لندن: انتقد رئيس الوزراء« الإسرائيلي» يائير لبيد تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي اتهم فيها إسرائيل بارتكاب محرقة (هولوكوست) بحق الفلسطينيين.
وقال لبيد عبر حسابه على تويتر ليل الثلاثاء/الأربعاء: “اتهام محمود عباس إسرائيل بارتكاب 50 محرقة (هولوكوست) أثناء وقوفه على التراب الألماني ليس عاراً أخلاقيا فحسب، بل كذبة وحشية”.
وأضاف: “قُتل ستة ملايين يهودي في الهولوكوست، من بينهم مليون ونصف المليون طفل يهودي. التاريخ لن يغفر له أبداً”.
كان عباس اتهم، في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، أمس الثلاثاء، إسرائيل بأنها “ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعاً فلسطينياً”. وأردف: “50 مجزرة 50 هولوكوست”.
كان صحفي سأل عباس حول ما إذا كان سيعتذر لإسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للهجوم الفلسطيني على البعثة الرياضية الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ 1972، فرد عباس قائلاً إن هناك يومياً قتلى يسقطهم الجيش الإسرائيلي: “نعم، إذا أردنا مواصلة النبش في الماضي”. ولم يتطرق عباس في إجابته إلى الهجوم على البعثة الأولمبية الإسرائيلية.
وكان شولتس تابع تصريحات عباس بتعبيرات وجه متيبسة وبدا غاضباً وأن لديه النية للرد، غير أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت أعلن نهاية المؤتمر بعد إجابة عباس مباشرة.
وكان قد أُعْلِن في السابق أن السؤال الموجه إلى عباس هو السؤال الأخير.
وفي وقت لاحق، قال هيبشترايت إن شولتس كان غاضبا حيال تصريحات عباس.
وكان شولتس انتقد عباس علناً قبل ذلك، لأن عباس وصف السياسة الإسرائيلية بأنها “نظام أبارتايد (فصل عنصري)”، وقال شولتس:” أود أن أقول صراحة عند هذه النقطة إنني لا أتبنى كلمة أبارتايد، ولا أعتبرها صحيحة لوصف الموقف”.
واليوم، الأربعاء، عبر المستشار الألماني أولاف شولتس عن استيائه من تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنها تقلل من أهمية المحرقة.
وكتب شولتس على تويتر: “بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول.. أنا مستاء من هذه التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس”.
كما انتقدت المعارضة الألمانية تصريحات عباس، واعتبرت أنه كان يتعين على شولتس مطالبته بمغادرة ديوان المستشارية.
في الأرشيف الإسرائيلي
يذكر أن الأوساط الأكاديمية والإعلامية والقضائية الإسرائيلية تضجّ بجدل ساخن إثر كشف وزارة الأمن الإسرائيلية مئات الصفحات من المحاضر السرية المتعّلقة بمحاكمات مجزرة كفر قاسم العائدة إلى سنة 1956.
وقبل ذلك، ومنذ سنوات، يدور جدل حول مجزرة طنطورة التي كُشف عنها ووثقتها أطروحة جامعية للباحث الإسرائيلي تيدي كاتس، قبل إنتاج فيلم للمخرج الإسرائيلي ألون شفارتز، الذي أعاد الأطروحة (والمجزرة) إلى الواجهة، بعد الحرب التي شُنت على كاتس للتنازل عن أطروحته.
ويحفظ الفلسطينيون والعرب أسماء عشرات المجازر التي ارتكبتها إسرائيل طوال أكثر من سبعين عاماً، وتنتظر التوثيق وتسليط الضوء والمحاكمة.