بدأت في دمشق، أمس، فعاليات مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس، تحت عنوان «الأقصى صرخة حق في وجدان الأمة»، برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تقيمه وزارة الأوقاف بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمشاركة علماء من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
وقال خطيب الجامع الأموي في دمشق محمد سعيد رمضان البوطي، في افتتاح المؤتمر الذي شارك فيه مفتي سوريا الشيخ احمد حسون وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس لحام، «مهما طال زمن اغتصابها وامتد أمد العدوان عليها، ومهما تكاثر جنود الباطل الذين يؤيدون الإغتصاب ويقرون العدوان ويتجاهلون الحق وأصحابه فإن ملكية الأوطان لا تسقط بالتقادم، كما أن تطاول أمد الاغتصاب لا يحيل الباطل إلى حق ولا يقلب العدوان إلى امتلاك».
وأضاف أن «العدو «الإسرائيلي» مازال يمارس إجرامه من دون توقف، وإنه ماض في ترسيخ المزيد من أقدامه على القدس التي احتلها، راميا بذلك حق الأمة وصرخة القانون الدولي وراء ظهره بل تحت أقدامه أيضا إن اقتضى الأمر».
وتابع البوطي «غير أنه من المؤسف والمؤلم أن الشعور بهذه المسؤولية التي أناطها الله بأعناقنا جميعا قد انحسر عن بال أكثر المسلمين، ولا سيما أولئك الذين تفصلهم عن القدس ومأساتها وهاد وجبال وآماد ثم ازداد الشعور بذلك تقلصا حتى كاد ينحصر في أفكار وأفئدة أصحاب النكبة أنفسهم أولئك الذين هجروا من ديارهم وحرموا من ممتلكاتهم من دون أن يقف معهم على أرض المقاومة والمعاهدة على وحدة المصير إلا جيران لهم عاهدوا الله على الوفاء ونصرة الشقيق حتى وإن غدت الأرواح هي القيمة التي لا بد من بذلها للوفاء واستحصال الحق، ولقد كان في قضاء الله أن يكون هذا الجار الوفي هو سوريا، وقد نظرنا فوجدنا إخوة لنا كانوا من أعز أصحاب الديار المغصوبة استقامة على النهج قد أدركهم اليوم ما صرفهم عن النهج وأنساهم خطورة الميثاق».