الأحد 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

عائلة الأسير الأخرس تنضم إليه في الإضراب عن الطعام والجهاد الإسلامي تعلن “حالة النفير”

الأحد 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

يواصل الأسير ماهر الأخرس إضرابه المتواصل عن الطعام، الذي دخل شهره الرابع، رافضا عروض الاحتلال التي تعمل على التحايل عليه لكسر إضرابه، ويصر على الاستمرار في المعركة حتى تحقيق الانتصار، فيما انضمت أسرته ومن بينهم والدته المسنة للإضراب مساندة له.

ودخل إضراب الأسير الأخرس يومه الـ91 على التوالي، لم يتناول فيها الطعام، كما يرفض رغم تردي وضعه الصحي تناول المدعمات الغذائية، ويصر على الحصول على قرار بإطلاق سراحه الفوري، وهو يرقد على سرير العلاج في أحد المشافي الإسرائيلية، رافضا عروضا غير جدية للاحتلال تحاول التحايل على الإضراب.

ولا تزال حالة الأسير الأخرس خطيرة جدا، وتتصاعد في هذه الأوقات التحذيرات من توقف أعضاء جسده الحيوية، مثل الكبد والكلى، كما لا يزال يعاني من تشنجات وآلام في كافة أنحاء جسده خاصة في المفاصل، كما يعاني من عدم القدرة على الحركة، ويتكلم بصعوبة، فيما تأثرت أيضا لديه حاسة السمع.

وفي خطوة تضامنية مع الأخرس، وللفت أنظار العالم إليه، أعلنت عائلته إضرابها عن الطعام من أمام الغرفة التي يقبع فيها في مستشفى “كابلان” الاسرائيلي. وقالت زوجته إنها ووالدته السبعينية وأبناءه الثلاثة دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام إسنادا له، وأوضحت أنها تتواجد مع عائلته أمام الغرفة التي يقبع فيها زوجها، ولم يسمح لها بزيارته أو الاطلاع على وضعه الصحي.

كذلك أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حالة “النفير العام” في صفوف ناشطيها، بعد تدهور الحالة الصحية للأسير الأخرس، وفقا لما أعلنته قناة “القدس اليوم” المقربة من الحركة، فيما نُظمت عدة وقفات تضامنية مع الأسير الأخرس في مراكز المدن الفلسطينية، وأمام مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكانت سلطات الاحتلال اتخذت قرار بنقل الأسير الأخرس من المشفى الذي يتواجد فيه إلى عيادة “سجن الرملة”، وإلغاء قرار تجميد اعتقاله الإداري. وقال نادي الأسير الجمعة، إن هذه الخطوة تعد تأكيدا جديدا على محاولة الاحتلال الالتفاف على إضراب الأسير، وانتهاء المسرحية التي أدارتها المحكمة العليا للاحتلال طوال الفترة الماضية. وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأخرس، الذي يواجه وضعا صحيا غاية في الخطورة، واحتمالية تعرضه المفاجئ للموت.

من جهتها اعتبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها، أن هذا التصرف “يعكس العقلية الإجرامية والإرهابية للاحتلال الإسرائيلي، تجاه الأسير الأخرس رغم معاناته، ووضعه الصحي شديد الخطورة، حيث يعاني من نقص حاد في الوزن، وتشنجات في أرجاء جسده، وحالات إغماء متقطعة”.

يشار إلى أن الأسير الأخرس (49 عاما) من جنين، مضرب عن الطعام منذ تاريخ اعتقاله في الـ27 من يوليو 2020، رفضا لاعتقاله الإداري، حيث صدر بحقه أمر اعتقال إداري مدته أربعة شهور، ومن المفترض أن ينتهي في 26 نوفمبر، إلا أن هذا لا يعني أنه الأمر الأخير، فهو قابل للتجديد.

