الجمعة 21 حزيران (يونيو) 2019

قلق العدو : جولة في صحف العدو

الجمعة 21 حزيران (يونيو) 2019

- “يديعوت” تحدد موقع تل أبيب من أي مواجهة بين أمريكا وإيران

أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الجمعة، أنه إذا وقعت مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، فإن إسرائيل ستعتبر مسؤولة عنها، ومن ثم هدفا فيها.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته للمحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع، إن “إيران عدو غير سهل، وهي متسلحة حتى الرقبة، ومتزمتة تجاه قوتها ومكانتها، وذكية ووحشية”، معتقدة أن “الهجوم على ناقلات النفط بالخليج وضرب الطائرة المسيرة الأمريكية مؤخرا، يهدف إلى السير على حافة الهوة”.

وأشارت إلى أن “النظام الإيراني يمتلك أمرين هما الاستراتيجية والاستعداد للقتال، وهو ما يفتقده ترامب”، مضيفة أنه “رغم تهديد ترامب بقتال إيران، إلا أن الأخيرة لم تذعر وقالت لترامب بشكل عملي، عندما ينبغي أن تطلق النار لا تتكلم”.

وشددت الصحيفة على أن “إسرائيل هي طرف في هذه القصة، فهي الدافع والهدف المحتمل، إلى جانب السعودية ودول الخليج التي تدفع إدارة ترامب إلى مواجهة مع إيران”، معتبرة أن “إسرائيل الدافع الأكبر لهذه المواجهة، نظرا لأن تأثير السعودية ودول الخليج هامشي مقارنة بها”.

وأضافت “يديعوت” أنه “إذا ما تدحرجت القصة الإيرانية إلى مكان غير طيب، فإن إسرائيل ستعتبر مسؤولة، وفي الوقت نفسه ستكون هدفا للصواريخ الدقيقة الإيرانية التي تصل إلى كل نقطة في إسرائيل، وستنطلق من سوريا ولبنان والمناطق التي تسيطر عليها طهران في العراق”.

وختمت الصحيفة بقولها، إن “المشكلة الأساسية في السير على حافة الهوة هي انعدام التحكم”، لافتة إلى أن “إسرائيل توجهت أربع مرات إلى حرب في غزة رغم أن الطرفين لم يرغبا فيها، إلى جانب عدم تخطيطها لحرب لبنان الثانية”.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، دعا الخميس المجتمع الدولي إلى دعم الولايات المتحدة في مواجهة إيران، مع تصاعد التوتر بين البلدين بعد إسقاط طهران لطائرة مسيرة أمريكية.

وكرر نتنياهو دعوته لكل الدول للوقوف بجانب الجهود الأمريكي لوقف ما أسماه “الاعتداء الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن “إيران كثفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من اعتدائها على الولايات المتحدة وعلينا جميعا، وإسرائيل تساند واشنطن في وقف هذه الاعتداءات”، بحسب تعبيره.

وفي السياق ذاته، زعمت صحيفة “هآرتس” نقلا عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، أن إيران تسعى لتصعيد صراعها مع الولايات المتحدة، ومن الممكن أن تختار المناطق الحدودية مع إسرائيل كمسرح جديد لزيادة التصعيد.

ولفتت الصحيفة في تحليل نشرته وترجمته “عربي21” إلى أن “التقييم الاستخباراتي يشير إلى خيبة أمل إيرانية؛ بسبب الفشل في إجبار الولايات المتحدة على إعادة النظر في العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، التي أدت إلى خنق الاقتصاد الإيراني والتسبب في أزمة داخلية خطيرة”.

وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية والغربية أن إيران تتجه للتصعيد، بهدف إفشال ترامب في حملته الانتخابية تحضيرا للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

- الصهيونية الدينية الجديدة: من يرفض «الضم» فهو لاسامي… ماذا عن «الهيكل»؟!

