السبت 29 حزيران (يونيو) 2019

إسرائيل تقِف وحيدةً بمُواجهة إيران

السبت 29 حزيران (يونيو) 2019

للمرّة الأولى: تعيين سفيرة إسرائيليّة في مصر كانت مسؤولةً عن سفارة تل أبيب بأنقرة وفترتها ستشهد طفرةً “السلام الاقتصاديّ” تماشيًا مع “صفقة القرن”

* زهير أندراوس

- رأى المُحلِّل والكاتب الإسرائيليّ، شلومو شامير، أنّ المغزى العمليّ الوحيد للقمة الثلاثية التي عقدها مستشارو الأمن القوميّ، الأمريكيّ والإسرائيليّ والروسيّ هو أنّ كيان الاحتلال يمكنه فقط الاعتماد على نفسه في كلّ ما يتعلّق بالسياسات مقابل إيران والاستعداد لمخططات حزب لله وضمان السلام على الحدود الشماليّة، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه في كلّ المجالات التي ذكرناها، ممنوع حتى التفكير للحظة بأنّ إسرائيل ستحصل على مساعدةٍ ودعمٍ عند الحاجة، على حدّ تعبيره.
المُحلِّل الذي نشر مقالاً في صحيفة (معاريف) العبريّة، واعتمد بطبيعة الحال على محافل أمنيّةٍ واسعة الاطلّاع في تل أبيب، تابع قائلاً عمليًا، إنّ وصف انعقاد الاجتماع الثلاثي باللحظة المصيرية في الشرق الأوسط لا يُعدّ فقط مبالغة رثّة، بل هو مظهر انغلاق إزاء العلاقات الأمريكيّة-الروسيّة وتجاهل لسلّم أولويات القوّتين العظمتين في تعاطيهما مع الشرق الأوسط، كما أكّد.
وأشار أيضًا إلى أنّه في الاجتماع، كانت لطيفة صور ابتسامات مُستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ، جون بولتون ونظيره مستشار الأمن القوميّ الروسيّ نيكولاي بتروشيف، لكنّها أيضًا مضللة وخادعة، على حدّ وصفه.
وتابع قائلاً إنّ هذا الموقف يُشير إلى أنّ بولتون فقد مؤخرًا أيّ تأثيرٍ في البيت الأبيض ويتمّ إبعاده عن نقاشاتٍ ومباحثاتٍ بخصوص أداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقابل إيران، لدرجة أنّ الأخير لم يضبط نفسه خلال زيارة بولتون إلى إسرائيل وتحدّث عنه بازدراء، والتقدير وسط المحللين في واشنطن أنّ بولتون إمّا سيُقصى وإمّا سيستقيل عمّا قريب، كما قال نقلاً عن المصادر عينها.
المُحلِّل الإسرائيليّ ساق قائلاً إنّه في تصريحاته التي أطلقها، كشف بتروشيف أفكاره ونظرته إلى إيران، وحين كان في القدس (المُحتلّة)، خرج المستشار الروسيّ من طوقه في الدفاع عن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وحمايتها، وهي الدولة التي يتمثّل هدف قادتها الرسميّ بمحو إسرائيل وإزالتها من الخارطة، قال شمير.
وأوضح أنّه بحسب تقديرات دبلوماسيين معروفين بأنّهم خبراء في الشأن الروسيّ، ليس لدى الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين أيّة رغبةٍ أوْ أيّ هاجسٍ للعمل على تقليص حضور إيران في سوريّة، والتقدير هو أنّ الرئيس الروسيّ يُفضّل الإشراف على حضور إيران في سوريّة ومراقبته وعدم الخوض في مواجهة مع القادة الإيرانيين ومطالبتهم بالانسحاب من هذا البلد العربيّ، على حدّ قول الدبلوماسيين.
وفي هذا الصدد، أضاف شمير، يقول أحد الدبلوماسيين في الشأن الروسي إنّ بوتين يُحافِظ على علاقاتٍ جيّدةٍ مع القادة الإيرانيين، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا أيضًا يندرِج ضمن سياق سياسة المناكفة مقابل الولايات المتحدة، لذا فإنّ النتيجة أوْ الخلاصة الواضحة تقول إنّ إسرائيل تقف وحيدةً في جبهة مقابل إيران، مقابل تهديدات حزب الله ومقابل خطر احتدام الوضع على الحدود الشماليّة، كما أكّد.
في السياق عينه، قالت غيلي كوهين، مُراسِلة الشؤون السياسيّة في التلفزيون الإسرائيليّ شبه الرسميّ (كان)، نقلاً عن محافل سياسيّةٍ في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، قالت إنّ الخلاف بين موسكو من جهةٍ وبين تل أبيب وواشنطن من الناحية الأخرى تركّز حول جدول أعمال المؤتمر، فروسيا، أضافت المصادر عينها، أصرّت على أنْ يُناقِش المؤتمر قضية إعادة إعمار سوريّة، فيما طالبت واشنطن وتل أبيب التشديد على التمركز العسكريّ الإيرانيّ في هذا البلد العربيّ، وهو الأمر الذي ترفضه موسكو جملةً وتفصيلاً، على حدّ قول المصادر.
من ناحيته، حذّر الجنرال احتياط غيورا آيلاند في مقالٍ نشره في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، حذّر من أنّه نظرًا لأنّ الأزمة تسير ببطءٍ، فقد تُقرِّر إيران بدء تصعيدها، وقد يحدث ذلك أيضًا عن طريق جرّ إسرائيل إلى قلب التطورات، وعلى هذه الخلفية، يتّم ذكر السيناريو بشكلٍ غيرُ مباشرٍ من خلال إحدى المنظمات التي يديرها الإيرانيون في المنطقة، مثل الميليشيات الشيعيّة المُتمركزة في جنوب سوريّة، أوْ حتى من قبل حزب الله أوْ العناصر التابعة له في جنوب لبنان، وصولاً إلى الجهاد الإسلاميّ في قطاع غزّة، طبقًا لأقواله.
عُلاوةً على ذلك، شدّدّ الجنرال آيلاند على أنّ إمكانية قيام إيران بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ مُباشرةٍ لإسرائيل هي ضئيلة للغاية، ولكنّها ليست مُستبعدة، وتحديدًا من العراق أوْ من سوريّة، كما قال، وأضاف أنّه كلّما ارتفع منسوب التوتّر في الخليج العربيّ بين واشنطن وطهران، فإنّ ذلك يزيد من إمكانية تورّط إسرائيل في مُواجهةٍ عسكريّةٍ مع إيران بشكلٍ مُباشرٍ أوْ مع “وكلائها” في المنطقة، على حدّ تعبيره.

