السبت 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

صحف العدو : خطة اقتصادية إقليمية بين حماس وتل أبيب لإقامة مشاريع على حدود غزة

السبت 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

- يديعوت :خطة اقتصادية إقليمية بين حماس وتل أبيب لإقامة مشاريع على حدود غزة

تجري محادثات التسوية بين إسرائيل وحماس هذه الأيام بوتيرة سريعة وبنبرة متفائلة نسبياً، من تحت السطح، في قنوات شبه سرية، بينما في إسرائيل لا يتطرقون إلى ذلك بشكل رسمي.

وبالتوازي تتبلور مبادرة أخرى هدفها وقف النار وإقامة علاقات حقيقية بينهما، بين بلدات غلاف غزة وقطاع غزة. كيف سيحصل هذا؟ من خلال الخطة الكبرى للتنمية الاقتصادية – الإقليمية بين سلطات الغلاف وسلطات القطاع. والآن، لأول مرة، تنكشف الخطة الكاملة في “يديعوت أحرونوت”.

في الأشهر الأخيرة تبلورت الخطة، التي تتضمن العمل على عدد من المشاريع على طول حدود القطاع. والفكرة هي: تقام المشاريع في أراضي إسرائيل، ولكن العاملين فيها يكونون فلسطينيين. هكذا، بالتوازي، يفترض أن يتحسن مستوى معيشة سكان غزة، فيما تحظى السلطات في غلاف غزة بمصادر دخل جديدة.

على جدول الأعمال خمسة مشاريع كبرى: ثلاث مناطق صناعية، اثنتان بمساحة 2000 دونم لكل منهما، والثالثة بمساحة 1.500 دونم تقام على طول الحدود في الجانب الإسرائيلي. أما المشاريع التي تكون فيها فتوفر، حسب الخطة، عملاً لآلاف الغزيين.

لا يوجد في غزة اليوم كهرباء في معظم ساعات اليوم. وهذان المشروعان سيحسنان الوضع.

الجانب الفلسطيني وإن لم يشارك في بلورة الخطة، فإسرائيل تقدر بأن الغزيين في القطاع سيسعدهم ذلك. فهناك آلاف العاملين الغزيين يدخلون إسرائيل مع تصاريح عمل خاصة، وبالتالي لن يقول أحد “لا” لمزيد من أماكن العمل.

في الأسابيع الأخيرة، عرضت الخطة على كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي الذين أيدوها. وقالوا إن مشاريع تحسين حياة السكان في غزة سبيل واعد، لأن الارتفاع في مستوى المعيشة سيقلص دافع الإرهاب.

وهذا، بالمناسبة، هو موقف الجيش الذي يعرض هذه الأيام في إطار محادثات التسوية بين إسرائيل وحماس والتي تجرى “في القناة الرئيسة”.

قبل أسبوعين عرضت الخطة على السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وطلب منه رفعها إلى الرئيس ترامب. وبالتوازي، عرضت أيضاً على بنوك وشركات أوروبية كبرى أعربت عن اهتمامها بالمشاركة في المشاريع.

المشروع بقيادة رئيس المجلس الإقليمي “اشكول”، غادي يركوني، الذي أصيب بجروح خطيرة في حملة “الجرف الصامد” وفقد ساقيه. رئيس المجلس الإقليمي “شاعر هنيغف”، اوفير ليبشتاين، أعرب عن تأييده وكذا أيضاً رؤساء سلطات أخرى. وقال مصدر مشارك في الخطة إنه “يجب الفصل بين الإرهاب واحتياجات السكان والاقتصاد. سنخلق عملاً واقتصاداً على طول الحدود على أمل دفع الغزيين للتفكير مرتين قبل أن يختاروا طريق العنف. وفي إطار كل هذا، يمكننا أن ننتج مصادر رزق لدولة إسرائيل”.

عرض هذا النهج أيضاً بشكل علني. ومؤخراً، قال رئيس بلدية سديروت، الون دافيدي، في مقابلة صحافية، إن “كل خطة نحو التنمية الإقليمية وخلق تعاون بين إسرائيل وغزة.. مباركة. لا يمنع أن تحدث حياة اقتصادية بين محوري الحدود، طالما فهم الطرف الآخر بأن هناك حاجة لوضع السلاح ولجم أعمال الإرهاب مقابل ذلك”.