من جهته دعا المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، جميع الفلسطينيين إلى تطوير الأداء المساند والتحرك على كافة الصعد، وتفعيل التواصل مع المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية، وتوسيع الحراك التضامني والنضالي المساند بكل الوسائل الممكنة والمشروعة، وجعل إضراب الأسير ماهر الأخرس عبئا ثقيلا على الاحتلال وسجانيه، لافتا إلى أن الحراك النضالي والفعل المساند لإضراب المعتقل الأخرس، داخل وخارج السجون، وعلى كافة الصعد والمستويات، أمر مهم للغاية.

وقال: “هذا الحراك كفيل بتقصير فترة الإضراب وإجبار سلطات الاحتلال على تغيير مواقفها والتجاوب مع مطلبه المشروع والوصول إلى لحظة الانتصار المأمول، بما يضع حدا لمعاناة الأخرس وينقذ حياته”.

وبين أن معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها اليوم المعتقل الأخرس هي ليست هدفاً بحد ذاته، وإنما وسيلة لمواجهة السجان وإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي، مؤكدا أن الأخرس يمثل الجميع في معركته ضد المحتل، وينوب عن الكل في مواجهته للسجان. وقال إنه “يقدم نموذجا بإضرابه، ويفتح بأمعائه الخاوية ملف الاعتقال الإداري الذي عانينا منه طويلا”.

وأشار إلى أن الآلاف من الفلسطينيين أمضوا شهورا وسنوات طويلة في الاعتقال الإداري، دون تهمة أو محاكمة عادلة، ودون اطلاع المعتقل أو محاميه على أسباب الاعتقال ومبررات استمرار الاحتجاز، ولفت إلى أنه ما يزال يقبع في سجون الاحتلال نحو (350) أسيرا فلسطينيا رهن الاعتقال الإداري، في ظروف احتجاز صعبة.

وكان المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية مايكل لينك، قد دعا إسرائيل للإفراج فورا عن الأسير الأخرس. وقال لينك في بيان صدر عن الأمم المتحدة، إن إسرائيل اعتقلت الأخرس ولم تقدم أي أدلة مقنعة في جلسة استماع مفتوحة لتبرير ادعاءاتها بأنه يشكل خطرا أمنيا، مشيرا إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت ثلاث التماسات بالإفراج عنه، كان آخرها في منتصف أكتوبر الجاري، كما دعا المسؤول الأممي إسرائيل لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، الذي يمكن بموجبه اعتقال الأشخاص إلى أجل غير مسمّى دون محاكمة.

وبما يشير إلى معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، قالت عائلة الأسير الجريح عزمي سهل نفاع، من مدينة جنين، إن نجلها لا يستطيع مضغ الطعام إلا بعد خلطه بالخلاط، كونه فقد أسنانه العلوية، وينتظر إجراء عملية جراحية منذ خمس سنوات، وتقول عائلته إن إدارة سجون الاحتلال في معتقل “شطة” الذي نقل إليه مؤخرا، لا توفر له خلاطا كالذي كان في سجن “جلبوع”، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.

وقد أصيب هذا الأسير المعتقل منذ 5 أعوام، ومحكوم بالسجن 20 عاما، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في وجهه وأنحاء متفرقة من جسده، ما أدى إلى فقدانه أسنانه العلوية، واستئصال جزء من شفته العلوية، وأصبح لا يستطيع مضغ الطعام، وناشدت عائلته المؤسسات الحقوقية والإنسانية، بالضغط على الاحتلال لتوفير خلاط وخضار خاصة له، ليستطيع مضغ الطعام، والعمل على إجراء عملية جراحية مقررة له منذ اعتقاله.

وكان القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني، قال إن قوى المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام “تملك أوراقا قوية؛ لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على تلبية ما تطلبه من تحريرٍ للأسرى”، وقال حنيني في تصريح صحفي: “التاريخ علمنا أن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تجبر الاحتلال على أن يخضع لشروطها وأن يركع إلى ما تطلبه”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 496 / 2183430

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2183430 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40