السبت 7 أيلول (سبتمبر) 2019

إعلام العدو:هل يخشى الفلسطينيون على الأقصى من تكرار تجربة الخليل؟

السبت 7 أيلول (سبتمبر) 2019

للمسلمين الذين يعرضون أنفسهم للخطر ويصلون في المسجد الأقصى، هناك دور مهم في إبقاء النضال الفلسطيني في المستوى القومي وليس الديني. عندما تجمع عشرات آلاف الفلسطينيين أول أمس في المسجد الأقصى وساحات الحرم التي تقع خارجه رغم وجود رجال الشرطة الذين تم غسل أدمغتهم وامتلأت بالكراهية، ورغم السلاح الكثير الذي يحملونه ويحرضهم على إطلاق النار، فقد دافعوا عن مقدساتهم وعن وجودهم كشعب في بلادهم.

ليقل اتباع البقرة الحمراء على أنواعهم ما يقولونه. وبكل درجات كلامهم المعسول عن الله والهيكل المقدس، الدين الموجود لديهم وفي أفواههم هو مجرد سلاح لتحقيق هدف فاشي، هدف قومي متطرف جداً: طرد جماعي للشعب الفلسطيني إلى خارج حدود البلاد.

شعار السيناريو المخيف هذا يبث أمام ناظرينا في كل لحظة في الخليل القديمة. المتعصبون المتدينون واليهود القوميون المتطرفون نجحوا في إفراغها بالتدريج من سكانها الفلسطينيين، بمساعدة نشطة من الجيش الإسرائيلي. وبمساعدة يهود أمريكيين أثرياء وبمساعدة المستويات السياسية العلمانية (من اسحق رابين وحتى بنيامين نتنياهو). والعكس صحيح: حكومات إسرائيلية استعانت بمتعصبي الدين لتوقع ضربة أخرى على الفلسطينيين في عملية التجزيء والتشظي لفضائهم الجغرافي.

طبيب يهودي – أمريكي إسرائيلي نفذ في 1994 مذبحة لمصلين مسلمين في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وكرد على ذلك، عاقبت إسرائيل العلمانية الفلسطينيين إلى الآن. فرضت عليهم حظر التجول، وتغلق أمامهم شوارع وتسمح لأصدقاء ومحبي القاتل بالتنكيل كل يوم بآلاف السكان، إلى درجة أن كثيرين اضطروا إلى المغادرة وترك الأحياء. لم يقتلهم ذاك الطبيب المخلص لأنهم مسلمون، بل لأنه كان يعرف أن في مكان مقدس للمؤمنين هناك فرصة لاستفزاز الدم أكثر بكثير لتحقيق الهدف الوطني الذي يطمح المستوطنون، أبناء طائفته، إليه.

وزير التعليم رافي بيرتس ووزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش، يشعران بالراحة في احتفال تكريم الحاخام إسحق غينزبورغ الذي مدح وأثنى على الطبيب القاتل باروخ غولدشتاين، لأن المجتمع الإسرائيلي طبع وحصل على نتائج المذبحة بعد 25 سنة. أصدر جيش الشعب المزيد من الأوامر لطرد الفلسطينيين من مدنهم. أما الجنود الذين يتلقون الأوامر من المستوطنين، وكذا القضاة والسياسيون –بمن فيهم الرئيس المحبوب رؤوبين ريفلين- قاموا بزيارة البلدة اليهودية التي تطرد العرب وتستغلهم وقدموا لها التهنئة.

لذلك، في ظل تفوق عسكري إسرائيلي وطرد زاحف أو سريع، فإن تقسيم الحرم الإبراهيمي – مغارة الماكفيلا، جغرافياً وزمانياً الذي يفصل بين المسلمين واليهود، لا ينبني على تقدس قيمة المساواة بين الديانتين وبين المؤمنين. التقسيم تكنيك آخر للسيطرة والإهانة. وهكذا الحديث عن “حقوق إنسان وحقوق بالمساواة للمصلين اليهود” في الحرم هو نفاق يغطي على أهداف شاملة وغير دينية. إلا إذا كان الدين هو حرب تدمير. مقدمات برامج واقعية في الراديو صدمن أول أمس من رفض المسلمين الفلسطينيين الذين هم مواطنون إسرائيليون بالاعتراف بالعلاقة اليهودية الدينية بالمكان. هذه الصدمة تتجاهل تناسب القوى غير المتساوي بصورة واضحة، الذي يستخدم فيه الدين كما يشاء للمهمة العلمانية لتهويد المنطقة ومحو الانتماء الفلسطيني. الرفض بالاعتراف يعد سلاحاً شرعياً يلجأ إليه المقموع.

الخوف الفلسطيني من تكرار تجربة الخليل في البلدة القديمة في القدس بشكل عام، وفي المسجد الأقصى بشكل خاص، له ما يبرره. التعصب العقاري الديني نفسه، وسياسة النهب البطيء ذاتها، ودعم علماني – قومي متطرف يهودي مسلح متزايد. وهنا تحديداً، للفلسطينيين وسائل لإظهار قوتهم – أي القدرة على أن يتجمعوا ويتوحدوا بجموعهم للصلاة وإرسال رسالة إلى إسرائيل: نحن هنا إلى الأبد.

بقلم: عميره هاس

هآرتس 14/8/2019



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 178 / 2184563

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184563 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40