بقلم: متان تسوري

يديعوت 20/11/2019

- بن سلمان.. بين حال “الجبنة السويسرية” والبحث عن إنجاز سياسي

حدث تاريخي صغير سجل هذا الأسبوع عندما هبط منتخب كرة القدم السعودي في الدوحة، عاصمة قطر، للمشاركة في بطولة كأس دول الخليج. قبل فترة قصيرة من ذلك أعلن السفير السعودي في الكويت، سلطان بن سعد آل سعود، أن “الرياضة يمكنها إصلاح ما أفسدته السياسة”. هكذا، ليست المباراة هي الحدث المهم في هذه البطولة، بل مشاركة السعودية التي فرضت منذ حزيران 2017 مقاطعة وحصاراً كاملاً على قطر. عندها انضمت لهذه المقاطعة مصر ودولة الإمارات والبحرين، التي أغلقت سماءها أمام الطيران من قطر وإليها. السعودية أغلقت الحدود البرية مع قطر، والعداء الدبلوماسي تفاقم. طائرة منتخب السعودية التي هبطت هذا الأسبوع في قطر هي الطائرة الأولى التي كسرت الحصار.

على رأس مطالب الرياض من الدوحة قبل سنتين كان طلب قطع علاقتها مع إيران ووقف تدخلها في شؤون دول أخرى، والمقصود في الأساس نشاط قناة “الجزيرة” المثير للغضب، والانتقاد الذي توجهه لدول الخليج ومصر. رفضت قطر هذه الطلبات ونجحت في التغلب على الحصار الاقتصادي بمساعدة تركيا وإيران، وأقامت عدة مصانع لإنتاج المنتوجات التي كانت حتى ذلك الحين تستورد من الخارج. صحيح أن قطر دفعت ثمناً أكبر مقابل النقل بالجو بسبب مقاطعة السعودية، لكن مع الأموال التي راكمتها خلال سنوات كثيرة، فإن هذا القيد لم يؤثر تقريباً على مستوى حياة المواطنين الذين يتمتعون بالدخل الأعلى للفرد في العالم. ما أثار غضب السعودية إزاء التوتر بينها وبين قطر، والتعاون الوثيق لها مع إيران، هو مواصلة الولايات المتحدة بإقامة علاقة ممتازة مع هذه الدولة الصغيرة التي توجد فيها القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في الخليج.

جهود ترامب في السنتين الأخيرتين لعقد مصالحة بين السعودية وقطر لم تنجح، لكن يبدو أن قراره الاستراتيجي لبدء الانسحاب من الشرق الأوسط هو الذي حرك قرار السعودية بالدفع قدماً بالمصالحة مع قطر. مباراة كرة القدم لا تشكل استئنافاً للعلاقة مع قطر، ولكن الإشارة واضحة.. ترامب رفض الرد على اعتراض إيران للطائرة الأمريكية بدون طيار وأبلغ السعودية بأن الهجوم على منشآتها النفطية هو شأن سعودي، وأنه سيكون مسروراً حقاً في مساعدتها، لكن سيكون على المملكة الدفع مقابل هذه المساعدة. وفي الوقت نفسه، فإن سيرك صفقة القرن الذي كانت ستلعب فيه السعودية دوراً رئيسياً، طوى خيمته. والقوات الأمريكية في سوريا تنوي مغادرة الدولة وإبقاءها في أيدي روسيا وإيران. أمام نشاطات واشنطن هذه، كان على السعودية أن تعيد فحص استراتيجيتها.

إضافة إلى ذلك، تلوح في الأفق غيمة ثقيلة تهدد المستقبل القانوني والسياسي لترامب. إذا تم عزله أو لم يحصل على ولاية أخرى في الانتخابات المقبلة، ودخل البيت الأبيض رئيس ديمقراطي، فإن السعودية يمكن أن تجد نفسها أمام حاجز معاد مزدوج، في الكونغرس وفي الإدارة، من أجل استباق هذه “الكارثة” يجب على ولي العهد، محمد بن سلمان، العمل بسرعة ونجاعة من أجل استقرار مكانة المملكة في الشرق الأوسط وتحسين صورتها في واشنطن، التي لم تغفر له بعد حادثة قتل الصحافي جمال الخاشقجي وتطلب منه إنهاء الحرب في اليمن. في تموز الماضي، نجح الكونغرس في منع السلاح عن السعودية بسبب هذه الحرب. مرت الصفقة بفضل الفيتو الذي فرضه ترامب. كيف سيكون الوضع إذا أُقصي ترامب؟ لا تملك السعودية إجابة، لكنها ستتجنب المفاجأة.