- أفاد موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّ لجنة التعيينات في وزارة خارجية تل أبيب صادقت على تعيين أميرة أورون سفيرة لكيان الاحتلال في مصر، لتكون أوّل امرأةٍ تتولّى هذا المنصب منذ توقيع معاهدة التسوية مع القاهرة، المعروفة باتفاق (كامب ديفيد)، والذي تمّ برعاية الرئيس الأمريكيّ الأسبق، جيمي كارتر.
وبحسب الموقع العبريّ، الذي اعتمد على مصادر سياسيّةٍ في خارجية الاحتلال، التي يقودها الوزير المُتطرّف، يسرائيل كاتس، أعلن وزير الاتصالات أيوب قرا، وهو درزيّ من حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أعلن يوم الأحد من هذا الأسبوع سحب ترشحه لمنصب سفير الكيان لدى مصر في مواجهة معارضةٍ قويّةٍ من داخل السلك الدبلوماسيّ الإسرائيليّ على تعيينه.
ولفت الموقع العبريّ في الوقت عينه إلى أنّه في مطلع الشهر الجاري، ذكرت تقارير إعلامية أنّ رئيس وزراء الدولة العبريّة، بنيامين نتنياهو يدرس تعيين قرا سفيرًا لدى مصر، وأثارت تلك التقارير احتجاجات من دبلوماسيين حاليين وسابقين.
من جانبه، أعلن قرا في تغريدة سحب ترشحه للمنصب، وقال: “لقد قررت سحب ترشحي لمنصب السفير لدى مصر، مُضيفَا أنّ الهجمات عليّ و”الافتراء” بأننّي غير ملائم للمنصب والتأخير بسبب التلاعب السياسيّ… أدّت إلى وضع حدٍّ لهذه الملحمة بالنسبة لي”، كما كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعيّ (تويتر).
يُشار في هذا السياق، إلى أنّ قرا، تعرّض لحملةٍ سافِرةٍ من قبل خصومه في إسرائيل، وتحديدًا في الطائفة الدرزيّة على خلفية مُداهنته ونفاقه لعائلة نتنياهو، كما أنّه عند التصويت على قانون القوميّة الفاشيّ، الذي تمّت المُصادقة عليه في الصيف الماضي، صوّت إلى جانبه، حيث وصفه الكثيرون بأنّه : “كاثوليكيّ أكثر من قداسة البابا في الفاتيكان”، وفق تعبيرهم.
ومع تعيين أورون في المنصب، يكون قرا قد أنهى حياته السياسيّة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، ويعتبره المُحلِّلون من بين “ضحايا” نتنياهو، الذي لا يهتّم لأحدٍ أوْ بأحدٍ، لأنّه يُركِّز جلّ اهتماماته في كيفية التنصّل من المُحاكمة النائيّة التي تنتظره بتهم الفساد مثل تلقّي الرشاوى، وخيانة الأمانة والاحتيال، تهمٌ “تضمن” له في حال إدانته عددًا كبيرًا من السنوات داخل السجن، كسلفه إيهود أولمرت.
وبحسب المصادر السياسيّة في تل أبيب، أضاف الموقع العبريّ، وجّه موظفو السلك الدبلوماسي نداءات عامّة للحكومة لتعيين أميرة أورون، وقالت إنّها “دبلوماسية محترفة اختيرت في الخريف الماضي لتكون أول امرأة تُعيّن سفيرة في القاهرة، بدلاً من قرا، على حدّ قولها.
