الجمعة 17 نيسان (أبريل) 2020

المجد للذكرى

الجمعة 17 نيسان (أبريل) 2020

وثيقة العهد والشرف

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد باتت القضية الوطنية الفلسطينية في موقع تتعرّض فيه لأخطر المنزلقات التاريخية على الإطلاق في هذه الساعات العصيبة من تاريخ شعبنا وكفاحه المجيد وتاريخ أمتنا العربية والاسلامية، وبدا أن العدوّ الامبريالي وربيبه العدو الصهيوني المغتصب لوطننا فلسطين والمقتلع لشعبنا من أرض آبائه وأجداده والمتنكّر لحقوق أجيالنا في وطننا المستباح له ولقطعان مستوطنيه، قد صمما على إنهاء قضيتنا العادلة والشرعية بالنكران والعدوان ومنطق القوة الغاشمة، وهو ما يجعلنا نقف وقفة تاريخية مع أنفسنا ومع حق أخوتنا وأبنائنا الشهداء والأسرى والمظلومين ومع حقوق أجيال شعبنا التي ستحاسب على هذا الموقف الفصل على مرّ التاريخ مستقبلا، وقد ساءنا ما نرى من فرقة وشتات وضياع جهد وقوة كان يجب أن تكون جميعا في وجه هذا العدو لا أن تتحوّل إلى إغناء تناقضات ثانوية على حساب التناقض الرئيس مع عدونا وعدو الأمة جمعاء، وقد رأينا أن نضع هذا الميثاق وأن ندعوه ميثاق العهد والشرف حتى نسترشد به في طريقنا الذي اخترناه واخترنا أن نتحمل نواتجه كافة في سبيل الله وسبيل وطننا وأمتنا ، وعليه فقد اتفقنا على ما يلي وعليه جرى التوقيع:
أولا: إن الرواية التاريخية الوحيدة التي تلزمنا ونقرّ بها ونؤمن بها هي رواية شعبنا الفلسطيني المظلوم والذي تعرّض منذ بداية القرن التاسع عشر لكل أنواع المؤامرات التي وقفت خلفها القوى الاستعمارية بمختلف عناوينها لتقتلعه من وطنه العربي فلسطين وتحرمه منها وتقدّم وطن الآباء والأجداد لصنيعة الاستعمار التي جرى غرسها في صدر وطننا العربي الكبير وبين ظهراني أمتنا العربية، ولا حق لعربي ولا لعجمي أن يعتقد أو يدعو أو يتساوق بأي صيغة كانت مع أي رواية أخرى مهما كان نوعها ومهما كانت غاياتها، ونعتبر من يخرج على هذا عدواً بيّنا لفلسطين ولشعبها ولحقوقها ولشهدائها ولمستقبلها.
ثانيا: إن ما يجمع ويفرّق هو الذي اتفقت عليه قوى شعبنا الحية والمجاهدة يوم صاغته صياغة بيّنة لا شائبة عليها في ميثاقها الوطني الفلسطيني مبادئ ومنطلقات وأساليب وأهداف ومفاهيم ثورية صافية وما قبلته ميثاقا قوميا فلسطينيا جامعا جرى عليه التوافق ونهوض مؤسسات شعبنا المعبّرة عن أمانيه وتطلعاته وحقوقه وأهدافه والتي جرى تمظهرها لاحقا استنادا إلى هذا الميثاق في هيئة الوطن المعنوي لشعبنا وإطار العمل الجبهوي الذي ارتضاه شعبنا له عبر منظمة التحرير الفلسطينية، وإننا في هذا الموثق لا نعترف بأي من التعديلات ولا التغييرات التي تمت على هذا الميثاق وهذه الأسس لا في الزمان ولا في المكان ونرفض في هذا الشأن رفضا باتا ما يندرج تحت هذه المحاولات أيا كان من تصدر عنه حتى ولو كان ذلك عبر أي من مؤسسات هذه المنظمة لاحقا، ونعتبر هذه الأسس ضمانا مؤكدا لبقاء فلسطيننا وحراسة روايتنا التاريخية .