جبنة سويسرية

ساحة الخليج التي سيطرت عليها السعودية بتفوق بدأت تظهر مثل الجبنة السويسرية؛ فقطر ليست الوحيدة التي تتحول دولة معادية للسعودية، فهناك عُمان والكويت أيضاً اللتان لم تنضما على الإطلاق إلى حصار قطر، في حين أن دولة الإمارات، الحليفة والشريكة الاستراتيجية، قررت ترك جبهة اليمن واستئناف علاقتها مع إيران. الحلف الدفاعي والاتفاقات الاقتصادية التي وقعت مؤخراً بين أبو ظبي وطهران لم تحدث في الحقيقة مواجهة بين السعودية وجارتها، على الأقل ليس بشكل علني، لكنها أضيفت إلى إخفاقات محمد بن سلمان السياسية. جبهة اليمن يمكن أن تكون الهدف المقبل لمبادرة سياسية سعودية، التي سيمكّن نجاحها محمد بن سلمان من أن يعرض على الأقل إنجازاً سياسياً واحداً. في 5 تشرين الثاني وقع في الرياض على اتفاق بين حكومة اليمن المعترف بها برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، و”الحكومة الانتقالية الجنوبية”، الجسم السياسي العسكري الذي سيطر على مدينة عدن بمساعدة دولة الإمارات قبل انسحابها من الساحة، الذي يطلب تشكيل دولة مستقلة في جنوب اليمن. حسب الاتفاق الذي وقع عليه خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي، يتوقع قيام حكومة جديدة في اليمن خلال شهر تتشكل من 24 وزيراً ومقسمة بالتساوي بين ممثلي الحكومة المعترف بها وبين “الحكومة الانتقالية” الانفصالية.

ونص الاتفاق أيضاً على أن القوات العسكرية للطرفين ستوحد في جيش واحد، وأن السعودية ستمنح الحكومة الجديدة مساعدات مالية لتمويل نشاطاتها، تحديداً مجال الخدمات العامة، وسيتم إجراء انتخابات بعد ذلك. الاتفاق لا يضمن النجاح بعد، وسواء حكومة اليمن أو الحكومة الانتقالية هما غير متسرعتين لحل جيشيهما وتشكيل جيش مشترك. والاتفاق أيضاً لا يلغي مطالبة الحكومة الانتقالية بتشكيل دولة جنوبية مستقلة، ولكنه قد يؤجل تنفيذ الطلب الذي سيطرح مرة أخرى في وقت لاحق.

نقل السيطرة الكاملة على الجزء الجنوبي في اليمن إلى حماية السعودية هو نتيجة انسحاب دولة الإمارات من اليمن، والذي تضمن أيضاً الانفصال العسكري عن المليشيات لـ “الحكومة الانتقالية” التي مولتها ودربتها. المسؤولية المباشرة الآن تقع على خالد بن سلمان شقيق ولي العهد، الذي أخذ الإذن للبدء في التفاوض مع المتمردين الحوثيين. هنا يكمن التطور الأهم الذي يمكن أن يثمر نهاية للحرب التي استمرت خمس سنوات تقريباً، والتي قتل فيها نحو 100 ألف شخص ومئات آلاف أصبحوا بلا مأوى، وملايين الأشخاص يحتاجون إلى الغذاء والدواء. ومثلما هو الأمر في تحسس المصالحة بين السعودية وقطر، ففي اليمن تقوم سلطنة عُمان وحاكمها السلطان قابوس كوسطاء ناجعين سبق ونجحوا في عقد محادثات مباشرة بين قيادة السعودية وقيادة الحوثيين. بهذا أيضاً أضافت واشنطن إسهامها عندما بدأت بإجراء محادثات مباشرة مع الحوثيين رغم أنهم يقعون تحت رعاية إيران. وحسب قناة “الجزيرة”، فإن العلاقة المباشرة بين خالد بن سلمان ورئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، بدأت في أيلول الماضي، بعد فترة قصيرة على ضرب منشآت النفط السعودية في منتصف الشهر نفسه. اقترح بن سلمان على المشاط تشكيل لجنتين، سياسية وعسكرية، تناقشان مباشرة وقف طويل لإطلاق النار وخطة لحل سياسي.

اختبار اليمن

وافق الحوثيون على الاقتراح وأرسلوا في سفينة للأمم المتحدة مساعد خارجيتهم، حسين العزي، إلى عُمان، ومن هناك في رحلة جوية إلى عاصمة الأردن عمان، التي التقى فيها الوفد السعودي. بعد ذلك، عقد لقاء في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام 2014 ووضعت على الطاولة اقتراحات مفصلة أكثر، منها وقف إطلاق النار لمدة سنة على الأقل، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة، وفتح محدود للمطار في صنعاء لأغراض نقل المصابين والمرضى والوفود الدبلوماسية.

