الأحد 3 أيار (مايو) 2020

من وراء تفشي جائحة كورونا، الولايات المتحدة أو الصين؟

جلال جراغي
الأحد 3 أيار (مايو) 2020

الولايات المتحدة الأمريكية تمر بظروف لاتحسد عليها وتفشي فيروس كورونا صار يزيد الأمر ضغثاً على إبالة الأزمات التي يواجهها الرئيس “دونالد ترامب” كتكبد بلاده خسائر مالية شديدة نتيجة الخفض الشديد في أسعار النفط وإلحاق أضرار فادحة بالشركات الفاعلة في مجال النفط الصخري الأمريكي ما جعل كثيرا من الشركات الأمريكية على وشك الإفلاس وملايين شخص عاطلين عن العمل.
الرئيس الأمريكي الذي سولت له استطلاعات الرأي بشأن نجاحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بات الآن يعيش حالة من الارتباك السياسي ويتخبط خبط عشواء موجها تارة تهما للصين وتارة أخرى لإيران أو روسيا وكان آخر اتهامه أن فيروس كورونا تسرب من مختربات في مدينة ووهان الصينية.
لاشك أنه ينبغي أن تكون التهم المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة محط اهتمام للدارسين والاعلاميين للحصول على استنتاجات معقولة للحكم في هذا المضمار ما لفت إليه كاتب هذه السطور في مقال سابق تكرمت “رأي اليوم” بنشره بعنوان “تفشي فايروس كورونا بين الحقيقة والمؤامرة”.
النقطة اللافتة في هذا المجال هي أنه يبدوا أن الأمريكيين مختلفة آراؤهم في هذا الصدد، فإن أجهزة المخابرات الأمريكية ترى أن الفيروس ليس صناعة بشرية في حين أن الرئيس الأمريكي يرى ويعلن بأن الفايروس صناعة بشرية تسربت من مختبرات صينية.
يبدو أن ترامب يعرف مكمن السر الشيطاني وهو أن الفيروس صناعة بشرية لا ظاهرة طبيعية لأن أحد الأسباب العقلانية التي تروج التدخل البشرية في تطوير هذا الفيروس هو مصدر تفشي الفيروس والذي بقي مجهولا حتى الآن وطالما بقي الحال على ما هو عليه ولم يصبح أمر الفيروس معروفا، فإنه لايمكن الإدلاء بتصريح ورأي صواب حول المدلول والنتيجة، وهذا قد ينبئ بأن ترامب كان على علم بهذه الخطة الشريرة وربما كان له يد في تطويرها بهدف تحقيق أهداف سياسية خاصة فيما يتعلق بالصين كمنافسه الاقتصادي الكبير على المستوى العالمي بهدف القضاء على هذه القوة المتزايدة التي أصبحت تهدد بلاده على المستوى العالمي. ومن هذا المنطلق، قد يطرح هذه الفرضية أن واشنطن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تسعى وراء فرض الضغوط على الصين للدخول إلى مختبراتها السرية بهدف الاطلاع على قدراتها البيولوجية والنووية وربما تم تطوير هذا الفيروس لتحقيق هذا الغرض بعينه.
يبدو أن ترامب محق في أن الفيروس هو صناعة بشرية ومنتج مختبري، لكن هذا لايعني أن الصين تقف وراء تفشيه بل على العكس يمكن أن تكون الولايات المتحدة نفسها وراء انتشار هذه الجائحة الا أنه بهدف تضليل الرأي العام ومن خلال اتباعها سياسة الإسقاط تحاول التستر على خطتها الشيطانية وتتهم الصين، وقد يندرج هبوط أسعار النفط في جزء من هذا السناريو للإيحاء بأن الصين هو المتهم باعتبارها المستفيد الأول من تفشي الفايروس وهبوط أسعار النفط.
وفي الإطار نفسه يطرح رأى آخر وهو أنه من المحتمل أن يقف أصحاب المليارات والشركات العظمى حول العالم وراء تفشي الفيروس بهدف وضع خطة “النظام العالمي الحديث” للقضاء على الضعفاء وكبار السن والمرضى الذين باتوا (بزعم هذه الشركات) عبئا على الحكومات وشركات التأمين. وهنا نتحدث عن ميليارديرات ومنظمات وجهات تحاول إدارة العالم والسيطرة عليه، أولئك الذين لايعتقدون بشئ سوى المال والقوة وبهذا فقد تحولوا إلى أقذر وأشرس الناس في تاريخ كوكب الأرض. ووفقا لهذه الفرضية، لم يعد هناك شخص أو حكومة محددة وراء الحدث وإنما جهات تنظيمية تتكون من رأسماليين وكبار المصرفيين على المستوى العالمي ومسؤولين حكوميين مؤثرين كانوا موالين لمنظماتهم السرية لعدة أجيال منفذين خططا وبرامج شريرة. وخلافا للتصور الشائع، تضاعفت ثروة بعض كبار الرأسماليين حول العالم منذ بداية انتشار جائحة كورونا في العالم وفي المستقبل يصبح هم الأغنياء أكثر ثراء.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2184576

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2184576 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40