السبت 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

حماس وحيادها *

ميس القناوي*
السبت 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

تعرضت حركة الجهاد إلى عملية عسكرية أمنية تم فيها وبشكل واضح وصريح وعلني اغتيال ابرز قادتها العسكريين وهو في بيته بين زوجته وابناءه،
شكل ذلك منعطف كبير جدًا اذ أن “إسرائيل” عزفت عن سياسة الاغتيالات خارج أوقات الحروب المفتوحة، وتعهدت ضمنيًا بضغوط من المقاومة بعدم العودة لتلك السياسة، وكسرت “إسرائيل” قواعد الاشتباك بالعودة لتلك السياسة وباغتيال أبرز قادة المقاومة والمطلوب الأول في غزة بهاء ابو العطا.
كان من حق الجهاد الدفاع عن نفسها وعن اغتيال قادتها غيلة والانتقام بالرد على الاغتيال من خلال الرشقات الصاروخية على مدن فلسطين المحتلة والمغتصبات وغيرها من الوسائل العسكرية،
لكن ومن المؤسف أن الفصيل الأكبر وشريك الجهاد في غرف العمليات المشتركة أثر الصمت من اللحظة الأولى وكان الأمر لا يعنيه وكان حركة الجهاد ليست حليفه الأقوى والاوحد والأكثر اخلاصًا وثقة!! وكأن العدو ليس هو الكيان الصهيوني، العدو الأوحد والمشترك لكل فلسطيني مقاوم ذاق ويلات الاحتلال وجرائمه!!.
وقفت حماس متفرجة بل منذ اللحظة الأولى وهي تعمل على تسريب أخبار انها اوصلت رسالة للطرف المصري انها غير معنية بالتصعيد ردًا على رسالة إسرائيل لها عبر ذات الوسيط أن الجهاد المستهدفة وهي غير معنية بالتصعيد.
وتوالت التصريحات والتسريبات الحمساوية عن جهود تهدئة للعمل على الضغط على حركة الجهاد شعبيًا ودوليًا لوقف إطلاق الصواريخ على “إسرائيل” والقبول بوقف اطلاق النار بناء على رغبات “إسرائيل”، ويبدو أن مطلب تحييد حماس ووقوفها موقف المتفرج كان مطلبًا إسرائيليًا صاحبه التهديد والترغيب..وهذا مطلب مفهومة دواعيه من الجانب الإسرائيلي..لكن ما ليس مفهومًا أو معقولًا استجابة الطرف الحمساوي لذلك والوقوف موقف المتفرج السلبي والذي يمارس الضغوط على الجهاد لوقف اطلاق النار تحقيقًا لمطالب الصهاينة والوسطاء.. ومن المعيب أن يصدر هذا من الطرف الذي طالما وقفت الجهاد بجانبه في كل مواجهة وحرب وتصعيد مع الصهاينة وتحملت في ذلك ما تحملت من شهداء وخسائر وكان أخرهم عملية الاغتيال انتقامًا لما اذاقهم بهاء في الجولات الاخيرة، فكان الموقف الحمساوي متخاذلا إلى ابعد حد فلم يشارك بالتصدي للعدوان ختى هذه اللحظة باي شكل من الأشكال عملًا بتعهده للوسيط بل ومارس جميع أنواع الضغوط على الجهاد لوقف اطلاق النار، وكأنه نسى كيف وقف الجهاد موقف المتصدي الأول يوم إغتالت “إسرائيل” مجموعة المقاومة الحمساوية شرق خانيونس وردت حماس والجهاد بقصف “إسرائيل” بأكثر من ٥٠٠ صاروخ واستهداف مركبات صهيونية بصواريخ موجهة.. لكن يبدو أن حسابات الحقل لا تطابق حسابات البيدر.. وأن نصرة الاخ والشريك في الجهاد ضد العدوان الصهيوني أصبح لدى حماس امرًا فيه نقاش ويحتمل عدة أوجه منها وجه المتخاذل.. فيما تعلم حماس جيدًا أنه لو كانت “إسرائيل” استهدفت قائد عسكري ميداني لها بحجم بهاء أبو العطا ما كانت لتتردد بالرد القوي وما كانت الجهاد لتتردد بمشاركتها الرد كاملًا وزيادة.. لكأن ما يحق لحماس لا يحق لغيرها.

باحثة سياسية فلسطينية*



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2184653

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184653 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40