لقاء استكمالي عقد في الرياض، حيث بحثت فيه تفاصيل وقف إطلاق النار، وقدم طلب سعودي لتقليص العلاقة بين الحوثيين وإيران. لا تزال المباحثات حتى الآن بعيدة عن إنجاز اتفاق، بسبب أن الحوثيين يطلبون أن يكون وقف إطلاق النار محدداً زمنياً، في حين أن السعودية تطلب وقفاً مفتوحاً لإطلاق النار. وبالنسبة للعلاقة مع إيران، فإن الحوثيين لا يسارعون إلى الموافقة على طلب السعودية، سواء بسبب الأموال والمساعدات التي يحصلون عليها من إيران أو بسبب أنهم لا يثقون بأن السعودية يمكنها أن تضمن لهم مشاركة كاملة في الحكم وميزانيات كبيرة، وهذه بنود تسببت في تمردهم ضد الحكومة في اليمن.

السؤال الذي يشغل الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل هو: هل يقلص الاتفاق مع الحوثيين أو يؤدي إلى قطع العلاقة مع إيران، وما هو مستوى قدرة إيران على إفشال اتفاق مستقبلي يحول اليمن إلى دولة تحت رعاية السعودية؟ اعترفت إيران بالنظام الحوثي كنظام مستقبل ووافقت على منح مكانة رسمية لسفير الحوثيين في طهران. إن بادرة حسن نية دبلوماسية كهذه غير منقوشة في الصخر. ومثلما تعلم إيران أيضاً، فإن العلاقات الدبلوماسية أثبتت نفسها كأرضية هشة جداً لبناء علاقات ثقة طويلة المدى. كما أن العلاقة بين إيران والحوثيين لم تكن معتمدة على إقامة هذه العلاقات الدبلوماسية. خلافاً للعلاقة الاستراتيجية الوثيقة بين إيران وسوريا وحزب الله، أو الاعتماد المتبادل بين إيران والعراق، فإن لليمن مكانة أخرى. الفائدة الأساسية التي يمكن لإيران تحقيقها منها هي وصول عسكري إلى البحر الأحمر، واستخدامه كنقطة انطلاق لتهديد الخط التجاري في مضيق باب المندب.

في السنوات الأربع الأخيرة منذ تدخلت الرياض في حرب اليمن، فقد أفاد الحوثيون طهران، بالأساس كقوة منعت بنجاح سيطرة السعودية على جميع أجزاء الدولة، واستعراض قوة النفوذ الإيراني في دولة عربية أخرى. الفائدة التي جناها الحوثيون من إيران أكبر بكثير، حيث مكنتهم من السيطرة على أجزاء كبيرة في اليمن، وخلق سور دفاعي أمام قوات الحكومة اليمنية، وصد السعودية، وتمويل نشاطاتهم الجارية. ولكن الحوثيين يطمحون إلى أكثر من ذلك، فهم يطمحون بشراكة كاملة في الحكم ونصيب مناسب من مداخيل النفط الموجود في معظمه في جنوب اليمن. يمكن التقدير أنه إذا وقع اتفاق سلام ورافقته حزمة تمويل سعودية سخية، فإن مكانة إيران ستتقلص وستتحول من شريكة استراتيجية للحوثيين إلى مجرد صديقة.

بالنسبة للسعودية، قرار فتح القناة الدبلوماسية التي قلصت النشاط العسكري على الأرض هو اعتراف متأخر لكنه صحيح بحدود قوتها. تحول اليمن الآن إلى اختبار سياسي مهم لبن سلمان، الذي يأمل من خلاله في تمهيد طريق عودته إلى واشنطن.

بقلم: تسفي برئيل

هآرتس 29/11/2019

- الشاب “بدوي” حاول إطفاء الحريق بـ “منشفة” فقتله الجنود الإسرائيليون

قُتل بسبب منشفة ظنها جندي زجاجة حارقة، فأطلق عليه النار وقتله على مدخل بيته. الفيديو لا يترك أي مجال للشك. شاب فلسطيني خرج من باب بيته وبيده منشفة ويصرخ على جاره كي يحضر الماء لإطفاء النار المشتعلة على جدار بيته في أعقاب إلقاء زجاجة حارقة رماها الشباب على الجنود فأصابت سور البيت.

في أسفل الزقاق جندي إسرائيلي أطلق الرصاصة نحو الشاب فقتله. تدحرج على درج بيته وحاول رفع جسمه مرة واحدة فسقط. فترة قصيرة ومات. هكذا انتهت عبثاً تلك الحياة القصيرة لعمر بدوي 22 سنة من مخيم العرّوب للاجئين الواقع على الطريق الرئيسي بين بيت لحم والخليل.

