تصريح صحفي : العار لمن ترك القدس وحيداً

تتوالى عمليات تسليم العقارات الفلسطينية في العاصمة المحتلة القدس العربية إلى عصابات الوكالة الصهيونية وكيانها الغاصب وجمعياتها الاستيطانية، وإذا كانت عمليات التسريب الإجرامية الفردية كما هو حال قضية تسريب عقارات آل جودة قبل عدة أشهر كشفت عن تواطؤ لشخصيات وقوى داخل سلطة التنسيق المخابراتي وأصابعها، فإن عمليات التسريب الأخطر والتي طالما حذرت منها القوى الحيّة في عاصمتنا السليبة هي تلك التي تتم على أوقاف إسلامية أو مسيحية مثل العملية الأخيرة التي ثبتتها ما تسمى بالمحكمة العليا الصهيونية لصالح جمعية المستوطنين “عطيرت كوهنيم” لفندقي بترا وإمبريال في ساحة يافا ومبنى المعظمية، والتي تؤكد كلّ ما قدمته جماهير القدس ضد البطريركية الفاسدة وبطاركتها الذين أمنوا العقاب فاستخفوا بالدين والدنيا معا.

لم يكن ذلك ليتم على هذا النحو لولا الغطاء الذي وفرته سلطة التنسيق المخابراتي لهم بإهمالها أو فسادها وبذلك توفير أغطية استغلوها حتى النهاية، وغابت أية مراجعات من جهات عربية بما فيها ما أسند إلى الحكومة الأردنية من مهمة القيام بالمرجعية الهاشمية، وهكذا ترك أحرار القدس وحدهم ليتجرّعوا مرارة الخذلان وهم يواجهون تهويد منظّم عبر الفساد والخيانات التي ما زالت تهدّد القدس التي لم تأخذ من اهتمام فعلي برامجي سوى الحير على الورق من قبل هذه الجهات، وإن هذا الإجرام المستمر بحق القدس يقتضي الركون إلى تشكيلات اجتماعية شعبية محلية داخل القدس نفسها من رجالاتها وشبابها الأحرار لقطع الطريق على الفاسدين والعملاء وعدم القنوط من ثقل المهمة.

إن التيّار يدين الصمت العربي والاسلامي والتخاذل المسجّل والتهاون القائم في هذا الملف الهام لا سيما وهو يدّعي رفضه لقرار ترامب باعتبار القدس حصرا للكيان الغاصب ونقله سفارته إليها وإعلانه عن ورشة اقتصادية في البحرين خلال هذا الشهر لبيع قضية فلسطين نهائيا والتخلص منها على مذبح التصهين، إننا نناشد الشعوب الاسلامية وأمتنا العربية وأحرار العالم أن تقوم بدورها في حماية القدس العربية بدعم جماهيرها مباشرة عبر آليات الاتصال المباشر بالجمعيات والشخصيات المعروفة وعدم انتظار الحكومات التي ثبت تواطؤها وخيانة أكثرها لقدس الله في أرضه وأمانته بين عباده.

الخزي والعار للمفرطين بحقوق شعبهم والمتآمرين على مستقبله

وإننا حتما لمنتصرون

تيار المقاومة والتحرير

المفوضية الاعلامية والسياسية

القدس المحتلة - فلسطين

10 / شوال/1440هـ

13/ حزيران / 2019 م