الأحد 25 نيسان (أبريل) 2021

تحليلات إسرائيلية: وقف التصعيد مع غزة مشروط بتهدئة القدس

كوخافي يلغي زيارته لواشنطن: إذا هدأت القدس ستهدأ غزة
الأحد 25 نيسان (أبريل) 2021

قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، إلغاء زيارته إلى الولايات المتحدة، التي كان من المقرر أن يتوجه إليها اليوم، الأحد، وذلك إثر “تقييمات الوضع الأمني ولمصلحة استمرار الاستعداد لتطورات محتملة”، حسب بيان للناطق العسكري. ويأتي ذلك على خلفية التصعيد الأمني بين إسرائيل وقطاع غزة في أعقاب التوتر في القدس والتحسب من اتساع التصعيد والمواجهات إلى الضفة الغربية.

والتقى كوخافي، اليوم، مع رؤساء السلطات المحلية في “غلاف غزة”، واستعرض أمامهم صورة الوضع الأمني مقابل غزة. ونقلت وسائل إعلام عن كوخافي قوله مصدر التصعيد، بإطلاق مقذوفات من قطاع غزة باتجاه “غلاف غزة” هو الأحداث في القدس، وأنه إذا هدأت الأجواء هناك فإنها ستهدأ في القطاع أيضا. وقال إن لا توجد مصلحة الآن في غزة لتصعيد الوضع، وأن “الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز لمواجهة أي سيناريو”.

وكان هدف زيارة كوخافي، ومسؤولين آخرين، محاولة للتأثير على موقف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن اتفاق نووي مع إيران.

وأضاف البيان أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة، مساء اليوم، كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تمير هايمن، ورئيس الشعبة الإستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش الإسرائيلي، طال كلمان، وسيلتقون مع مسؤولين في الجيش الأميركي.

إلى جانب هذين الضابطين، يتوجه إلى واشنطن، غدا، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، ورئيس الموساد، يوسي كوهين.

وأصدرت القيادة السياسية الإسرائيلية تعليمات إلى المسؤولين الأمنيين الذين يغادرون لعقد مباحثات في واشنطن، تقضي بالتشديد على معارضة إسرائيل للاتفاق النووي مع إيران، وعودة الإدارة الأميركية إلى الاتفاق الموقع مع طهران، عام 2015، على ضوء المباحثات الجارية في فيينا، لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة في العام 2018.

وجاءت التعليمات على لسان كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكينازي، في ختام جلسة عقدت يوم الخميس الماضي، بمشاركة كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وعللت القيادة السياسية الإسرائيلية موقفها بأن الحديث عن عودة أميركية إلى الاتفاق النووي ذاته، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، والذي تعتبر إسرائيل أنه يشكل خطرا على أمنها وعلى استقرار المنطقة.

ونقل المحلل السياسي في موقع “واللا”، باراك رافيد، عن مصدر سياسي قوله إن نتنياهو أكد خلال الجلسة على أن “إسرائيل ليست طرفا في الاتفاق النووي مع إيران وغير ملتزمة به”، وأن “إسرائيل ملتزمة بمصالحها الأمنية ولن تتصرف إلا بناء على ذلك”. وقال المصدر السياسي إن “نتنياهو شدد أيضا على أن إسرائيل ستحافظ على حرية التصرف ضد إيران”.

وتقرر خلال الجلسة أن يبلغ المسؤولون الإسرائيليون نظرائهم الأميركيين، بأنه إذا “عقدت، مستقبلا، مباحثات بين الولايات المتحدة والقوى العظمى مع إيران بشأن اتفاق نووي محسن، فإن إسرائيل ستعلن موقفها من الخصائص والمحتوى الذي يجب أن يكون عليه مثل هذا الاتفاق النووي الجديد”.

ويسود إجماع في إسرائيل على أن إطلاق المقذوفات من قطاع غزة باتجاه “غلاف غزة” سببه اعتداءات الشرطة الإسرائيلية وعناصر اليمين المتطرف على الفلسطينيين في القدس المحتلة في الأيام الماضية. وحذر محللون عسكريون من أن التوتر في القدس قد يؤدي إلى توتر في العالم العربي.

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي اليوم، الأحد، إن التوتر الأمني في الضفة الغربية والقدس وغزة سيستمر في الأسابيع القريبة المقبلة، وفق ما نقل عنها المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني، أمير بوحبوط. وأضافت المصادر أن هذا الوضع سيستمر بسبب حساسية شهر رمضان وفي أعقاب التحسب في إسرائيل من عمليات فردية ينفذها فلسطينيون.

وأشار بوحبوط إلى خلال مداولات أمنية عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، أمس، تعالت خلافات، وطالب قسم من المشاركين فيها إلى تشديد القصف في قطاع غزة، ضد حماس وفصائل المقاومة، في أعقاب إطلاق 37 مقذوفا خلال اليومين الماضيين.

وأضاف بوحبوط إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال المداولات، إلى القدس كمصدر أساسي للتصعيد، وليس قطاع غزة وقيادة حماس. وعلى إثر موقفه لم تتم التوصية بتشديد الضربات في القطاع، “وتقرر تركيز الانتباه على تهدئة القدس إلى جانب الاستعداد لتدهور الوضع”.