هذه كانت الذكرى السنوية لموت ياسر عرفات، في 11 تشرين الثاني، وهو موعد للاضطرابات في المناطق بعامة وفي العرّوب بخاصة: قبل 5 سنوات قتل هنا في اليوم نفسه محمد جوابرة (19 سنة)، حين أطلقت عليه النار جنود وقفوا على سطح بيت آخر في المخيم. وبعد سنة في تشرين الثاني 2015 قتل إبراهيم داود، ابن 16 سنة، من قرية دير غسانة بنار جنود حرس الحدود.

هذه المرة اعتقد الجنود أن ضحيتهم يحمل زجاجة حارقة.. هي منشفة. أخطأوا، ويخطئون، وهذا خطأ.

الغاز دخل البيت

زقاق ضيق بقدر عرض الإنسان، في أعلى مخيم العروب، غير بعيد عن مدخل المخيم. أكياس قمامة تكدست أمام مدخل البيت، ثمة ملصق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يغلف الطابق العلوي الآن. البيوت هنا تلامس بعضها، والنوافذ متواجهة، في المنطقة الأكثر اكتظاظاً في المخيم. من مدخل هذا البيت أطل بدوي. الجندي الذي قتله برصاصة واحدة صوبها على الجزء العلوي من جسده، وقف على مدخل الزقاق الذي ينحدر إلى الأسفل، نحو عشرين متراً هوائياً فصلت بينه وبين بدوي. سقط بدوي على الدرج الواصل بين الزقاق والبيت وتدحرج نحو الشارع.

كان هذا في الظهيرة بعد الساعة الثانية عشرة بقليل. حاول الجنود صد المتظاهرين الذين رشقوا الحجارة. بضع عشرات من طلاب الثانوية، من شارع 60 إلى داخل المخيم، وركضوا خلفهم يطلقون الغاز المسيل للدموع الذي تسلل إلى البيوت. كان بدوي في البيت أثناء ذلك، منشغلاً بإصلاح الحمام لوالديه. عندما بدأ دخل الغاز البيت خرج هو وشقيقته مرام (23 سنة)، وشقيقه باسل (16 سنة) واثنان من أبناء عمه، حمزة (14 سنة) ويزن (12 سنة). وقد نادى على جاره قريب العائلة، طارق بدوي (25 سنة)، كي يفتح الباب، وأبناء العائلة الخمسة دخلوا إلى البيت. وبعد بضع دقائق لاحظ عمر بدوي وجود نار تشتعل على السور الخارجي لبيته، وتلتهم الستائر المخملية التي في البيت الذي تواجد فيه. اشتعلت النار في أعقاب إلقاء المتظاهرين زجاجات حارقة على الجنود وأصابت جدران البيت. سارع بدوي للخروج وهو يحمل منشفة، ونادى على الجيران ليحضروا الماء، وذلك في تزامناً بإطلاق النار عليه. الآن، بقعة سوداء تغطي السور الخارجي لبيته، وستائر بيته تحولت سوداء، والنباتات المتسلقة احترقت.

كل شيء وثق في فيلم فيديو مصور. شخص ما وثق الحدث، مصور صحافي، معاذ عمارنة، الذي فقد عينه بسبب نار أطلقها الجنود عليه بعد أربعة أيام في بلدة صوريف. في فيلم الصحافي المحلي عبد الرحمن حسان، ظهر عمر بدوي وهو يخرج من باب بيته حاملاً منشفة، ونزل الدرج، ومصوران صحافيان يقفان أمامه، وواحد من خلفه، وجميعهم جاءوا لتغطية المظاهرات وحاولوا حماية أنفسهم من الغاز. في الأفلام التي نشرت، ظهر بدوي وهو ينادي على الناس لإحضار الماء بهدف إطفاء الحريق، وقد ظهر بعد إطلاق النار عليه وهو يتدحرج على الدرج، وقد سمعت صرخات استغاثة وشتائم موجهة للجنود. أدخل بدوي إلى السيارة التي نقلته إلى العيادة المحلية التابعة لوكالة غوث اللاجئين. في فيلم عمارنة الذي صوره أمام البيت ظهر ثلاثة جنود وهم يطلقون النار في الهواء ويسيرون بشكل بطيء. وسمع إطلاق رصاصة أخرى، ليست منهم، وشوهد بدوي وهو يسقط ويتدحرج.

