الإنقاذ الوطني الآن أو الكارثة

الاعلام المركزي

تصريح صحفي: الإنقاذ الوطني الآن أو الكارثة

يا جماهير شعبنا العظيم
أيها الأبطال المناضلون

عمل رئيس السلطات منتهية الولاية محمود عباس بشكل واضح منذ تاريخ إعلان ترامب ونتنياهو لما يسمى صفقة القرن وهي الخطة الأمريكية المعلنة لتصفية ما تبقى من القضية الوطنية الفلسطينية والتي ساقها عباس نفسه إلى هذا المصير عبر اتفاقياته التي هندسها ووقعها مع العدو باعترافه العلني وفي مقدمتها اتفاق أوسلو واتفاق عباس- بيلين، عمل منذ تلك اللحظة على إخراج مسلسل احتيالي متعدد الحلقات أدّى وجوقة التصفية المرتبطة به أدوارا في خداع الشعب الفلسطيني والاسهام في تمرير الصفقة فعلياً وإجهاض مفاعيل هذا الإعلان التدميري وعدم انطلاق ردود حقيقية تليق بتاريخ هذا الشعب وتضحياته وآماله الوطنية.

لقد أوحى في خطابه الذي أذيع بأنه ذاهب لاستعادة اللحمة الوطنية والوقوف ضد هذا الاتفاق مستخدما تعبير تغييير “وظيفة السلطة الفلسطينية” والذي فهم منه الاستجابة لمقررات المجالس الوطنية والمركزية والمؤسساتية ونداءات القوى والفصائل بوقف جريمة “التنسيق الأمني” الذي وصفه دوما بالمقدّس، ثم أذاع نبأ اتصالاته بقادة حماس والذهاب لغزة والوصول إلى طريقة وطنية مشتركة لمجابهة هذه الجريمة التي تعني أول ما تعنيه فشل نهج عباس التدميري وسلطته ومنظمة التحرير التي استولى على قرارها وعطّلها وساقها لتكون شاهدا ملكا على جرائمه التاريخية التدميرية.

ثم أنتج الحلقة الثانية من خلال خطاباته التي ألقاها في اجتماع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكلّها تدور في فضاء إيحائي واحد، وتترك جماهير الشعب الفلسطيني منتظرة لخطى هذه السلطة والمنظمة في أخذ دورها الوطني في تصحيح مسارها والوصول إلى برنامج وطني مشترك للوقوف بوجه هذه الجريمة، ثم أعلن أنه ذاهب لمجلس الأمن كي يضع رد الشعب الفلسطيني أمام الشرعية الدولية ، وبدا منذ الساعات التي لم تستمع فيها سلطته لنداءات بعض القوى والقانونيين الفلسطينيين الذين أشاروا عليها بضرورة تقديم طلب استثناء الولايات المتحدة باعتبارها المشتكى عليها من جلسة مجلس الأمن أن عباس ليس جادا فيما قاله وأوحى به، ومع وصول أنباء اجتماعات مخابراته مع مديرة سي آي أيه الامريكية، واعلانه ارسال وفد إلى غزة وليس وصوله لها، وتنفيس جملة الناطقين باسم سلطته عن خطورة وقف التنسيق الأمني الذي يعني “ذهاب السلطة”، وصولا إلى تعديل مشروع القرار ووصوله إلى صيغة ممسوخة ثم بعد ذلك سحبه، وصلنا إلى الحلقة النهائية.

كانت الحلقة النهائية التي بثّها عباس في مجلس الأمن عبر خطاب مخز ومذل للشعب الفلسطيني والتي أتبعها بمؤتمر صحفي مع مجرم حرب 2008 على شعبنا أيهود أولمرت، إضافة لما جاء في خطابه الكارثي من إسقاط للرواية الفلسطينية وإجهاز على ملف ما يسمى المصالحة الفلسطينة وإدانة المقاومة ووصفها بالإرهاب والتعهد العلني المفتوح بحربها وتجريمها والتهد باغتيال الانتفاضة وأي رد حقيقي على إجرام العدو اليومي وضمنها إجراءات تثبيت هذه الصفقة، وغير ذلك من الدلائل المثبتة للمدى الخوائي الذي بلغته هذه السلطة وهذه القيادة التي لم تعد مقامرة أو مغامرة، بل أصبحت متآمرة واضحة وضوح الشمس، مما يستدعي اليوم الرد الحقيقي من الشعب الفلسطيني ومن قواه الحية، بعزل هذه القيادة وتشكيل قيادة إنقاذ وطنية فورية موحدة تعمل على برنامج وطني شامل لمواجهة هذه السياسة الكارثية ونتائجها المدمرة والتي ستفتح الباب للعدو لتطبيق مقتضيات اعلان الصفقة وخاصة جهة ضرب غزة واستهداف سلاحها والقضاء على أمل الشعب الفلسطيني بمقاومته فيها وما أعده خلال العشرية الماضية وبما تحمله من تضحيات جسام في سبيل ذلك.

إن التيار يدعو للقاء عاجل لكل العمل الوطني الفلسطيني المقاوم لصياغة برنامج عمل فلسطيني حقيقي وإنقاذي من الكارثة القائمة، ولتعزيز الانتفاضة الفلسطينية وحماية المقاومة وافتتاح اشتباك واسع وشامل مع هذا العدو قبل فوات الأوان، وتتحمل كل القوى والشخصيات والهيئات مسؤوليتها الوطنية التامة أمام الله والشعب عن كل تقصير أو تأخير في انتاج هذا المخرج الوطني.

عاشت فلسطين العربية حرة من نهرها لبحرها
وطننا الخالد فلسطين وقدسنا وأقصانا وكنائسنا حرة أبية
المجد للفدائي والخزي والعار للخونة والمنبطحين

وإننا حتما لمنتصرون،،،،

تيار المقاومة والتحرير

المفوضية الاعلامية والسياسية

فلسطين

القدس المحتلة

18/ جمادى الاخرة/1441هـ

12/ شباط/ 2020 م