يدور حديث الآن حول الضم، وهو حديث حذر وغير ملزم. مستوطنون وصهيونيون متدينون يقولون «ضم»، وعلى الفور يصمتون، يتحسسون، يرسلون بالونات اختبار بسيطة. يقولون «ضم» وينظرون حولهم مثل الذي يصدم سيارة متوقفة ويريد الهرب دون ترك أي بيانات.
نسمع المزيد عن «الضم» ولا ننفعل. نحن هكذا. ليس من السهل إثارتنا، هل تريدون تقليص مخصصات التقاعد؟ تفضلوا. تريدون عملية في غزة؟ تفضلوا إذا كان هذا الأمر يفرحكم. ولكن ضم؟ لماذا؟ هل من أجل أن يقولوا إننا «دولة تمارس الضم» وليس «دولة ابرتهايد»؟ نحن حقاً دولة ابرتهايد. وشعور من يعشقون هذا النوع فهذا هو الوقت المناسب لدمجه في القانون. هذا هو الوقت المناسب لكل شيء، هذا مزيج من شعب متأجج جرى إغراؤه. رئيس حكومة مذعور وعالم غير مبال أمر نادر جداً ويحدث لمرة واحدة. وسيكون من الخطأ عدم استغلال ذلك. لنقم باستغلال ذلك، ولكن في حينه سيطرح سؤال إذا كان هناك ضم، فلماذا لا نذهب حتى النهاية؟ لماذا لا نذهب إلى الدستور؟
«كيف يمكن حدوث أنه بعد ثماني سنوات على وجود الدولة لا توجد بعد وثيقة قانونية تحدد وتنظم صلاحيات السلطات»، سأل في حينه مناحيم بيغن في العام 1956. ولماذا لا يتم استغلال الفرصة ليفرض علينا دستور وطني صهيوني ديني؟
هذا سيكون هناك دستور متطور، بدون حقوق للمواطن وصلاحية للمحكمة العليا، مع الولاء والاستقواء. كل شيء مشمول فيه، كل شيء باسم الشعب، كل شيء بتصويت 61 عضو كنيست. ولتنفجر محكمة العدل العليا. ولكن لحظة، لماذا نتوقف هنا؟ ماذا عن الهيكل؟ وماذا عن قانون الحصانة (هذا أمر غير شخصي!) فقط للذين أسماء عائلاتهم تبدأ بحرف النون؟
هذه هي الفرصة التي يجب على الصهيونية الدينية استغلالها. أنظمة من هذا النوع، التي تشعر الصهيونية الدينية بالراحة معها، تحتاج إلى دستور. هذه الأنظمة لا توقف الأشخاص في الشارع عبثاً، دائماً لها بند يبرر ذلك. دستور يجعل من الزائد وجود بند الاستقواء ويدفن وثيقة الاستقلال.
هذا الدستور لن يتضمن الضم فقط، بل الترحيل الذي سيرافقه، والابرتهايد الذي يقوم بحمايته. هذا سيكون دستوراً يصوغه سموتريتش وايلي سدان سيلقحه، ويئير الصغير سيصادق عليه.
دستور وطني تم تفصيله على مقياس الصهيونية الدينية، التي سيكون اسمها البيت اليهودي أو اليمين الجديد أو البيت اليهودي اليميني الجديد. دستور سيغطي على فشل الصهيونية الدينية (52 سنة)، استثمار المليارات وأقل من 500 ألف يهودي انتقلوا من إسرائيل المكتظة إلى أرض الآباء الواسعة.
دستور يقوم بتهدئتهم. هذا الدستور سيلغي استحواذهم المرضي عندما سيصرخون «عززوني بشدة»، «أمسكوا بي قبل قيامي بترحيل العرب»، «أمسكوا بي قبل إقالة القضاة»، وعلينا ألا ننسى «أمسكوا بي، أنا سأقوم بالضم».
في المفاوضات الائتلافية التي ستجري بعد الانتخابات القادمة أو التي ستعقبها، ستطرح الصهيونية الدينية طلباً لا تنازل عنه، وهو فرض السيادة على المناطق بصورة سيتم اعتبارنا بحسبها دولة ابرتهايد.
هذه ستكون حقاً دولة ابرتهايد، لكنها ستطرح نفسها على أنها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» (من لا يوافق على ذلك هو لاسامي). هذه ستكون ديمقراطية فريدة من نوعها في دولة بدون حدود ومع مواطنين بدون حقوق. ولكننا سنتجاهل ذلك ونبعده جانباً. سيقولون لنا ترانسفير ونحن سنجيب: هايتيك. سيتهموننا بالابرتهايد ونحن سنجيب: غال غدوت (ممثلة). سينتقدوننا بشدة على اعتقال الأطفال في الضفة الغربية ونحن سنجيب: انظروا إلى الاورفزيون الذي نظمناه.
كان يمكن أن يكون هذا لطيفاً، لكن زمن الصهيونية الدينية المعتدل وإضاءة وجه بينيت انقضى. الصهيونية الدينية هي جيل الصحراء. دولة الشريعة سيرونها ولكنهم لن يصلوا إليها. الناخبون دائماً يسبقون زعماءهم في الطريق نحو الهاوية. بينيت تحدث عن غزة، لكن تفكير الصهاينة المتدينين بالضم. شكيد تحدثت عن المحكمة العليا، لكن ناخبيها لن يكتفوا بأقل من دولة شريعة.
بينيت وشكيد دفعا ثمن التخلف عن الناخبين. الفاشيون المتدينون حلوا محلهم. سمّهم فاشيين ولن يشعروا بالإهانة. هم فاشيون متدينون فخورون. هم سيديرون بفخر دولة ابرتهايد تحترم الفرائض الدينية، لكنهم لن يتنازلوا عن الديمقراطية الوهمية والمضروبة التي فيها الأغلبية هي التي تقرر. هم يعرفون أنه طالما هي موجودة فسيتم تأجيل المواجهة العنيفة التي يصعب منعها، بين أقلية متنورة وبرجوازية وعلمانية، وأكثرية قومية مصابة بالجهل والفقر. وهم يعرفون من الذي سينتصر في هذه المواجهة.