ليس هؤلاء الجنود الذين ظهروا في الفيلم هم الذين أطلقوا النار، بل جندي كمن أسفل الزقاق، وصوب وأطلق النار. يشاهد بدوي وهو يلبس بنطال جينز وقميصاً أزرق ويطوق بطنه النازفة بألم، ويحاول النهوض، لكنه يسقط، صراخ هستيري من حوله في الوقت الذي حمله أصدقاؤه في سيارة الجيران. الأب الثاكل، هيثم بدوي، يبكي الآن موت ابنه. عمره 55 سنة وهو موظف في اللجنة المحلية في المخيم وأب لثلاثة أولاد وثلاث بنات، بمن فيهم الابن الذي قتل. الصالون صغير. عمر خدم في الشرطة الفلسطينية إلى أن قرر الاستقالة بعد نقله إلى المخابرات. مؤخراً، عمل مع عمه في أعمال الصيانة داخل المخيم، وبدأ ببناء شقته في الطابق الثاني لبيت والديه، تمهيداً للزواج. وحسب معرفتنا، لم يكن هناك أي عروس محددة. الأم الثكلى هاجر، انضمت للمحادثة. الوالدان لم يتواجدا في البيت لحظة القتل؛ الوالد في العمل والوالدة في العيادة الطبية.

نهض عمر مبكراً في ذلك الصباح، الساعة السادسة والربع، توسلت له أمه كي يعود للنوم، فالجو بارد. عم عمر، نور بدوي، يسكن في البيت المجاور، ويعمل في كلية محلية، عاد من عمله في ذاك اليوم أبكر من المعتاد، فقد أنهوا الدراسة مبكراً في يوم ذكرى عرفات. نور وقف على بعد متر ونصف من عمر في لحظة إطلاق الرصاصة. رجع إلى الخلف بذعر، وبعد ذلك سارع لأخذ ابن أخيه المحتضر. عندما نقلوا عمر إلى السيارة كان الجنود يطلقون قنابل الصوت إلى أن انسحبوا في نهاية المطاف. خاف أبناء العائلة من اختطاف الجنود لعمر المصاب. قال عمر لجاره طارق “ظهري يؤلمني”، وبعد ذلك لم يقل شيئاً.

نقلوه إلى العيادة، وهناك انتظروا إلى أن تنجح سيارة إسعاف فلسطينية في الوصول لتنقله إلى المستشفى. شارع 60 كان مغلقاً بسبب الاضطرابات، وكذا طريق المخيم. مرت نحو 20 دقيقة إلى حين وصول سيارة الإسعاف التي نقلت بدوي في طرق التفافية إلى المستشفى الأهلي في الخليل. كان بدوي لا يزال يتنفس، ولكن في الساعة الواحدة والنصف، بعد 40 دقيقة من وصوله إلى المستشفى قرر الأطباء وفاته.

هاتف بيت العائلة يرن، قيادة التنسيق والارتباط تطلب منهم المجيء لتقديم إفاداتهم لمحققي الشرطة العسكرية.أابناء العائلة يترددون. كيف يمكنهم الوصول إلى قيادة الخليل.

وقد جاء على لسان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع: “التحقيق يجرى حول الحادثة. وفي نهاية التحقيق، سيتم نقل النتائج إلى النيابة العسكرية”، وأضاف: “لا يمكن إعطاء تفاصيل حول التحقيق الجاري”.

علم إسرائيل يرفرف بتحدّ فوق برج الحراسة المحصن للجيش، الذي شرف على المخيم من الشارع الرئيسي. في كل مرة يفتحون فيها نافذة البيت أو الباب، ينتصب هذا العلم أمام ناظريهم. غرفة الحمام التي أصلحها بدوي في يومه الأخير تقف مكشوفة. “لقد أزال البلاط القديم، لكن لم يكن يملك الوقت لإعادة تبليط الحمام. وكذا الكيس الذي وضعت فيه النفايات.. ملقى في البيت”.

بقلم: جدعون ليفي واليكس ليباك

هآرتس 29/11/2019

- بدءاً من الإمارات.. كيف حول العرب القضية الفلسطينية إلى “الخليج أولاً”؟

قبل بضعة أيام التقيت “ع”، وهو سعودي وصل في زيارة إلى إسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية. وهو كاتب رأي وباحث في الثقافة، يقرأ العبرية ويكتبها. نشر بضعة كتب، بينها بحث في نصوص قديمة بلغة عربية يهودية. فاليهود في الدول العربية درجوا على الصلاة بالعربية، ولكنهم كتبوا صلاتهم بأحرف عبرية. ويبدي “ع” اهتماماً بهذه الكتابات. “اليهود كانوا وسيبقون جزءاً من الأمة العربية”، شرح في حديث بيننا.

