السبت 25 نيسان (أبريل) 2020

من تكساس الى هرمز مرورا بكورونا وبالعكس.. إخسر تكتيكياً.. وإخسر استراتيجياً.. ثم إخسر الكينونة والكيان!

ديانا فاخوري
السبت 25 نيسان (أبريل) 2020

أزمة أمريكية بنيوية اقتصادية اجتماعية سياسية من أعراضها 15 مليون شركة رهن الإفلاس، و30 مليون أمريكي أسرى البطالة حتى تاريخه .. دورة اقتصادية قاصرة بعرض غامر وطلب غائب وطاقات تخزينية سالبة!
امريكا العظمى والقطب الأوحد: “الويلات المحتدة الامريكية” من الفوز بحرب النجوم وسباق التسلح الى محاولة الفوز ب”طرنيب” الطاقة نفطاً وغازا فنفطاً صخرياً .. كانت حروب العراق وأفغانستان بغرض التحكم بحوض قزوين بعد استيعاب إيران وشطب موقع العراق وكسر سوريا لإمداد أوروبا من خط نبوكو الذي يربط كازاخستان بتركيا .. ولقد سقط هذاالرهان بتعزز حضور إيران وإمساكها بمضيق هرمز وتجارة النفط في العالم!
بعدها جاء رهان الهيمنة على سوريا كبديل عملي لإمداد أوروبا بنفط الخليج وغازه بعيداً عن مضيق هرمز واحتمالات إغلاقه .. وهنا تبدّت كرامات المقاومة ومحورها السوري الروسي الايراني لتطيح بهذا الرهان!
ثم انتقل الرهان الى غرب تكساس لإنتاج النفط عبر الصخور البركانية فتم استثمار تريليونات الدولارات في الأعوام الثلاثة الاخيرة عبر عشرات الآلاف من الشركات سعيا لإنتاج يومي لا يقل عن ١٠ ملايين برميل تشكل لأوروبا البديل المناسب عن نفط وغاز الخليج وروسيا، وتحاصر حضور دول محور المقاومة بقيادة روسيا! اما رياضيات النفط الصخري حسب الانتاج الحالي (٨.٧ مليون برميل يوميا) فتضع سعر السوق بحدود ٦٥ دولاراً للبرميل الواحد حيث تصل كلفة الانتاج الى ٤٧ دولاراً للبرميل .. وجاءت جائحة كوفيد التاسع عشر مع ارتداد السحر الصهيواعروبيكي السافر على الساحر الذي أراد إغراق الروس فغرق بدوره بدورة اقتصادية قاصرة بعرض غامر وطلب غائب وطاقات تخزينية سالبة .. هجم الركود وسحق سعر النفط وافلست الشركات، وستتواصل محاولات تجفيف العرض الزائد، بفضل وبشرط التعاون الروسي، لمدة لا تقل عن سنتين قبل ان يعود سعر البرميل الى ٦٠ دولاراً .. وهكذا ما فتئت أوراق الرهانات الاميركية للاستيلاء على أسواق الطاقة تتهاوى تكتياً واستراتيجياً سيما في ظل عروض الشراء الصينية (شراء النفط الخليجي) وعروض البيع الروسية (قي الاسواق الأوروبية) لاجال طويلة وبأسعار تقمع الانتاج الصخري!
فهل اجتازت الامبراطورية الاميركية العتبة وابتدأ الانهيار نحو خسارة الكينونة .. وهل نعود الى مقالي: “كما عبء التوراة على الإنجيل (العهد الجديد)، كذلك عبء اسرائيل على أمريكا والعالم”؟ كنت، في نهاية المقال المذكور، قد استعنت بدراسة تحليلية بعنوان “الاستعداد لشرق اوسط ما بعد اسرائيل” (قام بها المجتمع الاستخباراتي الامريكي الذي يتكون من 16 جهاز مخابرات وتصل ميزانيته السنوية الى 70 مليار دولار) حيث تم التوصل الى ان المصالح القومية الاميركية تتعارض في الاساس مع اسرائيل الصهيونية. ويستنتج المؤلفون ان اسرائيل حاليا هي اكبر خطر على المصالح القومية الامريكية بسبب طبيعتها وتصرفاتها التي تمنع اقامة علاقات امريكية طبيعية مع الدول العربية والاسلامية والى حد ما المجتمع الدولي الاوسع. وتضيف الدراسة انه لا يمكن التغاضي عن التدخل الاسرائيلي الكبير في الشؤون الداخلية الامريكية من خلال التجسس وتهريب الاسلحة الامريكية غيرالشرعي. وهذا يشمل دعم اكثر من 60 منظمة واجهة وحوالي 7500 مسؤول امريكي يقومون بتنفيذ اوامر اسرائيل ويسعون الى ترهيب وسائل الاعلام والاجهزة الحكومية الامريكية والسيطرة عليها.
يومها أشرت انه لم يعد لدى حكومة الولايات المتحدة الموارد المالية او الدعم الشعبي لاستمرار تمويل اسرائيل، ولم يعد ممكنا تقديم مايزيد على 3 ترليون دولار في شكل مساعدات مباشرة وغير مباشرة من دافعي الضرائب الامريكان لاسرائيل منذ 1967. وتلاحظ الدراسة تزايد الرفض الشعبي لاستمرار التدخل العسكري الاميركي في الشرق الأوسط حيث لم يعد الرأي العام الامريكي يدعم تمويل وتنفيذ حروب امريكية غير شرعية لصالح اسرائيل. وهذا الرأي يسود ايضا اوربا وآسيا والمجتمع الدولي لى درجة كبيرة .. وتلقي الدراسة الضوء على حاجة الولايات المتحدة لاصلاح العلاقات مع العرب والمسلمين البالغ عددهم 1.8 مليار نسمة يؤمنون بأن احتلال فلسطين وسكانها الاصليين غير شرعي ولا اخلاقي ولا يمكن ان يدوم .. وتخلص الدراسة الى الحاجة لتجنب عبء تحالفات تنفر الكثيرين في العالم وتحمل المواطن الامريكي نتائجها فلم يعد من الممكن انقاذ اسرائيل بسبب احتلالها الغاشم وتصرفاتها العدوانية اكثر من انقاذ نظام جنوب افريقيا العنصري الامر الذي يشكل عقبة امام الآمال الامريكية في علاقاتاتها الثنائية مع 194 دولة في الامم المتحدة.
لم تشكل اسرائيل يوما مصلحة أميركية استراتيجية، بل كانت دوما عبئا استراتيجيا .. ولعقود عديده خلت ، وعلى أية حال ، وخاصة بعد حرب الأيام الستة عام 1967م كان محور ومركز السياسة الأمريكية الخارجية وبوصلتها في منطقة الشرق الأوسط يتمثل ويتلخص بمصلحة اسرائيل على حساب المصالح الوطنية الاستراتيجية والمخاطرة بها عداك عن تعريض وكشف الأمن الأميركي القومي من أجل تقديم مصالح إسرائيل .. فماذا بعد هجمة الركود الحالي وغزوة كوفيد التاسع عشر سيما وان طائر الصدى مازال ينادي في صحراء العرب ان اسقوني يا قوم اسقوني !؟
وأختم بتغريدتي منتصف الشهر الحالي:
ثلاث ثغَرات في السّياج الحُدوديّ مع فِلسطين المحتلّة” من رجال الله في الميدان الى “النتن اهو”:
لا تحالف كوفيد التاسع عشر مع المحور الصهيواعروبيكي ومفرزاته وانعكاساتها في وعلى الداخل اللبناني اقتصاداً وسياسة .. ولا المهام النضالية في الخارج بقادرة على ازاحة البوصلة عن فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش!
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين!
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2184585

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2184585 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40