ثالثا:إن تفكيك الكيان الصهيوني عن فلسطين كل فلسطين كما ورد وثبت في هذه المواثيق والأهداف تفكيكا كاملا شاملا بكل الصور والمستويات وإزالته من الوجود هو الهدف الاول والأخير لمناضلي شعبنا وكفاح قواه الحية، كان هكذا عبر الأجيال وسيبقى هكذا حتى تحقيق هذا الهدف المركزي في قضيتنا الوطنية والقومية، وإن نضالنا وحياتنا وجهادنا ومعتقدنا ومسلكنا مصروف على التمسك بهذا الهدف الجوهر وهذا الطريق النهائي الذي لا عودة عنه ولا تراجع فيه مهما بلغت التضحيات، وإن كل الوسائل وفي مقدمتها الجهاد المقدس والكفاح المسلح والعنف الثوري هي أول الوسائل المركزية التي نتعهد بإدامتها والحرص عليها وتطويرها حتى تحقيق هذا الهدف الغالي .
رابعا:إن هذه الثورة العظيمة والتي انطلقت في الفاتح من كانون الثاني عام 1965 هي استمرار طبيعي ونسخة متجددة من كفاح شعبنا العظيم ونضاله المستمر منذ دهمت الجريمة النكراء والمؤامرة السوداء وطننا وشعبنا في صورها المختلفة والتي توجّها الاستعمار الأجنبي بالتأسيس للنكبة عام 1948 وتمليك العدو الصهيوني القوة العسكرية التي تحصّن خلفها ليقيم على الارض مظاهر كيانه على حساب الارض الفلسطينية والشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية والعربية ، وإن الانحرافات التي طرأت أو قد تطرأ على هذه المسيرة بعيدا عن الهدف المركزي أو تضييعا له أو استبدالا له بأهداف مرحلية متواضعة تعصف بالحقوق الرئيسية وتحل مكانها وخاصة بحق العودة وتجسيده والحق بالمقدسات واستنقاذها من التدنيس لا يمثلها ولا يمثل إرثها العظيم، وهي مدانة منا ومرفوضة جملة وتفصيلا وإن السلطة الفلسطينية المقاتلة التي جرى عليها برنامج الحد الأدنى فلسطينيا تنفي نفيا قاطعا الاعتراف بالعدو أو التنازل عن أي من حقوق شعبنا وعليه فإن جملة ما انبنى خارج هذا الحد القاطع يعتبر لاغيا ولا وجود له لدينا وخاصة ما يعرف باتفاق اوسلو وما تفرّع عنه من حالات ومفاعيل وآثار.
خامسا:إن الشعارات الخالدة التي أطلقتها الثورة الفلسطينية المظفرة حول مواجهة العدو والاشتباك دائما معه وأن التنافس في هذا المجال هو التنافس الوحيد المرغوب وأن اللقاء مع كل القوى مهما كانت طبيعتها الفكرية إنما هو على أرض المعركة مع هذا العدو وضده ، وأن السلطة الحقيقية هي سلطة البندقية المقاتلة في خدمة جماهير شعبنا ولحمايتها ، وأن لا تناقض ثانويا من أي نوع مسموح له أن ينمو فضلا عن أن يستمر على حساب التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني، أو ممكن أن يكون انشغال مهما بدا صغيرا أو مؤقتا في أي من الملفات والساحات العربية أو الدولية التي تعتبر شأنا داخليا لهذه الجهات ، وكذلك أن التمثيل والشرعية هي للبندقية المقاتلة المستندة إلى جملة مرتكزات مبادئها وأهدافها ومنطلقاتها الثورية فقط ولا شيء خارج هذا الاطار أو خارج هذه الممارسة ، وأن الاعتراف بالعدو وبروايته بأي صورة كانت من الصور هو خيانة وطنية وكذلك التآمر على حق العودة والتفريط بالمقدسات ، هذه الشعارات هي منارة مسلكية البندقية الوطنية لنا وعلى هديها نسير، ولذا فإن كل حالات الانقسامات أو الفرقة هي مدانة من قبلنا بالمطلق لأنها تأتي خارج المنطق النضالي والوطني وعلى حسابهما ونسعى بكل السبل لتطويقها ومعالجتها.
هذا والله ولي التوفيق ،،،،



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2184522

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع الإعلام المركزي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2184522 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40