الجمعة 21 كانون الأول (ديسمبر) 2018

اعلام العدو: لو كنا فلسطينيين ماذا كنا سنفعل؟

الجمعة 21 كانون الأول (ديسمبر) 2018

ماذا تعتقدون أن على الفلسطينيين فعله؟ ماذا كان يريد اليمين القومي الديني المتطرف أن يفعل بهم؟ لا نعرف. أن يفجر ويقصف ويقتلهم جميعاً، دون تمييز، رجالاً ونساء وأطفالاً. لا لأن هذا مفيد، ولكن عدداً من الجثث يمكن أن تعيد اللمعان للعيون. ولكن حتى هم أنفسهم كانوا سيكونون سعداء من الاستيقاظ ذات يوم ورؤية أن العرب قد اختفوا، وأن وجع الرأس هذا قد اختفى. وأننا بقينا وحدنا مع يئير نتنياهو وبينيت وشكيد.
لكننا لسنا وحدنا. فهم ما زالوا هنا. هناك تقريباً مليونا إنسان.. أكثر من أن نقتلهم أو نحبسهم في معسكرات، أو نقوم بتحميلهم على شاحنات. لا يمكن قتلهم، لكن يمكن تنغيص حياتهم. بماذا كنتم ستفكرون لو أن شخصاً يحاول تنغيص حياتكم، ويقطع الطرق أمامكم، ويجمعكم في طوابير ويقوم بمحاكمتكم في محاكمات مضحكة، هل كنتم ستفكرون أن لديه ذكرى جيدة عن نفسه، حسب رأيه هو يستحق السيادة وأنتم العبودية، وأنه هو الأعلى وأنتم قمامة. ماذا كنتم ستفعلون بمن يفكر أنكم قمامة؟ ألم تكونوا ستقتلون المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال. نعم، وكذلك ليس الجنود، صحيح؟ لحظة، سمعت شخصاً يقول إن الجنود مسموح قتلهم؟ قتل أولادنا جميعاً؟ هذا جيد. عرفت أن لا. إذاً بدون قتلى وبدون مسيرات نحو الجدار وبدون احتجاجات في الأمم المتحدة، حسناً؟ اتفقنا.
ماذا كنتم ستفعلون أيضاً لو أن الذي ينغص حياتكم طلب منكم الجلوس للتفاوض؟ هو لم يأت للجلوس عبثاً. سيأتي ولديه شروط. الشرط الأول هو أن توافقوا على أن يبني المستوطنات وكأنه لا توجد مفاوضات، وأن تواصلوا المفاوضات وكأنه لا يقوم بالبناء. والشرط الثاني هو أن المفاوضات ستستمر لفترة غير محدودة. كم؟ ألف، ألفي سنة، مع تقدير حذر. وحتى لا تقدموا له شكاوى بعد ذلك، كان سيقول لكم إنه في النهاية لن تحصلوا على أي شيء. أجل، ما تسمعونه: لا شيء. هذا ليس بسبب أنه لا يريد، بل بسبب أمور أنتم لن تفهموها مطلقاً. ائتلاف. وماذا كنتم ستفعلون لو كنتم مكانهم؟ أنتم الليبرالين اليساريين محبي السلام؟ من الواضح أنكم محرجون لأنكم مشاركون قليلاً. صحيح، أنتم تقولون بأنكم مشاركون ولكن بهدوء. على نمط شمعون بيرس.
أنتم تحلمون، مثل بيرس، بأن «الأفق الاقتصادي» سيهدئكم. ربما «شرق أوسط جديد»؟ بحيث تعطونهم حياة جيدة جداً. إلى درجة أن لا يفكروا حتى بتنفيذ عمليات. أنتم ستعرضون عليهم شراكة، وستحضرون التكنولوجيا وهم الأيدي العاملة، ستعطونهم الإنترنت وهم سيقدمون أعمال النظافة. اعطوهم أفقاً، وعندها كل شيء سيتدبر. ولكن هذا لن يتدبر. هم لا يريدونكم ولا يريدون أفقكم. فماذا يريدون بحق السماء، أبناء الزنا هؤلاء؟ هم يريدون الاستقلال والسيادة، ويريدون التخلص منكم ومن تكنولوجيتكم. ولكن الآن، اذهب واشرح لهم أنه لا يمكن الانفصال، هذا لا يمكن بسبب بينيت وبسبب ملف 3000 وبسبب سارة، بل بسبب أن سارة لا تحب نفتالي وتكره اييلت، وبسبب أنكم لا تعرفون بعد ما معنى الجلوس مع لتسمان. إذا لا يوجد مبرر للكلام، والخيار الذي بقي أمامكم هو العمليات الإرهابية. هذا لا يسمع جيداً، وحتى أنه عديم الأمل، لكن من الذي يتحدث عن الأمل وكأنه يوجد لنا أمل. هل جدعون ساعر أمل؟ وإسرائيل كاتس؟ واييلت شكيد؟ من فضلكم اهدأوا. الأمل لا يوجد في الصفقة. وإذا أردتم إخراج الغضب الذي تثيره فيكم الحواجز وإطلاق النار على الأطفال، عليكم ارتداء السترة الصفراء وأن تتظاهروا ضد ارتفاع أسعار الكهرباء وأسعار الجبن والبامبا. ماذا كنتم ستفعلون لو أنكم كنتم مكانهم؟ هذا ليس سؤالاً نظرياً، هذا أمر حدث لنا تقريباً. تقريباً كنا هناك. الانتداب البريطاني لم يكن يشبه الاحتلال الإسرائيلي، لأن الإنجليز ليسوا إسرائيليين، والإنجليز أعدوا بنى تحتية للدولة، التعليم والإدارة والمواصلات. ولم نفكر بأنهم يصنعون معروفاً لأحد.
وكيف رددنا على ذلك؟ هل شكرنا على هذا الجميل؟ هل توسلنا لأن يبقوا هنا؟ لا. لقد أردنا أن يذهبوا من هنا بأسرع وقت، مع كل الأفق الذي قدموه. لقد أردنا استقلالاً وسيادة. لقد أطلقنا النار عليهم وفجرناهم وأعدمناهم، ولو كان لديهم نساء وأطفال لكنا صفيناهم أيضاً. هذا جيد. نحن «حاربنا ضد احتلال أجنبي». أما الفلسطينيون فهم «قتلة الأبرياء».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 225 / 2184555

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184555 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 2


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40