الجمعة 14 شباط (فبراير) 2014

دحلان يجمع “فتح” و“حماس” في غزة

عبدالرحمن ناصر
الجمعة 14 شباط (فبراير) 2014

في المعلن أن وفد اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي توجه إلى قطاع غزة، يريد العمل على ترتيب الأوضاع الداخلية للحركة في القطاع، وبحث ملف المصالحة مع حركة حماس، وفي التصريحات أن الحركتين تريدان إتمام المصالحة لخير الشعب الفلسطيني، وإقفال هذا الملف البائس، وبالغ السوء، بعيداً عن تأثيرات دحلان على فتح، وضغوط مصر على حماس في القطاع.
وفي ما يتم تداوله في الأوساط الفلسطينية المتابعة، فإن تلمس قيادة فتح في الضفة، للمدى الذي قطعته الاتصالات بين حركة حماس، والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، هي الدافع الأساس لتحرك فتح باتجاه القطاع، كما أن جدية الضغوط المصرية على غزة، كانت السبب في تليين موقف حماس، وإظهارها قدراً كبيراً من الانفتاح على مبادرات إتمام المصالحة.
صحيح أن الأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني قاسية، وشديدة الوطأة، وربما تقدم المصالحة بين الحركتين مساهمة في درء جانب من المخاطر الشديدة، لكن المراهنة على النوايا الحسنة للجانبين، وتصور إدراكهما لطبيعة الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية، ومدى الحاجة إلى توحدهما، لن تقدما الكثير، وعليه فالأجدر هو البحث عن الدوافع الحقيقية للقاء بينهما في قطاع غزة، واستقبال هنية لشعث في منزله، ما يضفي على اللقاء طابعاً مميزاً.

- ترتيب البيت الفتحاوي

كان لافتاً أن الوفد الفتحاوي الذي وصل إلى قطاع غزة، حظي باستقبال من قيادات حركة حماس، حيث كان في استقباله إلى جانب قيادات فتح الغزية على معبر بيت حانون، قياديون في حركة حماس ومن بينهم الدكتور باسم نعيم مستشار إسماعيل هنية وغازي حمد وكيل وزير الخارجية المقالة وطاهر النونو.
وقالت مصادر إعلامية فلسطينية: إن وفد اللجنة المركزية لحركة فتح الذي وصل إلى قطاع غزة باشر في عقد الاجتماعات، تمهيداً لمناقشة وتصويب الأوضاع التنظيمية للحركة، ومناقشة العديد من القضايا الوطنية الأخرى، وانضم إلى الوفد كل من عضوي اللجنة المركزية في قطاع غزة الدكتور زكريا الآغا والدكتورة آمال حمد ليشكلا اللجنة السداسية التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لدراسة الأوضاع التنظيمية في القطاع، من جهتها أكدت حمد أن تصويب الأوضاع التنظيمية والوطنية هي في لبّ عمل الوفد القادم واللجنة السداسية، وأشارت إلى أن اللجنة ستعمل على تنظيم انتخابات تنظيمية في كل المحافظات، ولم تستبعد مناقشة تحقيق المصالحة وقضايا أخرى كما لم تستبعد لقاء وفد المركزية بقيادات حماس وإسماعيل هنية، وأكدت أن كل القضايا مطروحة للنقاش، مشيرة إلى أن مدة إقامة الوفد في القطاع غير محددة.
ولتأكيد الطابع التنظيمي الداخلي لزيارة الوفد الفتحاوي، أكد عضو اللجنة المركزية لفتح، محمد المدني في تصريحات صحفية عقب وصوله معبر بيت حانون، أن الوفد لن يتخذ أي قرار من غزة، بل سيرفع توصياته بناء على المشاورات التي ستجري، ثم سيتم تقديمها للجنة المركزية وللرئيس عباس لتقرير مصير أوضاع التنظيم في غزة.
صحيح أن الأوضاع التنظيمية للحركة في القطاع تتطلب تحركاً من اللجنة المركزية في أعقاب الاستقالات التي تقدم بها قياديون من الحركة في القطاع، وصحيح أيضاً أن أحد الأهداف الأساسية من زيارة الوفد تتصل بمعالجة الوضع التنظيمي، وقد بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث أن أحد أهم أهداف زيارته لقطاع غزة هو “ترتيب الوضع الداخلي لحركة فتح”، وأوضح أن الحركة تجري اجتماعات متواصلة من أجل الوصول لرؤية واضحة لتنظيم البيت الداخلي لفتح في قطاع غزة".
لكن اضطراب هذا الوضع أصلاً يعود إلى تحركات القيادي الفتحاوي المعزول محمد دحلان، ولعل هذا ما يفسر الهجوم اللاذع الذي شنه عضو اللجنة المركزية نبيل شعث على محمد دحلان متهما إياه بالعمل على شق وحدة حركة فتح، مضيفاً، “محمد دحلان لم يعد عضواً في حركة فتح، ولكنه ما زال يتحرك مع أعوان له، يقولون إنهم من حركة فتح وهذه مسألة سنتغلب عليها قريباً”.