في إسرائيل كنا سنسميه “رمزاً يمينياً”. بخلاف كثير من العرب، “ع” ليس مستعداً لأن يدفع ضريبة سياسية للفلسطينيين فيقاطع إسرائيل. كما أن فكرة السلام لدى المصريين والأردنيين لا يستطيبها. فبرأيه، مسموح للسعوديين أن يتصلوا باليهود، أينما كانوا، دون أن يعتذروا عن ذلك. وهاجم الفلسطينيين لما يفعلوه من ربط العرب كلهم بكفاحهم الوطني، على حد تعبيره. فلا يعقل أنه بسبب أقلية في الأمة العربية يفوت السعوديون فرصة تطوير العلاقات مع إسرائيل. لقد كانت للفلسطينيين فرصة لدولة في 1947، يقول، ولما رفضوها، لا داعي لشكواهم. أما المصريون والأردنيون فيتهمهم بتشجيع الكراهية، وكان عليهم أن يقدموا إلى المحاكمة منذ البداية كل من يروج لكراهية إسرائيل، إذا اختاروها صديقة لهم. هكذا إسرائيل أيضاً، عليها أن تحاسب كل إسرائيلي يحرض ضد أصدقائها.

قال ذلك عبر الميكروفون، وبثه صوت الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع. ونشرت ذلك مواقع إخبارية فلسطينية وعربية ونالت ردود فعل كثيرة، بعضها هجومية، وأخرى مؤيدة.

يقول الرأي إن المواطنين السعوديين العاديين أرادوا على مدى السنين إقامة علاقات مع إسرائيل رغم القضية الفلسطينية. ولكن إخراج هذا الموقف من الخزانة هو الأمر الجديد. ففي السنة أو السنتين الأخيرتين، وبفضل الشبكات الاجتماعية، ينال هذا الموقف امتداداً علنيا في الخطاب العربي. فبعد سبعة أو ثمانية عقود من العناق، وبعضها في ظل سفك الدماء، يرى بعض العرب أنفسهم معفيين من القلق تجاه الابن المضروب للأمة العربية. ويقولون إن الوقت حان لتوثيق العلاقات مع إسرائيل، حتى لو لم تعد للفلسطينيين حقوقهم.

غداة اليوم الذي التقيت فيه “ع”، زار الملك الأردني عبد الله الثاني نيويورك. وحل ضيفاً على معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقال أمام جمهور عاطف، في معظمه مؤيد لإسرائيل، إنه إذا كانت إسرائيل تريد أن تكون جزءاً من الشرق الأوسط فعليها أن تحل المشكلة الفلسطينية. وإذا كان لا بد من الحل، فحل الدولتين فقط. دولة فلسطينية مستقلة، في حدود 1967، إلى جانب إسرائيل.

الخليج أولاً

ها هما زوايتا نظر عربيتان للاتصال بإسرائيل. الجديدة والتقليدية. الجديدة –مثلها- ضيفنا السعودي، والتقليدية عبر عنها الملك. لا غرو أن النهج الجديد يخرج في هذه المرحلة من أفواه الأفراد. ولم تنضج بعد اللحظة التي يعبر عنها الزعماء. فما بالك أن الشارع يقف ضدهم. وهذه الأيام لا يزال الشارع العربي عنصراً مركزياً في اتخاذ القرارات لدى زعماء الخليج، وأكثر منهم زعماء مصر والأردن والمغرب. في المحادثات الداخلية يقولون أكثر. من ناحيتهم، يمكن صنع السلام وتأجيل حل المشكلة الفلسطينية. عشرات السنين من التضامن، بعضها بالدم، أوصلتهم إلى هذا الاستنتاج.

ينبغي أن يضاف إلى ذلك الانقسام الفلسطيني، الذي يبث إحساساً بانعدام الوسيلة من جانب الفلسطينيين أنفسهم، ويعقد كل وصول للسلام؛ ومشاكل العرب أنفسهم التي احتلت رأس سلم الأولويات على مشاكل إخوانهم. ولا غرو أن الملك وأبو مازن بقيا وحدهما في المعركة ضد هجر العرب للمشكلة الفلسطينية. الأردن هو الوحيد الذي يؤْثر مستقبل هذه القضية مباشرة على صورته ووجوده.

تتمنى تل أبيب منذ سنوات مساراً التفافياً لرام الله “بلدان الخليج أولاً”، وحسب هذه الخطة، تقيم إسرائيل علاقات مع إمارات الخليج والمغرب، وبعد ذلك تدفع بالقضية الفلسطينية إلى الأمام. وسيحرم هذا السيناريو الفلسطينيين من وسيلة الضغط الأساس على القدس – الظهر العربي. منذ قامت إسرائيل نجحت م.ت.ف في خلق ضغط سياسي عليها بواسطة المقاطعات واللاءات، وبإسناد من العرب، إذا أعطيتم دولة، فستحصلون على سلام إقليمي، وإذا لم تعطوا فلن تحصلوا. أما انهيار المقاطعة فسيمنع عن الفلسطينيين إمكانية إجبار إسرائيل على التنازلات.