يوسي كلاين
هآرتس 20/6/2019

- تطورات الخليج الفارسي: إيران بين العزلة الدولية وعمامة الزعيم الروحي

أربع نقاط في موضوع التوتر في الخليج الفارسي:
الأولى، إيران. لا شك بأنها هي التي تقف خلف ضرب ناقلات النفط. لم تكن هنا جرأة إيرانية بل خطوة يأس من الخناق الاقتصادي الأمريكي الذي يوشك على تحطيم اقتصادها ويمس بقدرة النظام على مواجهة مشاكله الداخلية. بتقديري فإن أهداف هذه الخطوة هي جر الولايات المتحدة إلى عملية رد عسكري؛ وخلق تراص إيراني داخلي من جهة، ومن جهة أخرى وضع ترامب أمام اإمكانية الدخول في الانتخابات للرئاسة بينما تكون الولايات المتحدة متورطة في القتال. وكل ذلك على أمل أن يقلص ترامب ربطة الخناق الاقتصادي عن إيران أو تدخل في مفاوضات معه من موقف قوة. الثانية، إرادة ترامب. برأيي ليس للرئيس الأمريكي الآن نية للخروج إلى عملية عسكرية ضد إيران وخدمتها. من اللحظة الأولى يعود ترامب ويكرر بأنه لا يريد الحروب (باستثناء ضد إيران التي في الطريق إلى السلاح النووي). صحيح أن لديه قوة عسكرية ليست لدى أي دولة في العالم اليوم، ولكن صندوق أدوات السياسة لديه هو القوة الاقتصادية الأمريكية العالمية، والتي يستخدمها الآن بوحشية تجاه إيران. أولاً وقبل كل شيء يمنعها من تصدير النفط الذي يشكل أكثر من 80 في المئة من مداخيلها. وبالتالي، في المدى القريب ستكون الخطوات الأمريكية المركزية، فوق كل شيء، شد الخناق الاقتصادي أكثر فأكثر والمس بمراكز الثقل الاقتصادية للحرس الثوري. كما أنه واضح جداً بأن ترامب سيسعى إلى نزع الشرعية عن إيران من خلال العودة المستمرة لعرض أدلة على مسؤوليتها عن العملية، وسيبسط منظومة جمع خاصة لتغطية كاملة لكل الخليج الفارسي وموانئه. والعائق الأساس الذي يقف أمام ترامب هو الانقسام الداخلي العسير الذي يعصف بالمجتمع الأمريكي، حين يكون الحزب الديمقراطي يعارض كل خطوة له ويعد نفسه لانتخابات 2020.
الثالثة، تتعلق بالاتحاد الأوروبي. عندما تخطط إسرائيل لأن تضيف بضعة بيوت في القدس الكبرى، يخرج الاتحاد على الفور بالشجب. والآن، حين تصاب مسارات الإبحار الدولية، يصمت الاتحاد، على الأقل حتى كتابة هذه السطور. يبرز أساساً الرئيس ماكرون الفرنسي، وكأنه أحرق مع نوتردام. بريطانيا، كعادتها التاريخية، وقفت إلى يمين الولايات المتحدة بشكل واضح. أما ألمانيا، التي تقود الاتحاد، فترفض حالياً الاعتراف بأن إيران مذنبة بتخريب الناقلات. ليس هذا فق،ط بل إنها تبحث كل الوقت عن سبيل مالي لتجاوز العقوبات الأمريكية على إيران. من الصعب التصديق، ولكن أوروبا «المتنورة» هي اليوم في معسكر واحد مع إيران الإرهابية ضد الولايات المتحدة.
الرابعة، تتعلق بالنفط. في الماضي كان المس بالإبحار في الخليج الفارسي يرفع أسعار النفط دفعة واحدة. هذا لم يحصل هذه المرة لأن الولايات المتحدة لم تعد متعلقة بنفط الشرق الأوسط. فقد أصبحت المنتج الأكبر في العالم والمصدر الأكبر للنفط زهيد الثمن. مع السعودية، المتعلقة اليوم بالنية الطيبة لترامب، يمكن للولايات المتحدة أن تناور في سوق النفط العالمية بالكميات والأسعار.
بتقديري ستكون التطورات متعلقة بقدر كبير بالقرارات التي يتخذها الإيرانيون الذي يعيشون في معضلة عسيرة في وضع عسير. فهل سيواصلون ضرب الابحار في الخليج، وهل سينفذون التهديدات ويواصلون خرق الاتفاق النووي والمخاطرة بالتأكيد بالعزلة الدولية أم يتخلون عن الكبرياء ويدخلون في حوار مع ترامب؟ اذهب لتعرف روح وعقل خامينئي، الزعيم الروحي الإيراني، وأفكار قادة الحرس الثوري.

