد، وبرغم أن خارطة مسار هذا الخط الحديدي لم يتم تحديدها بعد، فإن هناك توقعات بأن يربط الخط الحديدي العاصمة الأردنية عمّان بكل من «تل أبيب» والقدس المحتلة، إضافة إلى احتمالات بأن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتحمل أعباء بناء وتشييد هذا الخط الحديدي، وذلك على أساس اعتبارات أنه يساعد في تحقيق الآتي :

- تعزيز حركة تدفق السلع والبضائع بين «إسرائيل» والأردن.

- ربط الأردن عبر الأراضي «الإسرائيلية» بالبحر الأبيض المتوسط.

- إفساح المجال أمام الإقتصاد «الإسرائيلي» لكي يحقق الفوائد من مرور حركة تجارة الترانزيت الأردنية عبر «إسرائيل» سواء بالنسبة لحركة الصادرات أو الواردات الأردنية.

- تعزيز قدرة «الإسرائيلين» في التغلغل في الإقتصاديات العربية، عن طريق استخدام الأردن كممر لتحويل حركة السلع والخدمات من «إسرائيل» إلى الأردن ثم إلى الأسواق العربية، ومن الأسواق العربية إلى الأردن.. ثم إلى «إسرائيل»..

أكدت التقارير والتسريبات، بأن نتنياهو قد سعى وحصل بالفعل على موافقة البلاط الملكي الأردني بمساندة الأردن لمبدأ دخول الفلسطينين في المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل» دون قيد أو شرط، إضافة إلى مبدأ وجود القوات «الإسرائيلية» على طول الحدود الأردنية - «الإسرائيلية» (تحديداً الحدود الفاصلة بين الأردن والضفة الغربية المحتلة) هو أمر ثابت يجب أن لايتأثر بقيام أو عدم قيام أي دولة فلسطينية في المنطقة، وإضافة لذلك، أشارت التسريبات «الإسرائيلية» إلى أن الملك عبدالله الثاني، قد أبدى قبولاً لفكرة غض النظر عن ملف توسيع الإستيطان «الإسرائيلي» كسبب معرقل لإستمرار المفاوضات «الإسرائيلية» - الفلسطينية..

السياسة الخارجية الأردنية : ماذا بعد لقاء نتنياهو - الملك عبد الله الثاني؟

يقول خبراء السياسة الخارجية بوجود علاقة ترابطية بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية، وتأسيساً على ذلك، وبالإسقاط على نتائج لقاء الملك عبد الله الثاني - بنيامين نتنياهو، يمكن ملاحظة أن سيناريو السياسة الخارجية الأردنية المتوقع خلال الفترة القادمة إزاء قضايا الصراع العربي - «الإسرائيلي»، هو سيناريو سوف يتضمن الإشكاليات الآتية :

- إشكالية عدم الترابط بين الواقع الداخلي الأردني المعارض لـ «إسرائيل» وواقع السلوك الملكي الأردني الخارجي المتواطئ مع «إسرائيل».

- إشكالية السعي الملكي الأردني لجهة الاعتماد على الخارج من أجل التأثير على الواقع الداخلي الأردني بما يجعله واقعاً يتخلى عن رفض «إسرائيل».. ويتجه بدلاً عن ذلك إلى القبول بها..

برغم لقاء الملك عبد الله الثاني - بنيامين نتنياهو، فمن المتوقع أن يستمر الأداء الدبلوماسي الخاص بالسياسة الخارجية الأردنية في الساحتين العربية والإسلامية كما هو، وكما هو معروف فقد أتقنت الدبلوماسية الملكية الأردنية لعبة الخطاب المزدوج والتحدث بلسانين.. أحدهما في مؤسسات العمل العربي والإعلامي.. والثاني في مؤسسات التعاون الثنائي مع أطراف محور واشنطن - «تل أبيب».. ولكن، وعلى مايبدو، فإن هذه الللعبة من الصعب.. إن لم يكن من المستحيل أن تستمر لفترة أطول، خاصة أن هامش حرية الحركة المتاح في الشرق الأوسط قد أصبح هامشاً ضيقاً ومحدوداً للغاية، بعد تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأخيرة، والتي تحدث فيها عن معلومات تقول بأن حرباً شرق أوسطية جديدة سوف يتم إشعالها بواسطة أطراف محور واشنطن - «تل أبيب» ضد سوريا ولبنان.. وبلداً «شرق أوسطياً» ثالثاً لم يحدده أو يشر إلى اسمه.. وعلى الدبلوماسية الملكية الأردنية أن تجيد قراءة الرسائل والتقاط إشاراتها، وفك شيفراتها.. خاصة إذا علمنا بأن نجاح «إسرائيل» في استغلال الحرب القادمة لجهة تقسيم الأردن إلى دولتين واحدة فلسطينية وأخرى أردنية، هو أفضل لـ «الإسرائيلين» من القيام بضربة عسكرية ضد إيران سوف لن تجلب لهم سوى الخسائر الفادحة، وبالتالي، إن رأى الملك الأردني عبدالله الثاني في لقاء الثلاثاء أنياب بنيامين نتنياهو في أروقة القصر الملكي الأردني، فإن على الملك عبد الله الثاني أن لا يظن «الإسرائيلي» كان يبتسمُ.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2184490

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2184490 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40