السبت 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021

تهديدات إسرائيلية وهمية

نضال وتد
السبت 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021

جاءت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مؤتمر هرتسليا، الثلاثاء الماضي، بأنه في حال التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران فلن يكون ملزمًا لإسرائيل، وأن إسرائيل قد تخوض في خلافات مع أكثر الدول الصديقة لها، مفاجئة للإدارة الأميركية الحالية، خصوصًا بعد أن كان بينيت والرئيس الأميركي جو بايدن قد اتفقا في لقائها في آب/ أغسطس الماضي، بعدم مفاجأة أحدهما الآخر. لكن تصريحات بينت، إذا وُضعت في سياقها الصحيح، فلن تتعدى كونها حربًا استباقية ليس ضد إيران أو حتى الولايات المتحدة، بقدر ما هي موجّهة بالأساس لخصمه اللدود، رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، لا سيما في ظل تراجع أسهم بينيت وحزبه “يمينا” لدرجة توقع استطلاعات إسرائيلية ألا يجتاز نسبة الحسم.

والواقع أن هذه التصريحات لا تختلف عمليًا عن تصريحات مشابهة اعتاد نتنياهو الإدلاء بها في سياقات مختلفة، إلا أنها تكشف أيضًا عمق أزمة رئيس الحكومة الحالي، بينيت، الذي تتقلص باستمرار شعبيته وشعبية حزبه، فيما يواصل نتنياهو حصد أكبر تأييد في الاستطلاعات الإسرائيلية.

ولعل ما يؤكد أن “الخلاف” المفتعل من قِبل بينيت، لدرجة خرقه تعهدات لإدارة بايدن، حظي بسببها بتأييد أميركي لكل موبقات حكومته في الشأن الفلسطيني، ليس حقيقيًا، هو أن تصريحاته هذه لم تلقَ دعمًا مباشرًا من أركان حكومته، فقد أصر وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، أثناء تواجده في المغرب، على تأكيد ضرورة التعاون مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالملف الإيراني.

وإذا كان هذا غير كافٍ، فقد أجمع ثلاثة من الصحافيين والمحللين المخضرمين في الصحافة الإسرائيلية: ناحوم برنياع في “يديعوت أحرونوت”، وعاموس هرئيل في “هآرتس”، وطال ليف رام في “معاريف”، على أن الخيار العسكري الإسرائيلي، وعلى الرغم من تهديدات بينيت، ليس جاهزًا بعد ويلزمه على الأقل عام من التدريبات، وفق طال ليف رام، ولن يكون واردًا فعليًا بسبب تفادي أزمة مع الولايات المتحدة، وفق برنيع وهرئيل.

وما يعزز كون الخيار العسكري الإسرائيلي، بالونًا منفوخًا، غير حقيقي، على الأقل حاليًا، هو أيضًا ما صرح به رئيس الموساد الأسبق، تمير باردو، في مؤتمر هرتسليا، بأن قدرات الجيش الإسرائيلي ممتازة ويمكنه توجيه ضربات في سورية، لكن إيران هي دولة “من أوبيرا” مغايرة، فهي دولة في الحلقة الثالثة، وإذا لم يكن استخدام الخيار العسكري مضمون النتائج لجهة إغلاق الملف النووي الإيراني، فيستحسن التفكير بالأمر مرتين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2184495

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2184495 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40