عاموس غلبوع
معاريف 20/6/2019

- مؤتمر البحرين: خطأ استراتيجي وتفكير غير أخلاقي… وعديم الجدوى

الورشة الاقتصادية التي تعتزم الإدارة الأمريكية عقدها في البحرين الأسبوع القادم كخطوة أولى نحو «صفقة القرن» تحتل عنواناً يبدو على الورق واعداً. غير أنه حين بفتح المغلف اللامع يتبين أن هذه الصفقة تنطوي على خطر كبير ونازف سواء لإسرائيل أو للفلسطينيين. كان ينبغي لأضواء التحذير الساطعة للغاية في هذا السياق أن تشتعل لدى كل إسرائيلي وفلسطيني يعرف تاريخ النزاع في الثلاثين سنة الأخيرة، عندما قضى الرئيس الأمريكي بأن القسم الأول من خطة السلام سيسمى «ازدهار للسلام» ويبدأ بورشة اقتصادية. ليس هذا سوى تغليف جديد لذات السياق الفاشل الذي سمي ذات مرة «السلام الاقتصادي» وفي وقت أسبق «الشرق الأوسط الجديد».
إن المحاولة لبدء هذه المسيرة المركبة عبر الزاوية الاقتصادية ليست خطأ تكتيكياً آخر من بين أخطاء كثيرة تتميز بها كل محاولة للحوار بين الطرفين منذ اتفاق أوسلو، بل هي خطأ استراتيجي محمل بالمصيبة. لو كان ترامب وفريقه يتعمقان في تاريخ المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لكان بوسعهما أن يفهما بأن محاولة قلب ترتيب الأمور والبدء بالحديث في الاقتصاد قبل لمس المسائل الجوهرية للنزاع هي صفعة على وجه الفلسطينيين وانعدام فهم تام لتطلعاتهم الوطنية. فلو كان ممكناً «شراء» الفلسطينيين بامتيازات اقتصادية كي يهجروا تطلعاتهم الوطنية فلا شك أن هذا حصل من قبل. يدور الحديث، بالتالي، عن طريقة تفكير ليست فقط لا أخلاقية، بل وعديمة كل جدوى أيضاً.
إن نتائج هذا التفكير المغلوط كان يمكن لنا أن نراها منذ عهد أوسلو. فالفجوة بين الاتفاقين اللذين شكلا ساحة اتفاقات أوسلو ـ اتفاق باريس الذي عني بالجوانب الاقتصادية واتفاق القاهرة الذي عني بالجوانب الأمنية ولكنه لم يلمس بالمسائل الجوهرية – أدت في نهاية المطاف إلى فشل أوسلو وفي المدى البعيد إلى اندلاع الانتفاقة الثانية. فهي لم تندلع على خلفية اقتصادية بل لأن الهدف السياسي لم يكن واضحاً.
وهذا هو الخطر الأكبر الذي نقف أمامه الآن أيضاً. فحقيقة أن ترامب وضع الاقتصاد في جبهة الحل ويحاول تحريك المسيرة كلها عبرها هي تكرار للخطأ الأكبر في اتفاقات أوسلو. لا معنى للانطلاق على الدرب إذا كان الهدف النهائي الذي يفترض الوصول إليه ليس محدداً مسبقاً. هذا الهدف، سواء من ناحية الفلسطينيين أم من ناحية دولة إسرائيل، يجب أن يكون إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في حدود 67 مع تبادل اضطراري للمناطق. دون أن يقول الطرفان، والطرف الوسيط، هذا بشكل واضح منذ بداية الطريق، لا يوجد أي معنى للانطلاق إليه مرة أخرى.
إن الطريق إلى الجحيم مبلط بالنوايا الحسنة، غير أنه في حالة خطة ترامب ليس واضحاً بعد إذا كانت النوايا طيبة أم أن هذه أداة سياسية أعطاها الرئيس الأمريكي لبنيامين نتنياهو كي يتمكن من الانتصار في لعبة الاتهامات التي لا تنتهي ولتصوير الفلسطينيين مرة أخرى، كرافضين للسلام. غير أن هذه الهدية من شأنها أن تجر كل الأطراف والمنطقة بأسرها إلى تصعيد يبعد لسنوات طويلة أخرى إمكانية حوار يؤدي إلى تسوية.
وعليه، فعلى كل إنسان، وبالتأكيد كل زعيم إسرائيلي، يتطلع إلى إنهاء النزاع، الحفاظ على أمن إسرائيل ومنع جولة دموية أخرى ـ أن يأمل وربما أن يطلب من ترامب أن يتخلى عن الفكرة الخطيرة للاقتصاد أولاً. وعليه، فإن حملة الانتخابات المقبلة هي الأخرى لا يمكنها أن تبقى تدور مثل سابقتها في واقع وهمي لا يوجد فيه فلسطينيون. إن الزعيم الإسرائيلي الذي يفر من هذه المسألة ببساطة ليس جديراً بالقيادة.

