الأربعاء 1 آذار (مارس) 2023

قتل الفدائي: من التنسيق للتطبيق....

الأربعاء 1 آذار (مارس) 2023

حاولت القيادات الأمنية الصهيونية منذ عامين أن تلوّح بخطورة السماح لعناصر حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بالعمل الحر داخل مناطق الضفة وحرّضت السلطة الفلسطينية مرارا على اقتفاء اثر مجاهدي هذه الحركة سيما بعد عدة عمليات نجحت في تحريك الوضع بالضفة، يومها اتجهت أنظار كل التقارير نحو تركيا وفتحت مرصادها تجاه المجاهد صالح العاروري.

في هذه الأثناء تمكنت حركة الجهاد الاسلامي من بناء هيكلية كتيبة جنين ومنها الامتداد لباقي مناطق شمال الضفة المحتلة وفوجيء العدو بينما كان يتابع نجاحات السلطة الفلسطينية في تعقب واعتقال مجاهدي «حماس » بأن حركة الجهاد استطاعت تنفيذ ما كان يخشى من أن تنجح به «حماس» وبالطبع فإن جولة وحدة الساحات الأخيرة نجحت في استكمال الخيط الناقص في هذه الحكاية المرعبة للعدو.

التنسيق الأمني السابق الذي أعدّ هياكل عمله كيت دايتون لم تنجح في منع المصير الذي أرعب قيادات العدو الأمنية، والأهم أن عمليات الانتفاضة خلال العام السابق لم تتوقف لحظة وظهر التدريب والمران فيها واضحا بحيث باتت لا تستطيع هذه القيادات التمسك بذات النغمة السابقة حول مصطلح «الذئاب المنفردة» فكل ما لدى العدو من تسجيلات ومتابعات تؤكد أنه حتى لم يكن يحتاج لمعركة وحدة الساحات لتيقن أن المنفردة لم تعد منفردة.

لكن الضربة الأقوى بالنسبة لحسابات العدو جاءت من التنظيم الشعبي الجديد في نابلس والذي بزغ فجره تحت تسمية «عرين الأسود »، فالعدو يكاد يجزم أن هذا التنظيم الذي عبر بسرعة الصاروخ نحو صدارة المشهد في الضفة المحتلة لا يمكن الا أن يكون قد انتظم من رحم كتائب شهداء الأقصى التي حلها محمود عباس عام 2005، ولكنه اليوم صار أكثر حيرة عندما وجد فيها ائتلافا وطنيا جامعا يضم كل ألوان البنادق وخيرتها.

الصيغة التي وصلت العدو أمنياً كانت حاسمة ومخيفة خاصة مع برميل البارود الذي تجلس عليه حكومة نتنياهو واصابع التفجير بيد سموتترش وغفير، وطالما هي ليست« فتح عباس» خالصة ولا «حماس» ولا «جهاد» ولم تنفع عمليات التنسيق الأمني إياها ولا عمليات الاغتيال ولا أسلوب السلطة المعلوم في استدراج ناشطيها إلى أجهزة السلطة بالتفريغ مقابل حياتهم ومطاردتهم، إذن فالتنسيق الأمني أصبح من الماضي بالأسلوب القديم وحتى مع كل عمليات الإعدام الميدانية التي تشارك بها السلطة وتقوم أصلا على معلوماتها المقدمة لفرق الاغتيال الصهيونية.

وكما جاءت صيغة دايتون قابلة التنسيق الأمني المقدس عند عباس وعهده فاليوم تأتي صيغة فنزل التي فهم أن بنودها تقود الى استبدال التنسيق بالولوج للتطبيق مباشرة على عاتق هذه السلطة ، يعني تكليف السلطة علنا بقتل مقاومي الشعب الفلسطيني وتدمير كل شوكة يمكن لهذا الشعب أن يشهرها في وجه الاحتلال، وخلال أيام ستبدأ خطوات هذا العمل الخياني الواضح ما لم يقل الشعب الفلسطيني اليوم كلمته ولا يؤجلها لغد وبافصح الكلمات وأوضح الأصوات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2184573

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ضيف الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184573 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40