وسيستعرض رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، أهارون حليفا، أمام كوخافي اليوم، الخطط العسكرية في ظل سيناريوهات متوقعة، بينها احتمال تدهور الوضع إلى درجة حرب واسعة في قطاع غزة.

وفي المقابل، أكدت المصادر العسكرية أنه ستجري اليوم محادثات تهدئة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية، وسط تقديرات إسرائيلية بأن حماس ليست معنية بتصعيد أمني. إلا أن الجيش الإسرائيلي قرر في أعقاب المداولات الأمنية، أمس، تعزيز قوات الجيش حول القطاع، وأوعز كوخافي برفع حالة التأهب في سلاح الجو. وقرر كوخافي إرجاء زيارته إلى الولايات المتحدة، التي كانت مقررة اليوم.

وحسب المداولات الإسرائيلية لتقييم الوضع، فإن إطلاق المقذوفات نفذتها حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى وسط موافقة صامتة من جانب حماس.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، إلى أنه “ثمة شك إذا تمكنت حماس من البقاء غير مبالية في حال استمرار المواجهات في القدس. ولذلك، ينبغي أن يتركز الجهد الأساسي على القدس. ومن أجل ذلك، يتوقع نقل قوات كبيرة، وبضمنها سرايا حرس الحدود من الضفة إلى القدس، كما تم إصدار تعليمات لقوات الشرطة بالتعامل بشدة ضد مثيري أعمال الشغب، العرب واليهود على حد سواء”.

وأضاف ليمور أنه بحسب تقديرات تعالت خلال المداولات، “لا توجد ذريعة واحدة واضحة للأحداث في القدس، خلافا للأحداث التي اندلعت في أعقاب وضع البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي في العام 2017”.

ولفت ليمور إلى أن “استمرار العنفي قد لا ينعكس على غزة فقط، وإنما على الضفة الغربية أيضا وحتى على الجبهة الشمالية، وربما على العالم الإسلامي كله. فالقدس هي مسألة يسهل على أي مسلم التكتل حولها، وعلى إسرائيل أن تحاذر من اعتبار الأحداث كحرب دينية. وهذا هو السبب الذي يجعل حماس تحاول تغذية المواجهات في القدس، ولهذا السبب يتعين على إسرائيل تهدئتها، خاصة على خلفية الانتخابات في السلطة الفلسطينية، الشهر المقبل، والتي يتوقع ألا تصادق إسرائيل على مشاركة سكان القدس الشرقية فيها”.

من جانبه، وصف المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه كان خلال مداولات تقييم الوضع، أمس، “واقعيا، منضبطا، احتوائيا”. وأضاف أن “المداولات جرت على ثلاثة مراحل كالمعتاد: في البداية جرى تقييم الوضع في هيئة الأركان العامة، وبعد ذلك مداولات حول توصيات الجيش مع غانتس، ثم تلخيص النقاش مع رئيس الحكومة. ونتنياهو تبنى التوصيات بكاملها تقريبا”.

وأضاف برنياع أن أحداث الأيام المقبلة “قد تقلب كل شيء. لكن التوجه في الجانب الإسرائيلي حتى الأمس واضح: احتواء، احتواء، احتواء. فليس ثمة ما يمكن أن تجنيه إسرائيل من جولة عسكرية في غزة؛ وليس ثمة ما تجنيه من موجة إرهاب مصدرها في القدس والضفة. وصور الدبابات عند حدود القطاع من أجل الردع وليس إطلاق النار”.

واعتبر برنياع أن “المشكلة هي أنه توجد أسباب كثيرة لاندلاع موجة عنف جديدة، وطرق قليلة لمنعها. وأحد الأسباب هي الانتخابات في غزة والضفة”، وذلك في ظل تحسب إسرائيلي من فوز حماس فيها.

وأضاف أن سببا آخر يتعلق “بالضائق في غزة، وأولها الوباء. وسبب ثالث هو رمضان والكشاعر الدينية التي يثيرها. وسبب رابع هو تأثير الشبكات الاجتماعية على الشبان الفلسطينيين. وسبب خامس هو تدخل جهات يهودية متطرفة في تسخين الأجواء في القدس. وهذا يبدأ بالسيطرة على بيوت في أحياء عربية وطرد سكانها، ويصل ذروته بنزول ناشطي ليهافا الكهانيين إلى الشارع. والسبب السادس هو إخفاقات وأخطأ الشرطة الميدانية”.

وشدد برنياع على أن “ما فعله الكهانيون في القدس ينبغي أن يوضح لنا كم كان دعم نتنياهو لبن غفير ورملائه عشية الانتخابات منحل. فمن يذهب إلى النوم مع سموتريتش، يستيقظ في الصباح مع (زعيم منظمة ليهافا الكهانية بنتسي) غوبشتاين ورعاعه. وثمة خطوط حمراء يحظر تجاوزها”.

ولفت برنياع إلى هبة الفلسطينيين في أعقاب فتح إسرائيل نفق تحت المسجد الأقصى، خلال ولاية نتنياهو الأولى كرئيس حكومة عام 1997، واستشهد خلالها قرابة 100 فلسطيني وقُتل 17 جنديا إسرائيليا. واعتبر برنياع أن “نتنياهو تعلم الدرس: وهو لا يريد العودة إلى تلك التجربة”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2184495

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2184495 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40