- دحلان قاسم مشترك

من المعروف أن دحلان وراء أزمة فتح في غزة، وفي غير غزة أيضاً، لكن المؤشرات المتزايدة على وجود حوار وتقارب بين دحلان وحماس، يشكل مصدر قلق كبير آخر لحركة فتح، وهكذا يصبح القيادي السابق قاسماً مشتركاً للقلق الفتحاوي الداخلي، وفي العلاقة مع حماس أيضاً.
الكلام عن اللقاءات بين حماس ودحلان تزايد في الآونة الأخيرة، وتتداول أوساط فلسطينية معلومات عن لقاءات بين الطرفين، تمت في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وحدث خلالها تقدم كبير حول عدد من الموضوعات، من بينها ترتيب عودة كوادر تابعة لدحلان إلى القطاع، مقابل تدخل الأخير في العلاقة بين حماس ومصر، وكذلك دعم دحلان في صراعه مع قيادة فتح.
ولكن نبيل شعث نفى قلق قيادة فتح من الأنباء عن هذه اللقاءات، كما نفى الحديث عن القلق من تحركات دحلان في صفوف فتح في القطاع، وقال شعث: “ما يقلق الرئيس عباس هي محاولات شق وحدة حركة فتح، وهذه المحاولة نتصدى لها، وفتح عصيّة على أي محاولة لشق وحدة صفها، وأضاف فيما يتعلق بالتحرك نحو القطاع في هذا التوقيت بالذات:”السبب في تسريع المصالحة هو أوضاع غزة الصعبة، فلا يقبل إنسان في الدنيا أن يعيش مليون وسبعمئة ألف إنسان بلا ماء صالح للشرب، ولا كهرباء، ولا وقود، وعدم قدرة على الحركة والسفر والانتقال".
ولاحقاً تحدث عضو قيادة حماس خليل الحية فلم ينف اللقاءات مع دحلان، لكنه شدد على أن حماس لا تتدخل في شؤون فتح الداخلية، وقال الحية: “إننا نتعامل مع الجهة الشرعية الوحيدة لحركة فتح والمنتخبة، ولا نتعامل مع أي تيار آخر، فتح بالنسبة لنا جسم واحد، وأنا أنفي أن يكون لحماس أي علاقة مع تيار في فتح، ضد التيار الشرعي الذي يرأسه أبو مازن، دحلان له مشكلة مع فتح، ونحن لا دخل لنا فيها”.
وهكذا تبادل الرجلان تصدير مواقف تخرج دحلان من المشهد، حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي لفتح، وتتعامل مع القيادة المنتخبة (بالمناسبة دحلان منتخب أيضاً)، وفتح لا تقبل ببقاء الحصار على غزة ولذلك تتحرك نحو المصالحة.
مصالحة؟
لم يتوقف تبادل الرسائل “الإيجابية” على السعي لإخراج دحلان من المشهد، فعقب استقبال هنية لوفد فتح في منزله، تحدث القيادي في حماس خليل الحية، عن دعم حركته لرئيس السلطة في مواجهة الضغوط الأميركية، وقال الحية: “نعم نحن ضد خط المفاوضات، لكننا مع الرئيس عباس ونقف معه وخلفه للصمود في وجه هذه الضغوط، ومن أجل التمسك بالثوابت وعدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني”.
ومن جانبه أكد شعث أنه لا يمكن أن تكون دولة فلسطينية مستقلة دون غزة، ولا يمكن أن تكون دولة فقط في غزة، مضيفاً: “قلقون جداً على غزة، والأوضاع التي لا يقبلها إنسان في هذا العالم، في الماء والكهرباء وحرية الحركة والمرور، والبطالة والمشاكل الاقتصادية”، وتابع “عملنا المشترك من أجل ميناء ومحطة كهرباء أكثر قدرة، وفتح أبواب المرور، وحياة اقتصادية أفضل، وتنمية تؤدي إلى انهاء البطالة مسألة في منتهى الأهمية تشغل عقل وفكر الأخ الرئيس محمود عباس ويسعى لحلها تماما”.
هذه الأجواء التي رافقت زيارة الوفد الفتحاوي إلى غزة، أحيت الحديث عن المصالحة، لكن شعث شدد على أن نقاط الخلاف حول الانتخابات والحكومة الانتقالية ما تزال قائمة، مشيراً إلى أن حلها “سيقفل باب الانقسام نهائياً”، وهو ما أكده الحية أيضاً، مشيراً إلى متابعة البحث لتذليل النقاط الخلافية، ومذكراً بما جرى التوافق عليه سابقاً في القاهرة والدوحة.
ومن المفترض أن يقوم عزام الأحمد بالتوجه إلى غزة قريباً لمتابعة النقاش حول موضوعات المصالحة، فهل يبقي الخوف من دحلان على الزخم الذي نشأ بسببه؟ وما هو موقف قيادة حماس الخارج من هذه التطورات؟ ثمة إشارات إلى قيام خالد مشعل بتفويض جانب من صلاحياته لنائبه إسماعيل هنية، لكن التفويض لا يعني موافقة على كل خطوات النائب، ومن أجرى اللقاءات في دبي مع دحلان لم يكن من القيادات الموجودة في غزة، بل في الخارج، لا بد من الانتظار لبعض الوقت، ومراقبة المشهد الفلسطيني وافر التعقيد والمليء بالمفاجآت.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2183050

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2183050 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40