عامي ايالون
يديعوت 20/6/2019

- خطط ترامب الكبرى للبحرين: هل تبدو بشعة أكثر من أي وقت مضى؟

قبل أسبوع تقريباً من عقد «المنامة» بدا محزناً بشكل خاص من ناحية طاقم البيت الأبيض المسؤول عن صفقة القرن. الفلسطينيون يقاطعون المؤتمر، وإسرائيل الرسمية لم تتم دعوتها، والدول العربية سواء شاركت أم تبنت المقاطعة الفلسطينية، تتعامل مع الحدث باستهزاء كبير. ليس واضحاً إذا كانت الإدارة الأمريكية ستعرض في المؤتمر الفصل الاقتصادي لخطة السلام كما وعد أصلاً. ووسائل الإعلام في العالم تجد صعوبة في معرفة هل يمكنها الوصول من أجل تغطية الحدث.
عندما أعلن البيت الأبيض في الشهر الماضي عن نية عقد المؤتمر، كان يبدو لبضعة أيام أن خطة السلام الأمريكية قد بدأت في مراكمة زخم ما لأول مرة منذ انتخاب ترامب. الطاقم الأمريكي برئاسة صهر الرئيس ومستشاره الكبير، غارد كوشنر، اعتبر موافقة البحرين على استضافة المؤتمر إنجازاً وموافقة السعودية ودولة الإمارات وقطر المشاركة فيه. في محادثات مع مراسلين أكدت شخصيات في الإدارة الأمريكية في حينه بأن حقيقة أن ممثلين عن هذه الدول سيجلسون على طاولة واحدة مع مندوبين إسرائيليين ويبحثون معهم مستقبل الاقتصاد الفلسطيني يجب النظر إليها كانعطافة سياسية.
الآن وبعد شهر على الإعلان الاحتفالي، وقبل بضعة أيام من عقد المؤتمر، تبدو الصورة مختلفة تماماً. السلطة الفلسطينية ما زالت تصمم على رفض مشاركتها في المؤتمر، بل ونجحت في إقناع عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين برفض الدعوة التي حصلوا عليها. روسيا والصين، الدولتان العظميان اللتان يتزايد حضورهما الاقتصادي في الشرق الأوسط، يتوقع أيضاً أن تقاطعا المؤتمر. في أوساط الدول العربية، العراق ولبنان، أعلنتا عن عدم المشاركة. البيت الأبيض أعلن أن الأردن ومصر والمغرب ستشارك في النقاشات بعد جولة ضغوط كبيرة عليها، لكن ليس من الواضح بأي مستوى ستكون مشاركتها.
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تطرق باستخفاف هذا الأسبوع للمؤتمر، وقال إنه «يجب عدم المبالغة» حول أهميته. «هذا بشكل عام مجرد ورشة عمل». مقاربة مشابهة سمعت من دبلوماسي كبير في دولة عربية يتوقع مشاركتها في المؤتمر، الذي قال في محادثة مع الصحيفة في بداية الأسبوع: «سيكون من الغريب مناقشة مستقبل الاقتصاد الفلسطيني دون مشاركة أي فلسطيني في النقاشات». احتمالية أن دولاً عربية ستوافق في نهاية هذه النقاشات على إخراج دفتر الشيكات لصالح مشاريع اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ضئيلة.

