الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2021

ماذا بعد تشكيل حكومة طالبان!

محمد حسن الساعدي
الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2021

سعت الادارة الجديدة بقيادة جو بايدن الى التراجع قليلاً، بعد الانفجار المهول الذي سيصيب المنقطة وتحديداً ” افغانستان”،حيث عمد الى الانسحاب السريع من هذا البلد الذي دمرته الحروب الاهلية من جانب، والاحتلال الاجنبي من جانب آخر،فما ان دخلت طلائع طالبان حتى بدأت صفحة دموية جديدة في هذا البلد،حتى أنفتحت قريحة المحللين والمتابعين، فمنهم من راى أن ماحدث في أفغانستان لايعدو كونه أتفاق مسبق بين واشنطن وطالبان والبعض الآخر رأى أن الامريكان انفسهم رفعوا أيديهم عن حلفائهم في المنطقة،كونه قد تعاض مع المصالح الامريكية العليا،في حين ان هناك من رأى أن ماجرى تن الحكومة الامريكية لايمكنها الاعتماد او العويل على حكومة أشرف غني الضعيفة في بسط سلطتها على البلاد،وعاجزة عن توحيد الشعب الافغاني ولكن هناك من ذهب اعمق من ذلك بان الولايات المتحدة بانسحابها من كابل فانها تريد ان تمارس ضغطاً على إيران عبر التهديد المستمر لحدودها مع افغانستان والتي تمتد الى حوالي 572 ميلاً ، وذلك عبر نظام متشدد يبقى تهديداً مستمراً لها ويمنع مشاريعها التوسعية في المنطقة.
ربما كل هذه التحليلات تدخل في باب الحقيقة والمنطق الواقعي، ولكن الاهم من ذلك كله هو العدوان اللدودان لواشنطن(الصين-روسيا) ويأتي الانسحاب من أجل إيقاف أو عرقلة التوسع الاقتصادي الصيني السريع في المنطقة والذي تجسد من خلال إحياء طريق الحرير والذي يهدف الى التغلغل الاقتصادي الصيني في المنطقة،ما يمثل تهديداً للنفوذ الامريكي وتحدياً لاقتصادها، ما ينعكس بالسلب على التوازنات في المنطقة، كما ان تأثير حركة طالبان سيركز على وتر المذهبية والعرقية، حيث تعتبر روسيا منطقة آسيا الوسطى ساحتهم وميدانهم الحيوي،ولايسمح لاي تأثير او تهديد للاستقرار فيه .
خرج الامريكان من كابل وتركوا خلفهم الشعب الافغاني بلا مستقبل يُذكر، كما ان حركة طالبان هي الاخرى مهما كانت أساليبها فتبقى غير قادرة على التعاطي مع شعبها والذي ينظر إليهلا بعين الريبة والشك،لذلك سعى قادة الحركة الى طمانة الشعب الافغاني وإرسال وفود الى كافة المذاهب والقوميات في البلاد من أجل طمانتهم ان طالبان لن تتدخل في خصويات الشعب الافغاني، ولكن الحقيقة انهم بداوا بملاحقة مناوئيهم من القيادات السياسية القديمة التي وقفت ضدهم، كما انها بدات بملاحقة من تعاون مع الامريكان،الامر الذي يهدد الوضع الداخلي بالاشتعال .
العالم ينظر بعين الترقب على الاوضاع في أفغانستان ، وعلى الرغم من الزيارات التي قام بها الوفود من حركة طالبان الى دول الجوار للتهدئة والطمانة،الاانها ما زالت تنظر الى الوضع الداخلي بترقب ولنم تثق بطالبان او أي حكومة يمكن ان تنتجها حركة طالبان،لذلك سيبقى الوضع الداخلي الافغاني حديث الساعة وسيبقى باب التحليل مفتوح لاي مستجدات جديدة قد تحول او تغير الواقع على الارض .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2184542

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184542 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40