من استمع في السنوات الأخيرة بإنصات شديد لخطابات نتنياهو السياسية، كان بوسعه أن يجد هذه الفكرة منثورة فيها. فرئيس الوزراء يأمل في أن توافق الإمارات على ذلك على أساس المصالح المشتركة. فما هي تلك المصالح؟ الصراع ضد إيران، لأنها تعرضهم هم أيضاً للخطر، والعلاقة الاقتصادية: صناعات أمنية، وتكنولوجيات متطورة، وعلاقات طبية، ومشاريع بنى تحتية ومياه. لإسرائيل الكثير مما تبيعه، ولديهم الإمكانيات للشراء. والآن السؤال هو الثمن، ليس المالي بل السياسي. قال نتنياهو إن القوة الإسرائيلية، السياسية والتكنولوجية، هي مصدر جذب للعرب. لإسرائيل تعاون مع نصف دزينة من الدول العربية، والعدد كفيل بأن يتسع، وألمح بالتعاون الأمني والعسكري مع هذه الدول. لعبت السعودية دور النجم في أقواله. وطرح كمثال شبكة القطارات في أراضيها، التي تلامس الحدود الأردنية. “سنجلب قطاراً من حيفا إلى حدود الأردن، و150 كيلومتراً أخرى فإذا بنا نرتبط بشبكة القطارات السعودية”. وادعى بأن “لأسفنا، هذا المشروع لم يتقدم بسبب البيروقراطية الرهيبة”.

أتى نتنياهو على تلك المعطيات التي جمعتها وزارة الخارجية في الشبكات الاجتماعية عن معدلات تأييد مواطني الدول العربية لإسرائيل؛ “ذات مرة كانت صفراً، أما اليوم فتتراوح بين 25 و45 في المئة”. وفي النقاش الذي بادرت إليه النائبة ميراف ميخائيلي، وعني بالسلام مع الأردن، شرح رئيس الوزراء سبب تعليق الخيار الفلسطيني. فعلى حد فهمه، الجمود مع الفلسطينيين لم يكن نتيجة الإبقاء على المناطق، بل نتيجة صراع وجود. فقد ذكر أحداث 1921 و1929، وأحداث 1936 – 1939، كتعبير تطلعهم لتصفية إسرائيل قبل وقت طويل من 1967. وقال: “منذ العشرينيات رفضوا وجودها”. وعاد وذكر رفض أبو مازن الاعتراف بإسرائيل بأنها دولة الأغلبية اليهودية. “لم ننجح في اقتحام هذا”.

هل يوجد احتمال لسلام تفافي في رام الله؟ السؤال سابق لأوانه. هذه الأيام هي مرحلة ولادة الفكرة. أما تحققها فمنوط بالتطورات الإقليمية. رئيس الوزراء ورجاله يلاحظون البراغماتية لدى جيراننا، وفي أحاديث مغلقة يسمعون تعابير صريحة على ألسنتهم عن الحاجة إلى وضع القضية الفلسطينية جانباً والاندفاع نحو سلام إقليمي. لا يمكن أن نعرف إلى أي مسافة يبدي حكام السعودية، والإمارات، والبحرين وغيرهم الاستعداد للسير في الاتصالات مع إسرائيل. صحيح أن قوة إسرائيل التكنولوجية، والاقتصادية، والعسكرية، والعلمية والدبلوماسية تشكل لهم دافعاً للتقرب، ولكن ثمة شك بأن يخاطروا بسببها بمواجهة مع الشارع والمتطرفين. فما بالك أن الكثير من هذه الأمور يحصلون عليها من إسرائيل منذ الآن، دون أن يقيموا معها علاقات علنية.

من الصعب التقدير ما سيكون مستقبل إيران؛ هل ستنجو الجمهورية الإسلامية من حملة الضغوط الكبيرة التي عليها أم ستضعف، وإذا ضعفت، أو انهارت، فهل سيبقى أي نسغ للعلاقات بين تل أبيب وأصدقائها في الخليج. ولنقل إن الفكرة ستتجسد.. هل سيجلس الفلسطينيون بهدوء؟ فهم يعيشون في أوساطنا، وبوسعهم أن يتمردوا، مثلما أظهروا في الماضي. هذا الأسبوع، بعد أن تلقى حماماً بارداً من إخوانه في أعقاب أقواله عندنا، عدت إلى “ع” كي أسأله عن إحساسه، فقال برباطة جأش من منزله في الرياض: “تلك الهجمات أمر طبيعي، وكثيرون هنا يحملون مواقفي”.

بقلم: جاكي خوجي

معاريف 29/11/2019



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5877 / 2184609

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184609 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40