وقبل أيام من ذلك، تابعت المصادر عينها، بعث موظفو وزارة خارجية العدو برسالة لوزير الخارجيّة بالوكالة، يسرائيل كاتس، دعوه فيها لدعم أورون، كما دعت مجموعة ضمت أكثر من 12 سفيرًا سابقًا في الحكومة الإسرائيليّة إلى المُسارعة في المصادقة على تعيين أورون.
جديرٌ بالذكر أنّ أورون، كانت قد شغِلت سابِقًا منصب المُشرِفة على أعمال السفارة الإسرائيليّة في تركيّا، بعد قيام الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، بطرد السفير الإسرائيليّ من أنقرة، احتجاجًا على قمع جيش الاحتلال للمُصلّين في المسجد الأقصى المُبارك، وكردّ فعلٍ قام حكومة نتنياهو بإعادة سفير الكيان من أنقرة، الأمر الذي أدّى إلى تأجيج الخلاف بين الدولتين من الناحية السياسيّة، ولكنّ حجم التبادل التجاريّ بينما، وفق المصادر الإسرائيليّة، استمرّ في الارتفاع.
وأوضحت المصادر أيضًا أنّ السفيرة الجديدة في القاهرة، أميرة أورون، تخدِم منذ فترةٍ طويلةٍ في الخارجيّة الإسرائيليّة، وتحديدًا منذ العام 1991، علمًا أنّها تُعتبر مُستشرِقةً، وتُجيد اللغة العربيّة بشكلٍ ممتازٍ، كما أكّدت المصادر.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، كانت أورون الذراع الأيمن للسفير الحاليّ لدافيد جوفرين، وعلى درايةٍ كاملةٍ بكلّ أمورها وطريقة عملها، بالإضافة لإجادتها التامّة للغة العربية، ودراستها المتعلقة بالدراسات الإسلاميّة والشرق أوسطية، وخبرتها في التعامل مع العرب.
سببٌ آخر في غاية الأهمية أدى لتعيينها سفيرة في القاهرة يرتبِط بشكلٍ وثيقٍ لمناداتها المستمرة بضرورة تفعيل السلام الاقتصاديّ، خاصةً مع اتجاه إسرائيل لتفعيل وتعميق السلام الإسرائيليّ مع بعض الدول العربية في الفترة الأخيرة، والذي دعا له بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية.
ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ أورون ليس لها تاريخ عدائيّ، أوْ تصريحاتٍ مستفزّةٍ بشأن القضية الفلسطينية، فالدبلوماسية لم يُعرف عنها كره العرب أوْ الفلسطينيين، وهو سببٌ قويٌ لتعيينها في مصر، خاصّةً مع الموقف المصري الثابت إزاء القضية الفلسطينية، ودعم حل الدولتين.
النجاح الذي حققته أميرة أرون خلال فترة توليها منصب القنصل الأول في تركيا بسبب صرامتها الشديدة، مع خبرتها الدبلوماسية، كان سببًا آخر دفع نتنياهو للموافقة على ترشيحها للعمل في مصر، وذلك على الرغم من اتهامها السابق بمحاولة إسقاطه.
فترة أورون في السفارة ربمّا تشهد المزيد من التعاون والتبادل الاقتصادي بين مصر وإسرائيل، خاصّةً في مجال الغاز، واتفاقيات غاز المتوسط بين مصر وقبرص واليونان، والتي تسعى إسرائيل لدخولها، كما أكّدت المصادر بتل أبيب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 75 / 2184667

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2184667 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40