الاثنين 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

الإضراب والتحرير: تكامل النضال

الاثنين 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

السلوك الاحتجاجي لأسير الحرب وإن كان في نطاقه الأساسي نضال حقوقي، يهدف لرفع الظلم وكف الجرائم التي يلحقها الآسر بالأسير، إلا أنه في حالة الصراع العربي مع الصهاينة ولأسباب وعوامل متجذرة؛ بات جزءًا من النضال الوطني الفلسطيني الهادف لهزيمة العدو الصهيوني وتحرير فلسطين، هنا المقصود تحديدًا أن إضراب الأسرى الإداريين الحالي هو جزء من نضال وجهود الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين وتقرير مصيره وعودة لاجئيه، وأن إسنادنا لهذا الإضراب لا يتعلق بشعور الواجب تجاه المناضلين الأسرى الذي يدفعون سنوات من أعمارهم كثمن لمواقفهم ونضالهم الوطني، ولكن وبالعنوان الأول هو التزام تجاه حقوقنا وعمل على تحسين فرصنا بحياة حرة وكريمة وخالية من الاحتلال.

لأسباب تتصل بالمسيرة التاريخية للحركة الوطنية الأسيرة، ولطبيعة العدو الصهيوني وسياساته؛ يتخذ نضال الأسرى الفلسطينيين معنى خاص يجعله يتجاوز مفهومه الحقوقي المباشر، نحو المعاني والأدوار آنفة الذكر، أولًا بالنظر لكونه رفضًا للحكم العسكري الصهيوني للأرض الفلسطينية المحتلة، ورفض للسلطة الصهيونية التي منحت الحكم العسكري هذا الحق في اختطاف ومعاقبة الفلسطينيين، نتيجة لمواقفهم من المشروع الصهيوني وقيامهم ببعض من واجباتهم تجاه شعبهم وحقوقهم وإنسانيتهم. إن رفض التطهير العرقي وضرب الوجود المادي والفصل العنصري وجرائم الحرب ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير اللاجئين، هي واجبات إنسانية كما هي سلوكيات وطنية، وإذ يرفض الفلسطيني معاقبته عليها بالاحتجاز؛ رهن الاعتقال الإداري أو غيره، فإنه يقوم بواجب إنساني أساسي لا يقبل التأويل، ولو كان هناك ذرة من العدل والمشروعية للنظام العالمي لكان التخلي عن هذه الواجبات محض فحص وتحقيق واتهام، ولكن في عالمنا المختل التوازن يحدث العكس، مجرمي الحرب والمتورطين في الإبادة والتهجير يعتقلون المدافعين عن الحقوق الإنسانية الأساسية والحقوق السياسية لشعب واقع تحت الاحتلال ومعرّض لجرائم وحشية من منظومة غزو غير شرعية بأي مقياسٍ كان.

يخوض الأسرى في نضالاتهم الممتدة وفي الإضراب الحالي معركة لأجل انتصار إرادة الشعب الفلسطيني أمام إرادة الغزاة، والهدف هنا ليس الاحتكام لقوانين المحتل بل رفضها، أي أن مقولة الأسير الإداري المضرب عن الطعام ليس أن اعتقاله غير قانوني فيما اعتقال غيره من الأسرى قابل للنظر أمام محاكم الاحتلال، ولكن فضح حجم الجريمة الصهيونية بحق الأسرى ككل، وزيف وكذب محاكم الاحتلال ودورها كأداة في جرائم الحرب الصهيونية، المقولة السياسية للأسرى هي أن الاحتلال والكيان الصهيوني بأكمله محض منظومة غزو وإجرام، وأن الاعتقال الإداري الذي يفضحه الأسرى بإضرابهم واحتجاجهم هو شاهد ودليل واضح على ذلك، وأن الصمت الدولي على جرائم بهذا الوضوح يؤكد التغطية التي تمنحها المنظومة الدولية لجرائم الاحتلال.

إنّ الإضراب كما التصدي للاقتحامات الصهيونيّة أو مواجهة دورية للاحتلال أو التشبث ببيت مهدد بالهدم في القدس والنقب والأغوار؛ مقاومة للمحتل، تهدف لهزيمته، وتتكامل فيما بينها كأدواتٍ نضالية يخوضها مناضلو هذا الشعب كل من موقعه، بهدف واحد؛ يقاتل شعبنا لأجله منذ اليوم الأول للغزو الصهيوني: إنهاء الغزو واستعادة الحقوق كاملة غير منقوصة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 120 / 2184491

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ضيف الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2184491 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40