بمقاطعة فلسطينية وتوقع غياب روسي وصيني وحضور عربي خافت

في هذا الأسبوع تبين أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم الذين سيغيبون عن المؤتمر، بل الحكومة الإسرائيلية أيضاً. البيت الأبيض فسر ذلك بأن قرار عدم دعوة ممثلين رسميين من إسرائيل للمؤتمر «من أجل عدم تحويل المؤتمر إلى مؤتمر سياسي»، رغم أن المندوبين من الولايات المتحدة ودول عربية الذين سيشاركون في المؤتمر سيكونون من السياسيين. في البيت الأبيض أكدوا أيضاً أن رجال أعمال من إسرائيل دعوا للمؤتمر، لكن لم تكشف اسماؤهم بعد.
حتى أمس بدا أن المؤتمر سيعقد بدون مراسلين، لكن في المساء أعلنت البحرين بأنها ستسمح لست وسائل إعلام من إسرائيل بتغطيته. هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها البحرين، التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، لوفد إعلامي إسرائيلي بزيارة البحرين. ووافقت على دخول إسرائيليين في أعقاب طلب من البيت الأبيض المسؤول عن خطة السلام الأمريكية. صحيفة «هآرتس» هي إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي حصلت على المصادقة من أجل تغطية المؤتمر.
روبرت ستانوف، رئيس معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط، الذي استضاف قبل شهر ونصف كوشنر من أجل إجراء مقابلة موسعة حول خطة السلام، عبر الإثنين عن الشك بخصوص مجرد عقد المؤتمر. «إذا لم يدفع المؤتمر قدماً التعاون الإسرائيلي ـ العربي، وإذا كانت مقاطعة الفلسطينيين ستضمن أن لا تكون هناك خطط عملية بخصوص الضفة الغربية، فما هو المبرر لعقد هذا المؤتمر؟ ما هو هدف ذلك؟»، قال عبر حسابه في «تويتر».
في إسرائيل، وبالذات في محيط نتنياهو، تنفسوا الصعداء من عملية خفض المستوى الزاحف، ولكن المؤكد لمؤتمر البحرين. بشكل علني هم يهتفون لترامب ويصفقون له على كل خطوة، بسبب تلك الهدايا الكثيرة التي أغدقها على رئيس الحكومة. ولكن من خلف الكواليس هناك من يعترفون بأن الأمر الأخير الذي يحتاجه نتنياهو في هذه الأثناء هو خطة سلام في منتصف حملة انتخابية غير متوقعة.
إن فشل نتنياهو في تشكيل الائتلاف أضر بشكل كبير مخطط الإدارة الأمريكية. كل شيء تم تأجيله إلى ما بعد الانتخابات، ومن يعرف ما الذي سيكون بعد ذلك. الأمر المؤكد هو أن نتنياهو غير معني بأي مظهر من مظاهر المفاوضات قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع. مع شركاء محتملين فقط يتشددون في تطرفهم نحو اليمين، هذا يمكن أن يشكل حكماً بالإعدام أكثر من الحكم القضائي الذي يلوح في الأفق. خائب الأمل الوحيد في إسرائيل من هذا الموضوع هو وزير المالية موشيه كحلون الذي كان سيمثل الحكومة في مؤتمر البحرين. حضوره في البحرين كان سيعتبر حقنة تشجيع من نتنياهو للشخص الذي عاد مهزوماً إلى الليكود. غير أن هذا الأمر أيضاً قد أُخذ منه.

نوعا لنداو وأمير تيفون
هآرتس 20/6/2019



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6373 / 2184626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2184626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40